يتم تقديم كتاب:''جوانب من ذاكرة كريان سنطرال الحي المحمدي بالدارالبيضاء في القرن العشرين: محاولة في التوثيق''، لمؤلفه نجيب تقي، الأستاذ الباحث في تاريخ المغرب المعاصر، (يقدم) اليوم الاثنين بفضاء نادي قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بشار الخير بالدارالبيضاء. وذلك على خلفية تنظيم مهرجان خطابي بمناسبة الذكرى 58 لليوم الوطني للمقاومة. في تقديمه للكتاب، أكد المصطفى بوعزيز أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق الدارالبيضاء، أن الكتاب يتكون من ثلاثة أجزاء، يهدف الأول إلى التوطين الجغرافي للمكان، عبر تركيب دقيق لتاريخ الحي الصناعي بالدارالبيضاء وبروز وتطور التجمعات السكانية العمالية وسطه وبجواره. وفي هذا الباب، هناك استعراض لكل الوثائق المتوفرة من المرجعية الخاصة بملكية الأراضي، للتصاميم المتعلقة بالتهيئة العامة للمدينة وللحي، وللقوانين المنظمة للسكن، وخصوصا للأحياء الصفيحية، مرورا بالأصول الاجتماعية للساكنة، وما صاحب نزوحها وتكتلها ومعاناتها. ويركز الجزء الثاني على “العمل الوطني في كريان سنطرال”. يتناول الأستاذ تقي، هذا الموضوع عبر ثلاث مجزوءات: العمل الوطني من الثلاثينات إلى بداية الخمسينات، ثم حوادث دجنبر 1952 أو “المقاومة بالحجر”، وأخيرا “المقاومة المسلحة” بالحي. فيما يخصص الكاتب الجزء الثالث لمعتقل “درب مولاي الشريف”، في محاولة للجمع بين تاريخ المكان ووظائفه الأمنية، في إطار الصراعات التي عرفها المغرب المستقل حول بناء “الدولة الوطنية”، وذاكرة الذين غيبوا وُعذبوا في هذا الفضاء المغلق، ولم يكونوا كلهم من أبناء وبنات الحي المحمدي، بل من مختلف أنحاء المغرب. يشار إلى أن كتاب الدكتور نجيب تقي الذي يرصد فيها جوانبا مهمة من تاريخ العمل الوطني في كاريان سنطرال خلال فترة الحماية وكذا في مرحلة الاعتقالات ومعطيات حول تاريخ معتقل درب مولاي الشريف، كما تضمن وثائقا وصورا تؤرخ للحظة. يتكون من 384 صفحة، وقد قامت بنشره جمعية «الدارالبيضاء ذاكرة».