باشر المكتب الوطني للماء الصالح للشرب في الأونة الأخيرة إجراءات للحفاظ على جودة المياه المخزنة في بعض سدود المملكة، والتي تأثرت بالظروف المناخية خلال فصل الصيف، ذلك أن الطحالب الموجودة في قعر بحيرات السدود والنقص في الأكسجين في العمق أسهما في تغير مواصفات الماء ببحيرات بعينها، وهي سد باب لوطا الذي يزود تازة بالماء الشروب، ويوسف بن تاشفين في منطقة تيزنيت وسيدي افني والنواحي المجاورة، وسد ساهلة بتارودانت، واسمير (تطوان والمناطق المجاورة)، والجمعة (ترجيست)، وسد وادي المخازن (القصر الكبير). ويتمثل هذا التغير في تأثر طعم ولون الماء بالطحالب المتكاثرة في قعر البحيرة، والتي تظهر في البحيرات التي طال مكوث الماء فيها (سنة وسنتين)، وبحكم عدم جريانها فإن تغيرا ملحوظا وملموسا يطرأ على لون وطعم وحرارة الماء، وقد لا يزول حتى بعد مرور الماء من محطات المعالجة التي وضعها المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، بيد أن مسؤولا في مديرية مراقبة جودة المياه بالمكتب شدد في تصريح ل التجديد على أن التبدل في طعم الماء لا يتجاوز الحد المسموح به وطنيا ودوليا، ولا تأثير سلبي له على صحة المستهلك. وإزاء هذا الوضع بادرت الأجهزة المختصة في المكتب (مديرية مراقبة جودة الماء أو ما يسمى المختبر المركزي) بتنفيذ جملة من التدابير لمواجهة الظاهرة، وذلك باختيار مستوى جلب الماء الخام ذي الجودة، ومعالجته، وتهويته اصطناعيا مع إدخال سمك الشبوط الصيني الفضي، وهو سمك لا يتوالد في بحيرات السدود ويمتاز بأكله للطحالب، وستساعد على التقليل من عددها أو القضاء عليها، كما أوضح بلاغ للمكتب أوردته وكالة المغرب العربي للأنباء أن المكتب سيعمد في بعض الأحيان إلى الرفع من كميات المواد المستخدمة في معالجة المياه، واستعمال مواد خاصة لتحسين جودتها كالفحم المنشط. ومن العوامل التي سرعت في بروز الظاهرة الجو الحار الذي شهدتها البلاد في الأسابيع الماضية، والتي تؤدي إلى نمو متطور للطحالب. والملاحظ أن هذه الظاهرة تهم سدودا دون غيرها، وهذا الأمر راجع إلى المعطيات الطبيعية المحيطة بكل سد، سيما نوعية الأحواض المائية التي تصب مجاريها في البحيرة، ونوعية النشاط المقام عليها ومدى وجود نباتات بها، ذلك أن تلك الأحواض التي لا تعرف تغيرا في حجم الماء الجارية بها تكون أكثر عرضة لهذه الظاهرة. يشار إلى أن السدود تقام بعرض الأودية في أضيق المناطق، وهي إما أن تكون سدوداً ترابية أو حجرية أو أسمنتية، وهي في غالبيتها سدود تحويلية وتتكون من جسم السد، وبحيرة التخزين، ومصرف الفائض وقناة التحويل. ويعتبر عمل السدود لجمع المياه أحدث فائدة وديمومة، وهو رافد أساسي للري التكميلي في تلك المناطق، إلا أن تكلفتها عالية. محمد بنكاسم