ندد "مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم" بمنح الحكومة الإسبانية وسام "سان فيرناندو" وهو أعلى وسام عسكري، لفيلق القنطرة للخيالة، على دوره الرئيسي في الدفاع عن تراجع القوات الإسبانية في معركة أنوال، في يوليوز 1921، خلال حرب. واعتبر المركز، في بلاغ توصلت "المغربية" بنسخة منه، هذا "التكريم استفزازا مقصودا للمغرب والمغاربة، واحتقارا لآلامهم وتمجيدا للروح الاستعمارية". وتابع المركز أن مثل هذه "الممارسات الاستفزازية تهدف إلى تسييس التاريخ، واستعماله لأهداف سياسوية، وإلى تمجيد الاستعمار"، منبها إلى أنها "قد تشكل خطرا على حاضر ومستقبل العلاقة المغربية الإسبانية". واقترح منح هذا الوسام العسكري لفيلق القنطرة، الذي كان يرأسه الكولونيل فيرناندو بيريمو دي ريفييرا، من طرف وزير الدفاع الإسباني الحالي، بيدرو مونيس، بهدف تخليد ذكرى الجنود الإسبان، الذين لعبوا دورا رئيسيا في معركة أنوال، أثناء انسحاب ما تبقى من القوات الإسبانية، بعد الهزيمة أمام المقاتلين المغاربة. وبالمناسبة، دعا المركز الحكومتين المغربية والإسبانية إلى تأسيس "لجنة مستقلة للحقيقة والإنصاف وبناء المستقبل، مكونة من خبراء مغاربة وإسبان، بهدف بناء خطة عمل منهجية لمعالجة آثار الماضي الاستعماري، والمساهمة في رسم خارطة الطريق في مجال البحث عن الحقيقة والإنصاف في جرائم الحقبة الاستعمارية خدمة لعلاقة مغربية إسبانية قوية، وفي خدمة الشعبين". وتعتبر معركة أنوال، التي جرت في سهل يحمل هذا الاسم قرب الحسيمة، من المعارك الشهيرة في التاريخ العسكري على الصعيد العالمي، انتصر فيها المقاومون المغاربة، بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي، بوسائل بسيطة، أمام جيش استعماري عتيد، مسلح بأسلحة متطورة فتاكة، وتمكن المقاتلون المغاربة من قتل 25 ألف عسكري من القوات الإسبانية، بينهم ضباط كبار، والاستيلاء على أسلحة متطورة.