أفادت مصادر أمنية عراقية أن سيارة مفخخة انفجرت أمام السفارة الإيرانية وسط العاصمة العراقية بغداد، كما انفجرت سيارتان في شارع الأميرات في حي المنصور (غرب بغداد) قبل ظهر أمس الأحد. هلع يسيطر على قوات الأمن العراقية بسبب الانفجارات (أ ف ب) وارتفعت سحب الدخان السوداء أمام السفارة الإيرانية القريبة من أحد مداخل المنطقة الخضراء، وشرعت القوات الأمنية المتمركزة في المكان إطلاق النار في الهواء وسط ازدحام حركة المرور فوق جسر السنك المجاور. وهرعت سيارات الإسعاف إلى المكان بعيد الانفجار. وقطعت القوات الأمنية الطرق المؤدية إلى المكان القريب من مبنى محافظة بغداد. وفي حي المنصور، أوضحت المصادر أن إحدى السيارتين انفجرت في مكان غير بعيد عن مقر سكن السفير الألماني. وهذه الانفجارات هي الأعنف منذ 25 يناير المنصرم، عندما قتل 36 شخصا وأصيب نحو 70 آخرين في انفجار ثلاث سيارات مفخخة استهدفت ثلاثة فنادق. ونفذ الانفجار الأول قرب فندق ميريديان فلسطين في شارع أبو نواس، تلاه بعد دقائق انفجار ثان في مرآب فندق بابل، فيما وقع الثالث قرب فندق الحمراء في منطقة الجادرية. وجميع هجمات الفنادق نفذت بحافلات مفخخة يقودها انتحاريون. يذكر أن سلسلة تفجيرات دامية استهدفت مقرات حكومية في بغداد في 19 غشت و25 أكتوبر و8 دجنبر خلفت 400 قتيل ومئات الجرحى. من جهة أخرى، أعلنت مصادر أمنية عراقية أن مسلحين يرتدون زيا عسكريا قتلوا 25 شخصا من عائلات تنتمي إلى قوات الصحوة فجر السبت في قرية الصوفية التابعة لمنطقة هور رجب، جنوب بغداد. وقال مصدر في وزارة الداخلية إن "مسلحين يرتدون زيا عسكريا ويستقلون سيارات مماثلة لتلك التي تقودها قوات الجيش اقتحموا ثلاثة منازل في قرية الصوفية التابعة لمنطقة هور رجب وأقدموا على قتل 25 شخصا بينهم خمس نساء". وتابع أن المسلحين "قيدوا القتلى قبل أن يطلقوا النار عليهم". من جهته، أكد مصدر عسكري أن المسلحين كانوا "يستقلون أربع سيارات عسكرية" مشيرا إلى أن "عائلات القتلى تنتمي إلى قوات الصحوة، التي انقلبت على تنظيم القاعدة". بدوره، أكد ضابط في شرطة المحمودية (30 كلم جنوب بغداد) الحادث، قائلا "معظمهم من عناصر الصحوة وجنود في الجيش". من جانبه، قال المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا لوكالة فرانس برس، أن "الهجوم نفذته مجموعة إرهابية من إحدى القرى المجاورة". وأكد أن "قوات الأمن طوقت المنطقة واعتقلت 17 شخصا من المشتبه بهم كما ضبطت إحدى العربات، التي استخدمها المسلحون". وتابع أن "الضحايا من عناصر الأمن وقوات الصحوة". يشار إلى أن هور رجب كانت معقلا مهما للقاعدة والتنظيمات المتطرفة. وتسكن المنطقة عشائر الجبور والجنابات بشكل أساسي. يذكر ان عملية مشابهة نفذها مسلحون منتصف نوفمبر الماضي أدت إلى مقتل 13 شخصا انخرطوا في قوات الصحوة لمحاربة القاعدة والتنظيمات المتشددة في ضواحي بغداد الغربية. ووقع الحادث في منطقة العناز الواقعة بين الفلوجة وأبو غريب. وكان تحالف من عشائر العرب السنة في محافظة الأنبار، شن بدعم من الأميركيين في منتصف سبتمبر 2006 حربا ضد القاعدة والتنظميات، التي تدور في فلكها وتمكن العام التالي من طردها باتجاه مناطق أخرى.