اعتقلت قوات الأمن العراقية، صباح أمس الخميس، انتحاريا سوري الجنسية، قبل تفجير سيارته المفخخة في حي الخضراء غرب بغداد، حسبما أفاد مسؤول أمني عراقي.وقال اللواء قاسم عطا المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد، إن معلومات استخباراتية وردتنا حول وجود انتحاري في حي الخضراء (غرب) ينوي تفجير نفسه في إحدى مناطق بغداد. وأضاف: بعد متابعة عناصر استخبارات لواء 54، جرى إيقاف سيارة المشتبه به قرب إحدى نقاط التفتيش بعد مطابقة المعلومات المتوفرة. وأشار إلى أن أحد عناصر الأمن عند الحاجز اشتبك بالأيدي مع سائق السيارة الذي رفض النزول من السيارة وحاول الهرب، لكن بالنهاية تمكن المقاتلون من اعتقاله. وأكد أن عناصر الأمن اكتشفوا بعدها أن السيارة مفخخة وسائقها انتحاري يحمل الجنسية السورية. من جهة أخرى، أكد عطا مقتل إرهابي بسيارة مفخخة أثناء محاولته تركها على جانب الطريق في منطقة جكوك شمال بغداد. وأوضح أن الإرهابي أوقف سيارة مفخخة في مدخل جكوك وعند مغادرتها انفجرت وقتلته، مشيرا إلى أن الانفجار لم يوقع أي ضحايا. وتفرض قوات الأمن العراقية إجراءات مشددة في عموم محافظة بغداد اثر وقوع سلسلة انفجارات استهدفت مقار حكومية وأدت إلى مقتل وجرح مئات من المدنيين. و كان شخصان لقيا مصرعهما في تفجير قرب كنيسة شمال العراق، ضمن موجة هجمات وقعت في أنحاء البلاد ليل الثلاثاء، وصباح الأربعاء الماضيين، وفقا لما أعلنه مسؤولون أمنيون. إذ قتل شخصان وجرح خمسة آخرون في تفجير كنيسة شمال البلاد، في مدينة الموصل، حسبما أعلن مسؤول في وزارة الداخلية العراقية، الذي أوضح أن المتفجرات خبئت في عربة تدفع باليد أوقفت أمام الكنيسة، في حين لم يتضح في ما إذا كان القتلى من رواد الكنيسة. وهذا هو التفجير الثاني قرب كنيسة في مدينة الموصل، في نحو أسبوع، بعدما قتل أربعة أشخاص في 15 ديسمبر الجاري وجرح 40 آخرون في انفجار سيارة مفخخة أوقفت قرب كنيسة غرب المدينة. كما قتل شخص وجرح أربعة آخرون في انفجار حافلة شمال بغداد، بينما لقي اللواء رياض عبد المجيد من الجيش العراقي مصرعه إثر إطلاق النار عليه قرب منزله، وقتل شخص آخر بانفجار قنبلة زرعت بمسجد للشيعة. كما قتل خمسة زوار من الشيعة وجرح 55 آخرون في هجمات في العاصمة بغداد. من جهة أخرى، تجدد الحديث في العراق عن قيام إيران باحتلال حقل فكة النفطي بمحافظة ميسان بجنوبي العراق، فيما نفت وزارة النفط العراقية هذه المزاعم، وفي الأثناء تجدد المظاهرات المناوئة لإيران في عدة مدن عراقية مطالبة الحكومة باتخاذ إجراءات رادعة إزاء ما وصف ب"الاحتلال الإيراني" للحقل النفطي المتنازع عليه. فقد أفادت أنباء بتجدد التظاهرات في المدن العراقية ضد احتلال إيران لحقل فكة النفطي في العاصمة بغداد، بعد يوم على تظاهرات مماثلة منددة في كربلاء والأنبار والحويجة. وقام بهذه التظاهرات هذه المرة كوادر ونخب وطنية عراقية مستقلة في العاصمة مطالبين الحكومة العراقية باتخاذ مواقف "رادعة" إزاء "الاحتلال الإيراني" لحقل فكة النفطي بمحافظة ميسان في جنوب العراق، وفقاً لما نقلته صحيفة الزمان العراقية. وأضافت الصحيفة أن محمد المحمداوي، رئيس مجلس محافظة ميسان، أعلن أن القوات الإيرانية زحفت لاحتلال بئرين آخرين في الحقل. وأكد المحمداوي أن القوات الإيرانية زحفت لاحتلال البئرين اللذين يحملان الرقمين 11 و13 في حقل فكة النفطي، الذي يضم 23 بئراً، مؤكداً أن القوات الإيرانية تحاول الاستحواذ على جميع الآبار العراقية في تلك المنطقة. وقال المتظاهرون في بيان أصدروه عقب التظاهرة، التي نظمت في منطقة المنصور، غربي بغداد، إن "الاحتلال الإيراني للأراضي العراقية إنما هو اعتداء على سيادة العراق"، داعية الحكومة إلى "استخدام كافة الأساليب وبذل كل الجهود لردع هذا الاعتداء السافر." وحمل البيان القوات الأميركية المسؤولية الكاملة لهذا "الاعتداء" كونها "السبب الرئيس الذي أوصل العراق إلى ما هو عليه الآن"، لافتة إلى أن الاتفاقية الأمنية التي وقعتها واشنطن مع الحكومة العراقية نهاية العام الماضي تنص على تنفيذ تلك القوات، لالتزاماتها القانونية واتخاذ "مواقف جدية تجاه الاعتداءات الإيرانية"، وفقاً لما أوردته "الزمان". وأكد عضو مجلس ميسان، ميثم لفته، استمرار وجود القوات الإيرانية قرب البئر النفطية رقم 4 التي أكد مسؤولون محليون في المحافظة الجمعة أن عسكريين وتقنيين إيرانيين سيطروا عليها، قائلاً إن "الإيرانيين ما زالوا داخل الأراضي العراقية".