كشفت صحيفة لوموند الفرنسية في عددها الصادر الثلاثاء 2003-8-5 أن رجل الأعمال الأسترالي المولد والأمريكي الجنسية روبرت مردوخ -72 عامًا- أصبح على قاب قوسين من تحقيق حلمه بأن يصبح ملك المحطات التلفزيونية الفضائية والمهيمن عليها على الصعيد العالمي. ففي الولاياتالمتحدة، أصبح مردوخ في انتظار إبرام عقد يمكنه من ملكية مجموعة ديركت تيفي التليفزيونية الرقمية، التي يقدر عدد المشتركين فيها بنحو 11 مليون مشاهد، وجزء كبير من مجموعة كنال بليس تكنولوجي الفرنسية؛ الأمر الذي سيتيح لمردوخ الهيمنة على سوق البث الفضائي بنحو 110 ملايين مشاهد يتابعون قنواته الفضائية المرقمة وغير المرقمة في جميع أنحاء العالم. عشرات الصحف والمجلات وأشارت لوموند إلى أن مردوخ الذي يمتلك في الولاياتالمتحدة وحدها عشرات الصحف والمجلات والشبكات التلفزيونية، وعلى رأسها قناة فوكس الشهيرة لتوزيع الأفلام والبرامج، أصبح اليوم ينتظر الضوء الأخضر من إحدى اللجان في وزارة العدل الأمريكية لشراء المجموعة الرقمية الجديدة. ويعول مردوخ كثيرًا في إمضاء هذا العقد على أصدقائه في إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش، خاصة أن شبكة فوكس التلفزيونية التابعة له قد لعبت دورًا كبيرًا في مساندة الإدارة الأمريكية، وإبراز عدالة الحرب التي خاضتها الولاياتالمتحدة في كل من أفغانستان والعراق. وكانت صحيفة إندبندنت البريطانية قد ذكرت إبان الحرب الأخيرة على العراق أن بلير حرّض مردوخ على تصعيد هجومه على الرئيس الفرنسي جاك شيراك في صحيفة ذي صن التي يمتلكها. وقالت إندبندنت: إن مردوخ سأل بلير عما إذا كان يمكنه (مردوخ) مساعدته عن طريق ذي صن المملوكة له في موقفه من الأزمة العراقية، فطلب منه بلير تصعيد الهجوم على الرئيس شيراك. توغل في أوروبا أما عن تواجده في أوروبا فتقول لوموند: إن مردوخ يعمل حاليًا على إتمام عقد يمكنه من التواجد داخل شبكة كنال بليس تكنولوجي الرقمية بعد أن تمكن منذ أشهر قليلة من إنشاء شبكة تلفزيونية رقمية إيطالية سماها سكاي إيطاليا، وأيضًا شراء شبكة أخرى إسبانية؛ وهو ما جعله صاحب أكبر عدد من المحطات التلفزيونية الرقمية في العالم بلا منافس. أما عن الجانب البريطاني في إمبراطوريته فتقول لوموند: إن مردوخ يُعَدّ المساهم الرئيسي في الشركة الإعلامية الضخمة بي سي كيب التي تعتبر المنافس الوحيد لشبكة بي بي سي التلفزيونية الشهيرة، وذلك بالإضافة إلى ملكيته لشبكة آي تف التي يشاهدها حوالي 7 ملايين مشترك. وقالت لوموند: إن إمبراطورية مردوخ الإعلامية أصبحت تزحف أيضًا نحو جنوب أوروبا بمساعدة صديقه سلفيو برلسكوني رئيس الوزراء الإيطالي الحالي، ورجل أعمال تونسي يُدعى طارق بن عمار. ولم تعرف رحلة مردوخ في الهيمنة على القنوات والجرائد الفشل إلا مرة واحدة؛ وهو ما دفع مؤسس الشبكة التلفزيونية الأمريكية سي إن إن تيد تيرنر إلى وصف مردوخ بأنه أخطر رجل في العالم. وعرف مردوخ الفشل في المجال الإعلامي حين قام قبل سنوات بالاشتراك مع رجل أعمال ألماني بإنشاء شبكة رقمية في ألمانيا، وهي تجربة وصفت بالقصيرة الفاشلة. إمبراطورية مهددة من جهة أخرى، أشارت لوموند إلى أن مستقبل إمبراطورية مردوخ الإعلامية قد بات مهددا، حيث لا يوجد خليفة قادر على إدارة كل هذه المشاريع التلفزيونية والإعلامية بكفاءة؛ فابن مردوخ الأكبر والمرشح لوراثة دفة قيادة مؤسسات والده آني لاشلون -13 سنة- لا يمتلك موهبة وخبرة أبيه، إضافة إلى الصعوبات الحالية التي تتعرض لها مؤسسات مردوخ في كل من الهند وأستراليا، وذلك بحسب الصحيفة الفرنسية ذاتها. وأضافت لوموند أن مردوخ له 3 أبناء، ويدير شركاته في مختلف مواقع العالم ب 21 مديرًا عامًا، إلا أنه قد أصبح يشعر بقلق حقيقي خاصة بعد أن قام بإجراء عملية جراحية لاستئصال سرطان البروستاتا في سنة .2000 ومن المعروف أن مردوخ يمتلك حاليا 128 صحيفة في مختلف أنحاء العالم، أبرزها ذي صن وديلي تلغراف، وتايمز في بريطانيا، بالإضافة إلى نيويورك بوست وآي سي نيوسبيبار وذي ويكلي في أمريكا، بينما يقدر إجمالي مؤسسات مردوخ الإعلامية في العالم ب 400 مؤسسة. سيرة ذاتية ويذكر أن مردوخ ذا الأصول اليهودية والذي تربطه علاقة صداقة حميمة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي أرييل شارون كان قد ولد في أستراليا في مارس من سنة .1931 وكان في شبابه يبدي التزاما يساريا ويضع تمثالا نصفيا للينين في غرفته الخاصة، ولكن منذ منتصف السبعينيات انقلب إلى ليبرالي حتى النخاع، دون أن يوضح لأحد أسباب ذلك الانقلاب. أما عن أكبر خطوة اتخذها نحو العالمية فكانت عام ,1985 عندما تخلى عن جنسيته الأسترالية وحصل على الجنسية الأمريكية، معللا ذلك فيما بعد بأنه كان بسبب القوانين الأمريكية التي تضيق من ملكية الأجانب في الولاياتالمتحدة. وتزوج مردوخ 3 مرات كان آخرها سنة 1999 عندما تزوج مديرة إحدى شبكاته التلفزيونية في حفل خاص أقامه على متن يخت فخم في نيويورك بعد أن استكمل إجراءات طلاقه من امرأته الثانية بعد زواج دام32 عاما.