تعرف المؤسسات التعليمية انحرافات كثيرة، تلاميذ من مختلف الأعمار يصطفون على الدرجات وأمام باب المدارس والإعداديات حاملين السيجارة وينتاولون المخدرات رغم صغر سنهم، وأكد التلمساني الفاعل الجمعوي ورئيس جمعية الأمل للتربية والثقافة بفاس، أن التدخين والمخدرات يشكل تهديدا حقيقيا للأطفال يتطلب تدخلا من المسؤولين، وقال المتحدث، إن جهاتا تروج المخدرات في المؤسسات لسهولة استقطاب فئة التلاميذ واستغلال براءة الأطفال، وأيضا للربح الوفير الذي تجنيه منها اعتمادا على القاعدة التي تقول أن الأطفال المراهقين يتأثرون بأقرانهم المدخنين بشكل أكبر من آبائهم. وطالب المتحدث، بتفعيل دور المؤسسات التعليمية حتى تقوم بدورها المحوري في التربية والتوعية، وإنتاج برامج إعلامية هادفة ترقى بذوق الطفل وتحمل جملة من المضامين التي تؤكد عدداً من القيم والمباديء والمُثل العليا، ودعا جمعيات المجتمع المدني إلى الاضطلاع بدورها الفعال في تأطير الأطفال وتوعيتهم بكل المخاطر التي تهددهم، وتدريبهم على التفاعل بشكل إيجابي مع محيطهم. بناء الشخصية في سياق التهديدات التي تعترض الأطفال المغاربة، أكدت خلود السباعي أستاذة علم الاجتماع بكلية الحسن الأول بالمحمدية، أن مرحلة الطفولة التي هي أساس بناء الشخصية السليمة تحتاج إلى مكان قار ينتمي إليه الطفل، وتتطلب وجود أبوين منسجمين يتعاملان معه بانتظام، وأشارت المتحدثة، أن ذلك من شأنه أن يساعد في تشكيل البنيات النفسية الأولى للطفل التي تبنى في إطارعلاقات أسرية مستقرة. وشددت السباعي، على أن الطفل في حاجة إلى علاقة متوازنة مع الأم التي توفر الحنان ومع الأب الذي يوفر الحماية والاستقرار، و»المطلوب أن يكون الآباء متشبعين بالقيم الإيجابية». وعن دور المجتمع والمدرسة والأسرة في التنشئة الاجتماعية السليمة للطفل، أكدت السباعي أن المدرسة يجب أن تشتغل في علاقة مع الأسرة دون أن تعوضها، مشيرة أن ما يجب أن يتعلمه الطفل من قيم يجب أن يكون مسايرا لقيم الأسرة لأن فشل الطفل قد يعود إلى عدم انسجام ما يتلقاه من قيم في الفضاءات المختلفة. واعتبرت المتحدثة، أن ما يعيشه الطفل من تهميش ومشاكل هي صورة تعكس تفكك الأسرة والمدرسة، وما تشهده الطفولة –بصفة عامة- هي صورة تعكس الخلل.