اتفق رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران ونظيره الإسباني ماريانو راخوي على تحديد 12 شتنبر 2012 تاريخا لعقد الاجتماع رفيع المستوى بين البلدين بالرباط وذلك بعد أربع سنوات من انعقاده آخر مرة. ابن كيران حل بمدريد الجمعة الماضي حيث استقبله في قصر ثارثويلا الملك الإسباني خوان كارلوس، واجتمع بعد ذلك برئيس الحكومة ماريانو راخوي في قصر المونكلوا. وإلى جانب الإعداد للقاء الرفيع المقبل ، تناول راخوي وابن كيران مختلف القضايا الدولية والعلاقات بين البلدين، وحسب مصادر إعلامية إسبانية فقد أوضح ابن كيران للجانب الإسباني أسباب سحب المغرب ثقته من المبعوث الأممي للصحراء كريستوفر روس، وشرح وجهة النظر المغربية التي ترى أن هذا الأخير يميل إلى تهميش اقتراح الحكم الذاتي المغربي. هذا وستكون قضايا من قبيل مكافحة الهجرة السرية والمخدرات، الاتفاقيات مع الاتحاد الأوربي بشأن الزراعة والصيد البحري، والعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، جزءا من جدول أعمال الاجتماع رفيع المستوى والذي سيكون الاجتماع العاشر بين البلدين منذ افتتاح هذا المنتدى في عام 1993 فيما عقد آخر اجتماع في مدريد في دجنبر 2008 ومنذ ذلك الحين، ولأسباب مختلفة تتعلق باحتكاكات دبلوماسية لم ينعقد هذا الاجتماع. وفي نفس اليوم توجه ابن كيران إلى مدينة برشلونة للمشاركة في نشطة خاص بالجالية المغربية المقيمة بإقليم كاتالونيا، وفقال ابن كيران في محاضرة بعنوان «التحول الديمقراطي في المغرب بعد اعتماد الدستور الجديد» في المعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط برشلونة، حضرها العديد من الشخصيات السياسية الكاطالونية وأكاديميين وفاعلين في المجتمع المدني بالمغرب، (قال) إنه يبدو طبيعيا توجه إسبانيا إلى أوروبا ولكنه طالب بأن لا «تهجر» المغرب حيث يمكنها أن تجد العديد من الفرص الاستثمارية. وأضاف ابن كيران» كلما كان هناك نمو في المغرب، كلما كان ذلك أفضل بالنسبة لإسبانيا»، موضحا أن المغاربة يقدرون الإسبان على الرغم من وجود نقص في التواصل من جانبهم. وقال رئيس الحكومة أن المغرب شرع في مسار الإصلاح قبل بداية «الربيع العربي» مبرزا الدور المحوري الذي تلعبه المملكة في تكريس العملية الديمقراطية. كما أشار إلى أن المغرب فضل نهج مسار الإصلاح في إطار الاستقرار والاستمرارية. وأوضح أنه «في المغرب توجد نار تكفي لإنضاج الطعام ولكن ليس لحرقه» مشيرا إلى أن المغرب شهد تطورا في إطار من الهدوء والاستقرار بالمقارنة مع باقي دول المنطقة. وأكد بن كيران أن الملكية من أهم ثوابت البلاد وهي ضمان الوحدة الوطنية ولا ينبغي «وضعها في محل تشكيك» مشددا على أن المغرب ما زال يحتاج إلى مزيد من الاصلاحات ولكن ليس على الفور.