بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله .. أما بعد ... فيطيب أن ننقل لكلّ الأهل الحضور في مهرجان " صندوق طفل الأقصى " الثالث تحيات الأخوة رهائن الأقصى من سجن الجلمة ، ننقل لكم هذه التحيات و نحن على يقين أن القيود و القضبان و الظلم الحاقد إنْ منعت أجسادنا من مشاركتكم فرحة هذا الاحتفال فنحن معكم بأرواحنا . نعم ، نحن بأرواحنا مع فرحة كلّ طفلٍ من أبطال هذا المهرجان من أطفال القدس الشريف ، و أطفال النقب و المثلث و الجليل ، و أطفال المدن الساحلية عكا و حيفا و يافا و اللد و الرملة ، نحن بأرواحنا مع فرحة كلّ أمّ جاءت تحتضن طفلها إلى المسجد الأقصى و لسان حالها يقول : ( لقد وهبتُك يا ولدي محرّراً لخدمة المسجد الأقصى ) .. نحن بأرواحنا مع فرحة كلّ أبٍ جاء يشارك ابنه هذه الفرحة و لسان حاله يقول : ( كن يا ولدي للمسجد الأقصى كما كان له عمر الفاروق - رضي الله عنه - و صلاح الدين ) ، نحن بأرواحنا نقف عند باب الأسباط و باب حطة و باب فيصل و بقية أبواب المسجد الأقصى مرحّبين بكلّ الأهل الحضور الذين وفدوا لإحياء هذا المهرجان الثالث من أهلنا الأحباب من القدس الشريف ، و من أهلنا الأحباب من النقب و المثلث و الجليل و المدن الساحلية ، و تحياتنا القلبية إلى هيئة الأوقاف و العاملين فيها ، تحياتنا القلبية إلى فضيلة مفتي القدس الشيخ عكرمة صبري و إلى فضيلة العلماء و الدعاة و العاملين الحضور ، تحياتنا القلبية إلى الشيخ كمال خطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية و إلى بقية قادتها و العاملين فيها و إلى عموم أبنائها و أحبّائها في كلّ مكان ، تحياتنا القلبية إلى ( مؤسسة الأقصى ) و العاملين فيها و لا نقول لهم إلاّ ( سيروا و الله يرعاكم).. تحياتنا القلبية إلى مؤسسة ( مسلمات من أجل الأقصى ) و لا نقول لهنّ إلاّ ( إلى الأمام و هكذا تكون النساء ) .. تحياتنا القلبية إلى ( مؤسسة البيارق ) و العاملين فيها ، تحياتنا القلبية إلى هذه الطائفة الظاهرة على الحق من رجالٍ و نساء و أطفال و مؤسسات و هيئات لا يزالون يواصلون الليل و النهار من أجل إعمار و إحياء المسجد الأقصى المبارك . أيها الأهل الحضور الأحباب ... باسمكم جميعاً نشدّ على يد كلّ طفلٍ من أطفال الأقصى و نقول لهم : بوركت هذه القروش الحلال التي جمعتموها من أجل إضاءة قناديل المسجد الأقصى بالعزة و الكرامة ، باسمكم جميعاً نُقَبِّل جبين كلّ طفلٍ من أطفال الأقصى و نقول لهم : "أنتم فرسان اليوم و أنتم فرسان الغد ، و أنتم بدور الليل و أنتم فجر الصباح ، و أنتم الورثة المدافعون عن كلّ شبرٍ في حرم الأقصى ، و عن كلّ حجرٍ في بنائه ، و لو رآكم رسول الله r لأَحَبَّكم كثيراً" . أيها الأهل الحضور الأحباب ... باسمكم جميعاً ننادي أمتنا الإسلامية و عالمنا العربي من رحاب المسجد الأقصى ، باسمكم جميعاً ننادي الحكام و العلماء و الشعوب و نقول لهم : "هل تطيب نفوسكم على هدم الكعبة المشرفة ؟! هل تطيب نفوسكم على هدم المسجد النبوي الشريف ؟! و لأن جوابكم الأبديّ (حاشا لله أن تطيب نفوسنا على هدمها بل نفديها بالغالي و النفيس) ، لأن جوابكم كذلك فما بالنا نراكم صامتين ؟! و ها هم بعض اليهود المتطرّفين يهدّدون بنسف المسجد الأقصى بالمتفجّرات !! أليس المسجد الأقصى هو الأخ الشقيق للكعبة المشرفة ؟! أليس المسجد الأقصى هو الأخ الشقيق للمسجد النبوي الشريف ؟! أين أنتم يا حكام ؟! أين أنتم يا علماء ؟! أين أنتِ يا شعوب من هذا الأخ الشقيق الذي لا زال يَصْلى نار الهوان و ذلّ الأسْر منذ أكثر من ثلاثين عاماً ؟!! أين أنتم و هو لا يزال يناديكم دامياً باكياً : أنا ثالث الحرمين لا أبغي سوى أن تستحي من نكبتي يا أمتي) أيها الأهل الحضور الأحباب ... باسمكم جميعاً ننادي المؤسسة الصهيونية و كلّ العاملين فيها و نقول لهم : (أرأيتم لو وصلت إليكم معلوماتٍ تؤكّد أن بعض الفلسطينيين يخطّطون لهدم الكنيست مبنى برلمانكم !! لتحرّكت جيوشكم و طائراتكم و دباباتكم لاعتقال هؤلاء الفلسطينيين ثم الزجّ بهم في غياهب السجون !! و لكن ها هي تصلكم المعلومات المؤكّدة أن بعض اليهود المتطرّفين يخطّطون لنسف المسجد الأقصى بالطائرات !! ثم ماذا ؟! لم نرَ منكم أيّ تحرّك لِلَجْمِ هؤلاء اليهود المتطرّفين ؟! و مع ذلك نقول لكم (أنتم المُدان الوحيد) عن أيّ اعتداء قد يقع على المسجد الأقصى و لو تسبّب بهدم حجر واحد فقط من حجارته !! لأن استباحة احتلالكم للأقصى منذ عام 1967 بقوة السلاح ، و استباحة حفركم تحت حرم الأقصى حتى الآن ، و استباحة إيقاع المجازر في رحاب الأقصى بآلافٍ من جنودكم و رصاصكم ، و استباحة اقتحامكم للأقصى تارة على يدِ شارون ، و تارة على يد تساحي ، إن كلّ هذه التصرّفات الرعناء من طرفكم ، و غيرها من تصرّفات أشدّ رعونة منها ، تمثّل المحرّض الدائم و الأساس لكلّ المتطرّفين اليهود كي يخطّطوا لنسف المسجد الأقصى !! و لكن اعلَموا أنه ما من حاكِمٍ و ما من شعبٍ امتدت يده بالأذى على المسجد الأقصى إلا مزّقه الله تعالى شرّ ممزّق ، و جعله أحاديث للناس و الإعلام) . أيها الأهل الحضور الأحبار ... قبل أن نستودع الله دينكم و خواتيم أعمالكم نرى من الواجب أن نذكّركم يا أهلنا الأحباب في القدس الشريف !! و يا أهلنا الأحباب في النقب و المثلث و الجليل و المدن الساحلية عكا و حيفا و يافا و اللّد و الرملة !! أنكم أنتم درع الأقصى !! و كلٌّ منكم على ثغرةٍ من ثغر الأقصى فلا نؤتَيّن من قِبَله !! و اعلموا أن الشجاعة صبر ساعة !! و ارفعوا رؤوسكم فوق كيدِ المعتَدين !! و تزوّدوا دائماً و أبداً من الخطاب النبويّ الذي يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ( ... و اعلم أن النصر مع الصبر و أن الفرَج مع الكرب و أن مع العسر يسراً ) . و آخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته