شكل حدث توقيع كتاب « «جوانب من ذاكرة كريان سنطرال الحي المحمدي بالدارالبيضاء في القرن العشرين: «محاولة في التوثيق» للباحث نجيب التقي، الذي نظمته جمعية الدارالبيضاء الذاكرة casamémoire، أول أمس، والذي يدخل ضمن مشروع «آثار فضاءات الحي المحمدي : تاريخ وذاكرة وتراث» الذي تنجزه الجمعية في إطار برنامج جبر الضرر الجماعي، مناسبة لإعادة الاعتبار لمعنى الذاكرة والاعتراف بفضاء كريان سنطرال الحي المحمدي، وبرجالاته ونسائه وشبابه وما تحمله جوانب من ذاكرته التاريخية والاجتماعية والسياسية والثقافية من معطيات ووقائع وأسماء وأمكنة. هذا الحدث الثقافي التأريخي، تميز كذلك ، بالحضور اللافت للمجاهد الأستاذ عبد الرحمان اليوسفيالذي تابع أطوار تقديم هذا المؤلف المهم، حيث قال في كلمة قصيرة بالمناسبة ««أهنئكم على ما تقومون به داخل جمعية «الدارالبيضاء الذاكرة» والفريق الذي أشرف على إنجاز هذا المشروع التوثيقي التاريخي، وذلك من أجل تسجيل ما قام به المواطنون في ذلك الحي ، من نضالات وتضحيات من أجل المغرب. ووثيقة لدعم مسار المصالحة مع الذاكرة، التي تعود بي إلى درب مولاي الشريف ، هذا المكان الذي كُتِبَ عليّ أن أكون أحد ضيوفه سنة 1963، هذه الضيافة التي أعتبرها تتويجا لعلاقتي بالحي المحمدي. كما أعبر علنا عن افتخاري واعتزازي بتلك الفترة من حياتي، إلى جانب المساهمة الضخمة التي قام بها سكان كريان سنطرال الحي المحمدي، وأذكر في هذا الصدد ابراهيم اليزيد ، والأخ العبدي الرئيس الأول لفريق الاتحاد البيضاوي ، الذي أتمنى له الصعود هذه السنة إلى القسم الوطني الاول.. ، فرحم الله جميع الفدائيين الأبطال الذين سجلوا وكتبوا صفحات ذهبية من تاريخ كريان سنطرال الحي المحمدي والمغرب». وفي سياق تقديم ملامح هذا الاصدار، وما تضمنته أبوابه من معطيات وأسماء وغيرها من المعلومات التاريخية القيمة التي يقدمها الكتاب ، أجمع كل من عبد الرحيم قسو، نجيب التقي ، فاطنة البويه ، في مداخلاتهم، على أن المؤلف يسعى إلى إعطاء معنى وقيمة للذاكرة من خلال الحفط الإيجابي لها، حيث يمكن اعتبار الكتاب له خصوصية معينة ، وذلك من منطلق ربطه بالقيمة التاريخية لفضاء الحي المحمدي ، وكذلك ذاكرة معاناة سكان الحي مع الحرائق والترحال، ومعاناة العمال والعاملات.. وإذا كان الكتاب يعد قيمة تاريخية وموسوعة خاصة بكريان سنطرال، فهو وثيقة تقارب تاريخ المجال للحي المحمدي ، الحركة الوطنية ودورها في استرجاع المغرب لاستقلاله، واعتراف بإسهامات رجال ونساء هذا الفضاء التاريخي في تاريخ المغرب. ومن جهة أخرى، الكتاب يعد في حد ذاته اعتزازا بالبحث العلمي والتأريخي ، في هذا الصدد يتضمن الكتاب مجموعة من التوصيات منها تحويل عمارة درب مولاي الشريف إلى مكان للذاكرة . وتغطي هذه المونوغرافيا التاريخية لحي كريان سنطرال الحي المحمدي في القرن العشرين، مختلف جوانب ذاكرته التاريخية والاجتماعية والسياسية والثقافية ، من خلال أجزائه الأساسية الثلاثة: مجال كريان سنطرال في فترة الحماية، العمل الوطني في كريان سنطرال في فترة الحماية، معتقل درب مولاي الشريف في فترة الاستقلال. ويندرج هذا الكتاب ضمن منشورات مشروع «آثار فضاءات الحي المحمدي : تاريخ وذاكرة وتراث» الذي تنجزه جمعية «الدارالبيضاء الذاكرة» ، بشراكة مع جمعيتي مبادرة حضرية ومنتدى السعادة، وبدعم من المجلس الوطني لحقوق الإنسان ومؤسسة صندوق الإيداع والتدبير والاتحاد الأوربي. والمشروع يندرج في إطار تفعيل توصيات هيأة الإنصاف والمصالحة المتعلقة بجبر منطقة الحي المحمدي بهدف تحسين صورتها من خلال معرفة ماضيها وحاضرها، إضافة إلى حفظ ذاكرتها ونقلها إلى الأجيال المقبلة.