أكد أخيرا وزير الشؤون الخارجية والتعاون، محمد بن عيسى، أن قرار مجلس الأمن الأخير حول الصحراء المغربية يستجيب لكل ما كان يطالب به المغرب ويزيل كل ما كان يعارضه. وقال بن عيسى في حديث للقناة الأولى المغربية إن مصادقة مجلس الأمن بالإجماع على القرار رقم 1495 حول الصحراء المغربية تعكس الدور الرائد والجهود الجبارة التي بذلها جلالة الملك محمد السادس، وكذا الدبلوماسية المغربية، للتأثير في ما كان عليه مشروع هذا القرار من قبل. وأعرب بن عيسى عن ارتياح المغرب لهذه القرار، مضيفا أننا سنعمل جاهدين على أن نعبر عن رأينا بكل صراحة في كل بند من بنود مشروع خطة السيد جيمس بيكر المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، وسنقبل ما نقبله وإذا رفضنا شيئا سوف نبرره بالقانون والمنطق والعقل. وجدد بن عيسى رفض المغرب لأي حل يفرض عليه، مضيفا أن الشعب المغربي يظل متشبثا بحقوقه وسيادته على مجموع التراب الوطني خلف جلالة الملك محمد السادس. وشدد على أن المغرب يرغب في إيجاد حل لهذه القضية في أقرب الآجال لأننا نريد أن نتفرغ لبناء المغرب العربي وبناء العلاقات المغاربية، بما في ذلك العلاقات المغربية الجزائرية وأن نفعل اقتصادياتنا وكذا كل الهياكل التي تجعل من هذا التجمع المغاربي تجمعا فاعلا يذر الخير والازدهار على شعوب هذه المنطقة وإلا سنبقى في هذه الحلقة المفرغة التي بقينا فيها حتى اليوم. وأكد بن عيسى أن مستقبل الملف يتوقف أساسا على استعداد الأطراف الأخرى للتعامل معه بالروح التي يتعامل بها المغرب معه، مضيفا أن المغرب يظل إيجابيا في توجهاته، خاصة أنه كان سباقا منذ شتنبر سنة 2000 للدعوة إلى الحوار الصريح والبناء والديمقراطي للتوصل إلى حل سياسي للقضية. وشدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون على أن ملف الصحراء المغربية يظل قضية بين المغرب والجزائر، مؤكدا أن هدف المغرب يبقى هو الإبقاء على وحدة الصف المغاربي والعربي والإسلامي. وأشاد، من جهة أخرى، وزير الشؤون الخارجية والتعاون بتراجع الولاياتالمتحدةالأمريكية عن موقفها السابق من مشروع الخطة الأخيرة التي تقدم بها بيكر، مضيفا أن أحاديث جلالة الملك مع الرئيس جورج بوش والاتصالات التي قامت بها وزارة الشؤون الخارجية مع مختلف الدوائر في الإدارة الأمريكية والكونغرس والبيت الأبيض وكذلك الدعم الذي أبدته عدد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن، خاصة فرنسا وروسيا وغينيا والكامرون و بلغاريا وغيرها أظهر للجميع أن للمغرب ثقلا وازنا على الساحة الدولية. وأضاف أن الولاياتالمتحدة منسجمة مع نفسها في ما يتعلق بعلاقاتها القوية والمتينة والمتميزة مع المملكة المغربية، فكان التوافق في أن توصلنا وتوصل أعضاء مجلس الأمن إلى هذه الصيغة التي تريح المغرب وتفتح الآفاق أمامه لكي لا يفرض عليه أي شيء، وأن يتم تناول كل شيء من خلال الحوار، مؤكدا استعداد المغرب للتحاور مع كل الأطراف بشفافية وبصدق وبروح بناءة.