أحيت فرنسا ذكرى إنزال الحلفاء بمنطقة بروفانس على الساحل الجنوبي الفرنسي بالإشادة بالمحاربين القدماء ومعظمهم من مستعمراتها السابقة الذين شاركوا في تحرير البلاد من الاحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية قبل 60 عاماً وقلدت 70 منهم وسام جوتة الشرفي.وابلغ الرئيس الفرنسي جاك شيراك زعماء من 16 دولة افريقية شاركت في الانزال يوم 15 أغسطس عام 1944 وممثلين عن الولاياتالمتحدة وبريطانيا ان فرنسا ستظل تذكر دائما التضحيات التي قدمتها بلادهم من اجل تحريرها.وقال شيراك في الخطاب الذي القاه على متن حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول قبالة الساحل الفرنسي على البحر المتوسط مساء الأحد «لقد ربط ابناؤكم اسماءهم باسطورة الجيش الفرنسي بعد ان مزجوا دماءهم للابد بدمائنا». وفي نهاية الاحتفالات بالذكرى الستين لانزال قوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية في منطقة بروفانس تلقى نحو 70 من قدامى المحاربين وسام جوقة الشرف الفرنسي وهو وسام استحدثه نابليون بونابرت في عام 1802 لمنحه للذين يحققون انجازات عسكرية او اي اشكال اخرى من الخدمات غير العادية للدولة.وجاءت عملية بروفانس في اعقاب انزال الحلفاء في نورماندي بشمال فرنسا يوم السادس من يونيو عام 1944 وحررت باريس يوم 25 أغسطس من ذلك العام واستسلمت المانيا في عام 1945. وشارك اكثر من 400 ألف من جنود الحلفاء في عملية دراجون في بروفانس بينهم نحو 125 الفا من مستعمرات فرنسية سابقة. وتقول وزارة الدفاع الفرنسية ان 1300 من جنود الحلفاء قتلوا في اول يومين من عملية الانزال. وقال شيراك مخاطبا ايفور كابلن الوزير البريطاني لشئون المحاربين القدماء ونظيره الامريكي دانيال لي كوبر ممثلين عن بلادهما «ان فرنسا لن تنسى مطلقا الدماء التي اريقت من اجل تحريرها». وشملت الاحتفالات بالذكرى عرضا جويا للقوات الجوية ووصلت الى ذروتها باستعراض بحري في المساء. وشارك في العرض 7500 بحار من بينهم 6500 على متن نحو 20 سفينة فرنسية وثماني سفن من المغرب والجزائر وتونس والولاياتالمتحدة وبريطانيا. وقال رئيس الوزراء الفرنسي جان بيير رافاران في كلمة القاها في وقت سابق امام القادة الافارقة خلال غداء في مكتبه «لقد اصبح اشقاء السلاح اشقاء بالدم» وان الحلفاء في الجنوب ساعدوا على تحرير الشطر الشمالي للبلاد. ومن بين القادة الافارقة وضيوف الشرف الذين حضروا الاحتفالات جلالة الملك محمد السادس والرئيس المالي امادو توماني توري والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. وتلقت مدينة الجزائر وسام جوقة الشرف من الرئيس الفرنسي. وقال شيراك «لقد أعيد تكوين الجيش الفرنسي في الجزائر التي كانت مقر المؤسسات الفرنسية المقاتلة والمواجهة للدولة الام المحتلة».وقلدت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشيل اليو ماري في وقت سابق 32 من قدامى المحاربين وسام جوقة الشرف الفرنسي.