ندد مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم بشدة، بإقدام الحكومة الإسبانية على منح وسام «سان فيرناندو» لفيلق ألكانترا للخيالة 14 وهو أعلى وسام عسكري على دورهم الرئيسي في حرب أنوال ضد الريفيين، وهو ما اعتبره المركز استفزازا مقصودا للمغرب والمغاربة واحتقارا لآلامهم وتمجيدا للروح الاستعمارية. واعتبر المركز أن هذه الممارسات الاستفزازية تهدف إلى تسييس التاريخ، واستعماله لأهداف سياسوية، وإلى تمجيد الاستعمار، وترهن حاضر ومستقبل العلاقة المغربية الإسبانية، مؤكدا على ضرورة الانكباب على معالجة ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان فى الفترة الاستعمارية، وفق معالجة حقوقية تستمد آلياتها من آليات العدالة الانتقالية. ودعا المركز الحكومتين المغربية والاسبانية إلى تأسيس لجنة مستقلة للحقيقة والإنصاف وبناء المستقبل مكونة من خبراء مغاربة وإسبان ( مؤرخون " قانونيون " حقوقيون......)،هدفها بناء خطة عمل منهجية لمعالجة آثار الماضي الاستعماري، كما دعا الحركة الحقوقية المغربية والاسبانية إلى التفكير في اقتراح أشكال العمل والترافع لدى الحكومة المغربية والحكومة الإسبانية والمنظمات الدولية للمساهمة في هذه المعالجة خدمة للمستقبل الذي يستحقه المغاربة والاسبان معا. ويأتي منح الوسام العسكري لفيلق ألكنترا الذي كان يرأسه الكولونيل فيرناندو بيريمو دي ريفييرا، باقتراح من وزير الدفاع بيدرو مونيس – أحد صقور الحزب الشعبي الحاكم -، الذي اعتبر أنه يجب تخليد ذكرى أولئك الجنود الذي لعبوا دورا رئيسيا في الحرب خلال أنوال وقدموا أرواحهم دفاعا عن مليلية في مواجهة التقدم الريفي. علما أن آخر مرة تم فيها منح هذا الوسام الرفيع «سان فيرناندو» لمجموعة عسكرية كان سنة 1943 لفائدة جنود محسوبين على الجنرال فرانسيسكو فرانكو نظير دورهم في الجرائم الفرنكاوية سنة 1937.