كشفت مصادر مطلعة أمس الإثنين عن أن الحكومة الجزائرية ستنظر قريبا في طلب قدمه عدد من العاملين في قطاعات التربية والتعليم لتأسيس جمعية للصداقة مع إسرائيل. وجاء في جريدة الحياة اللندنية التي أوردت الخبر أن محمد برطالي رئيس الجمعية الوطنية للصداقة الجزائرية الإسرائيلية أعرب عن أمله في أن توافق الحكومة الجزائرية على طلب الاعتماد الذي أرسل إلى وزارة الداخلية. وفي تصريحات نشرتها صحيفة الشروق الجزائرية أفاد برطالي، الذي عمل في التدريس 20 سنة، بأن الجمعية التي أعلن عن تأسيسها في ربيع 2002 تتبنى مبدأ الصداقة، لأن العلاقات من وجهة نظره ، سيرورة دائمة، ولسنا، يضيف برطالي، دعاة تطبيع لأن مهمتنا في هذه الحال تنتهي بمجرد إقامة علاقات ديبلوماسية وسياسية. مؤكدا أننا نعتقد بأن للرئيس عبد العزيز بوتفليقة مواقف إيجابية من إسرائيل. وفي محاولة لتوضيح الموقف الإيجابي للرئيس بوتفليقة من إسرائيل استدل محمد برطالي رئيس الجمعية الوطنية للصداقة الجزائرية الإسرائيلية بقوله لمسنا هذا في تثمينه للدور الثقافي الذي لعبه اليهود في قسنطينة واستقباله لوفود يهودية خلال زيارته لكل من أوروبا وأميركا، ودعوته للفنان المغني اليهودي الفرنسي، الجزائري الأصل، أنريكو ماسياس إلى زيارة الجزائر. وكشفت الصحافة حينها عن أن ذلك السلوك الذي قوبل بالرفض الكامل لدى معظم القوى الوطنية، فقامت اللجنة الوطنية لمناهضة المد الصهيوني والتطبيع مع إسرائيل، والتي تضم شخصيات قومية ووزراء سابقين، بالتنديد بهذه الزيارة ووصفتها بأنها تتم لأغراض مشبوهة. وهو الموقف نفسه الذي اتخذته حركتا مجتمع السلم و الإصلاح الوطني.. ويأتي الإعلان عن تأسيس هذه الجمعية بمثابة سلوك سياسي مدني غير مسبوق في السياسية الجزائرية. جدير بالذكر أن وفدا من الإعلاميين الجزائريين (بحوالي 10 صحافيين) قد زار إسرائيل في يونيو 2000 بعد أشهر قليلة من اللقاء الذي جمع بين الرئيس الجزائري، عبدالعزيز بوتفليقة، ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود باراك على هامش جنازة الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله في الرباط. ويعتقد مراقبون أن ظهور أشخاص يدعون إلى إقامة علاقات صداقة مع إسرائيل قد يكون محاولة إسرائيلية جديدة لاختراق المشهد السياسي الجزائري، علما أن عددا من كبار المسؤولين في الدولة الجزائرية سبق لهم أن زاروا إسرائيل، منهم على سبيل المثال لا الحصر وزيرة الاتصال والثقافةخليدة تومي في 1995 و.1996 وأضافت جريدة الحياة أن برطالي اعتقد أن تأسيس هذه الجمعية لا يتنافى مع قيم الشعب الجزائري، ونقلت عنه قوله إن مبادئ ديننا الحنيف لا تتعارض مع المبادئ التي ندافع عنها، لكنه اعترف بأنه اضطر في وقت سابق إلى إرسال ملف طلب اعتماد الجمعية عن طريق البريد المسجل بسبب مخاوفه من الرد السلبي لوزارة الداخلية الجزائرية، أو تجاهلها ونكرانها التوصل بوصل طلب تأسيس الجمعية المتضمن لقانونها الداخلي ومرافقاته. وللإشارة فإن العلاقات الجزائرية الإسرائيلية عرفات في العقود الأخيرة تطورا متناميا بسبب تبادل المصالح المشتركة بين الطرفين، وتفيد المعطيات المتوفرة أنه منذ العام 1994 توجد علاقات تجارية بينهما، خصوصا في المجال الطبي، حيث أرسلت إسرائيل للجزائر عتادا طبيا شمل المضادات الحيوية والأجهزة الوراثية الجينية والمستشفيات القروية وغيرها، وفي المقابل رحل ممثلون جزائريون إلى إسرائيل من أجل الاطلاع على المشاريع الاقتصادية والتعاون الأوسع نطاقا بين البلدين. وفي سنة 1996 ظهرت تقارير أفادت أن إسرائيل أرسلت للجزائر ضباط احتياط عسكريين في إطار ما سمي بالمساعدة للنظام الجزائري من أجل التحكم في الوضع الأمني الخطير الذي يعصف بالأرواح يوميا. اما العلاقة الاقتصادية بين الجزائر وإسرائيل فقد بدأت سنة 1994 حيث توجه الوفد الإسرائيلي الأول للجزائر للتوقيع على الاتفاق التجاري الأول، ومنذ ذلك الوقت تواصلت العملية، وفي نفس السياق انتشرت الشائعات حول بيع الغاز الجزائري لإسرائيل، وازدادت عام 1996 عندما ذكر خبراء الغاز في لجنة المالية الإسرائيلية اسم الدول التي تشتري إسرائيل الغاز منها. عبد الرحيم اليوسفي