أعلن أول أمس بالحسيمة عن تأسيس جمعية الصداقة الريفية الإسرائيلية التي كانت قد أثارت في الأسابيع الماضية جدلا بين أصحاب المبادرة الذين بدأ بعضهم يتبرأ منها، بعد موجة الغضب التي فجرتها وسط الفعاليات المحلية بالمدينة. وقال مصدر مطلع ل«المساء» إن الجمع العام للجمعية انعقد في ظل سرية تامة بعيدا عن الأنظار وليس في قاعة عمومية، وتم تشكيل مكتب يتكون من عشرة أعضاء، وأسندت رئاستها إلى محمد موحى، رئيس اللجنة التحضيرية للجمعية، الذي قاد هذه المبادرة منذ بدايتها. وفي اتصال بهذا الأخير، رفض الإدلاء بأي تفاصيل حول الموضوع ل«المساء»، وأحال على موقع إلكتروني على الأنترنت يتضمن «جميع المعطيات حول الموضوع»، لكن العنوان الإلكتروني لم يؤد إلى أي موقع، واكتفى موحى بالقول إن الجمعية قد تم تأسيسها بالفعل وإن الأمور تسير بشكل عادي. وأطلق على الجمعية اسم «جمعية الذاكرة المشتركة»، بدل تسمية جمعية الصداقة الريفية الإسرائيلية، من أجل عدم إثارة غضب سكان المدينة، حسب مصادر مطلعة، أضافت أن اختيار مناسبة عيد الحب «فالنتاين» لتأسيس الجمعية الهدف منه الإيحاء بإظهار التقارب والمحبة بين الشعوب، لإعطاء الجمعية قوة رمزية. وكشف مصدر مطلع ل«لمساء» أن مؤسس الجمعية الذي كان ينتمي إلى حركة إلى الأمام اليسارية ومر بالاعتقال السياسي وكان ينشط في النهج الديمقراطي قبل طرده مؤخرا بعد الإعلان عن مبادرته، لديه علاقات جد وطيدة مع أبراهام السرفاتي، اليهودي المغربي الذي كان أحد زعماء اليسار في المغرب وأقدم المعتقلين اليساريين المغاربة، وقبيل الإعلان عن مبادرة تأسيس الجمعية عقد لقاء في مراكش مع السرفاتي يحتمل أن تكون الفكرة قد خرجت منه أو تم تطويرها فيه، كما قال المصدر إن مؤسس الجمعية قد يكون راهن على السرفاتي للتقارب مع اليهود المغاربة الموجودين في إسرائيل من أجل الحصول على الدعم المالي لجمعيته وعقد شراكات وتوأمات مع جمعيات إسرائيلية. وكان رئيس الجمعية، محمد موحى، قد أرسل ابنته القاصر (لينا- 15 سنة) رفقة طفل آخر قاصر يبلغ من العمر 17 سنة إلى إسرائيل للمشاركة في فعاليات المؤتمر الدولي للشباب المنعقد هناك، وأدانت فعاليات محلية عدة هذه المبادرة واستنكرت حشر أطفال قاصرين في الموضوع. وأثارت هذه المبادرة سخط الشارع في الحسيمة، وقالت مصادر من المدينة إن مجموعة من الفعاليات تعمل حاليا على الإعداد لتنظيم مهرجان جماهيري واسع من أجل التنديد بالجمعية و«تبرئة الحسيمة مما تقوم به جماعة معزولة»، وانتقد بوعلي بلمزيان، الكاتب المحلي للنهج الديمقراطي بالمدينة، في اتصال ل«المساء» به، تأسيس الجمعية وقال إنها مجرد «فقاعة بهلوانية»، كما انتقد أصحاب هذه المبادرة الذين اتهمهم ب«اصطياد الأطفال القاصرين» لهذا الغرض. وتعد الجمعية الجديدة التي أنشئت في الحسيمة ثاني جمعية تؤسس في المغرب في إطار الصداقة مع إسرائيل، إذ سبق أن أنشأ بعض الأشخاص في يوليوز من العام الماضي جمعية أطلق عليها «جمعية سوس العالمة للصداقة الأمازيغية الإسرائيلية».