جددت المقاومة العراقية ضرباتها للاحتلال مسائي الثلاثاء والأربعاء وصباح أمس الخميس في العاصمة بغداد، بينما تجددت الاعتداءات على المسلمين السنة، في مناطق شيعية، كما تواصت الاعتقالات من طرف قوات الاحتلال لكبار شيوخ العشائر. وفيما أفصح الرئيس الأمريكي جورج بوش في تقرير جديد قدمه إلى الكونجرس التوجه إلى عدم خفض عدد القوات الأمريكية في العراق وإبقائها لعدة سنوات مقبلة، دعا رئيس الجامعة العربية الدول العربية إلى ضرورة الإسهام بقوة في إعادة إعمار العراق. وعلى صعيد آخر حرم المسيحيون العراقيون من إقامة قدّاس منتصف ليلة الميلاد في كل كنائس العاصمة بغداد. تجددت الاعتداءات التي تستهدف مسلمين سنة في العراق منذ احتلال القوات الأمريكية والبريطانية لها، حيث شهدت بغداد اليوم الأربعاء 2003/12/24 تشييع جنازة 4 عراقيين بينهم طفل قُتلوا برصاص مجهولين لدى خروجهم من مسجد سني بالعاصمة. وكشف الشيخ عبد السلام الكبيسي العضو البارز بهيئة علماء المسلمين (سنة) في العراق لوكالة الأنباء الفرنسية أنه تم الأربعاء في بغداد تشييع 4 عراقيين من بينهم طفل قتلوا الثلاثاء 2003/12/23 لدى خروجهم من مسجد سني في أحد أحياء العاصمة العراقية. وأوضح أن مسلحين يستقلون سيارة أطلقوا النار باتجاه الأشخاص الأربعة لدى خروجهم من مسجد في حي الوشاش بعد أن أدوا صلاة الفجر؛ وهو ما أدى إلى مقتلهم. ويقع حي الوشاش الذي تقطنه غالبية شيعية في وسط بغداد. وأدرج الكبيسي هذا الاعتداء في إطار مسلسل تأجيج الحرب الطائفية، متهما جهة خارجية بالوقوف وراء الحادث في تلميح منه لإيران، بحسب الوكالة. وأضاف أن السنة في العراق مدركون لهذه المخاطر، ولن ينجروا إليها، مشيرا إلى أن هيئة العلماء المسلمين، المرجع الوحيد للسنة في العراق، والتي تشكلت بعد سقوط نظام صدام حسين، من المنتظر أن تعقد الخميس 20031225 اجتماعا موسعا لتطلب من المرجعيات الشيعية إدانة هذا الحادث، وتحريم الاعتداءات على المساجد. وكان أول هجوم مسلح كبير على مسجد سني منذ الاحتلال الأمريكي للعراق في إبريل 2003 قد وقع الجمعة .2003/9/5 وشنت المقاومة العراقية في وقت مبكر من صباح يوم أمس ست هجمات بقذائف الهاون استهدفت قيادة قوات الاحتلال الأميركية وعددا من المواقع وسط العاصمة بغداد منها فندق شيراتون. وأكد الجيش الأميركي في بيان شن هذه الهجمات، في حين قال شهود عيان إن أكثر من عشرة انفجارات هزت وسط بغداد واستمرت لفترة من الوقت. واعترفت متحدثة عسكرية أميركية بأن ثلاث أو أربع قذائف سقطت حوالي الساعة 30,6 بالتوقيت المحلي على المقر العام للقوات الأميركية غير أنها قالت إن تلك الهجمات لم تؤد لوقوع إصابات بين قوات الاحتلال. وقد انطلقت صفارات الإنذار في مقر الإدارة المدنية التي تقودها الولاياتالمتحدة في العاصمة العراقية من جراء الهجمات. وذكر الجيش الأميركي وعمال في فندق شيراتون وسط العاصمة أن قذيفة أصابت الفندق. وأفاد أحد الصحفيين أنه رأى آثار القذيفة في الطابق الثامن من الفندق. في حين تحدث شهود عيان أن صواريخ المقاومة سقطت قرب فندقين يقيم فيهما غربيون. كما أعلن الجيش الأميركي يوم أمس عن مقتل جندي أميركي مساء أول أمس في انفجار قنبلة وضعت على جانب أحد الطرق في بغداد. وكانت المقاومة العراقية أطلقت في وقت متأخر منة يوم الأربعاء صاروخا أصاب فندق شيراتون الذي يخضع لحراسة مشددة ويتردد عليه الغربيون. وبعد نحو 90 دقيقة من هذه العملية دكت الطائرات والمدفعية الأميركية مخابئ المقاومين المشتبه فيها لليلة الثانية على التوالي. في هذه الأثناء قتل شرطي عراقي وأصيب اثنان آخران بجروح خلال دهم القوات الأميركية لأحد المنازل في الموصل. وأكدت قوات الاحتلال مقتل عراقي آخر أثناء دهم منزل آخر في المدينة نفسها. واعتقلت قوات الاحتلال في العملية اثنين من كبار شيوخ العشائر في المدينة هما صدام النعيمي أحد شيوخ عشيرة النعيم ونواف جلود آغا الشيخ العام لعشائر الجرجرية وهو من أقرباء غازي حنش شيخ عشيرة طي. وكانت قوات الاحتلال اعتقلت الشيخ حنش مع ثلاثة من أبنائه للاشتباه في علاقته بعزة إبراهيم الدوري الرجل الثاني في النظام العراقي السابق والذي لم يسقط بعد في قبضة الأميركيين. وكشفت صحيفةبوسطون جلوب، من جهة أخرى، أن الرئيس الأمريكي جورج بوش أفصح في تقرير قدمه إلى الكونجرس عن توجهه إلى عدم خفض عدد القوات الأمريكية في العراق في العام المقبل 2004؛ بل إلى إبقائها لعدة سنوات مقبلة، خلافا لما أعلنت عنه من قبل الإدارة الأمريكية من مخططات لخفض تدريجي لهذه القوات. ميدانيا في العراق، ألغي قدّاس منتصف ليلة الميلاد في كل كنائس العاصمة بغداد، واستُبدل بقدّاس أقيم عصرا بسبب مخاوف أمنية.ورغم أن الكنائس لم تستهدف حتى الآن إلا أن المعنيين فيها أبلغوا بضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة. وأكد جوزيف عتيشه -وهو كاهن كنيسة سانت جوزيف في بغداد- أنه لن يحتفل بليلة عيد الميلاد في جميع كنائس بغداد للمرة الأولى بلا استثناء. وأضاف أن الجميع يخافون مغادرة منازلهم بسبب تردي الأوضاع الأمنية والاشتباكات اليومية بين عناصر المقاومة والقوات الأميركية. وفي القاهرة، قال رئيس الجامعة العربية عمرو موسى خلال افتتاح الدورة العشرين لمجلس وزراء الإسكان العرب إن الجامعة العربية ستعقد في السادس من يناير المقبل في عمان مؤتمرا لصناديق التمويل العربية ومؤسسة العمل العربي المشترك لتدارس دور هذه الصناديق في إعادة إعمار العراق. وعلى صعيد آخر أكد وفد الجامعة العربية الذي يزور العراق حاليا أنه لمس من أعضاء مجلس الحكم الانتقالي إصرارا على المضي قدما في برنامج نقل السلطة إلى العراقيين في موعده.وكان الوفد الذي يترأسه الأمين العام المساعد للجامعة أحمد بن حلي قد اجتمع أول أمس مع أعضاء مجلس الحكم حيث جرى بحث تطورات الأوضاع في العراق.