ضربت سلسلة من الهجمات المتزامنة، من تنفيذ مجهولين، أول أمس خمس كنائس، أربع منها في بغداد، وواحدة في الموصل، في عملية أدت إلى سقوط عشرة قتلى وخمسين جريحا هي الأولى من نوعها التي تستهدف الأقلية المسيحية في العراق منذ سقوطه تحت نير الاحتلال الأمريكي قبل نحو 15 شهرا. ونقلت مصادر إعلامية أن تفجيرات بغداد استهدفت ديرا تابعا لطائفة الكلدان في منطقة الدورة، وكنيستين في حي الكرادة، إحداهما أرمنية والثانية سريانية، وكنيسة مار الياس الكلدانية في حي بغداد الجديد شرقي العاصمة. أما في الموصل، فقد استهدفت سيارتان مفخختان كنيسة مار بولس الكاثوليكية في حي المهندسين تزامنتا مع هجوم بالقذائف الصاروخية على الكنيسة نفسها. وجاءت التفجيرات في وقت كانت فيه هذه الكنائس تعقد لقاءات دينية مسائية. وأدانت هيئة علماء المسلمين في العراق التفجيرات التي استهدفت كنائس في بغداد والموصل، معتبرة أنها واحدة من "المحاولات اليائسة لاستهداف وحدة العراق"، واتهمت جهات خارجية لم تحددها بالوقوف وراء الاعتداءات. وجاء في بيان تلاه محمد بشار الفيضي، الناطق الرسمي باسم الهيئة خلال مؤتمر صحفي عقده أمس الاثنين: "يبدو أننا أمام مسلسل جديد من المحاولات لاستهداف وحدة العراق وتمزيق صفوفه تجلى هذه المرة في استهداف معنى آخر من معاني الأديان". ودعا رئيس إحدى المجموعات المسيحية بالعراق المواطن كالداني أمس الاثنين لوكالة الأنباء الفرنسية، المسلمين والمسيحيين للاتحاد. وقال إيمانويل ديلي: "نحن، مسلمين ومسيحين، نسعى لخير العراق، فنحن أسرة واحدة". وأدان الفاتيكان الاعتداءات، أول أمس الأحد ووصفها ب"المقلقة جدا، لأنها علامة على وجود نية بتصعيد التوتر في هذا البلد". وقال متحدث باسم الفاتيكان الأب بنيديتيني: "إنه لأمر فظيع ومثير للقلق لأنها المرة الأولى التي تستهدف فيها دور عبادة مسيحية في العراق". وتمثل المجموعة المسيحية بالعراق أقلية بنسبة ثلاثة بالمائة من مجموع السكان، أي حوالي سبعمائة ألف فرد من 24 مليون عراقي، حيث الأغلبية من المسلمين السنة والشيعة. ع.ل