وضع تقرير منظمة الأممالمتحدة للطفولة –اليونيسيف- جملة من المعطيات والمؤشرات التي تهم الأطفال المغاربة خاصة فيما يتعلق بالصحة والتغذية والتعليم، ورسم صورة مقلقة عن مستقبل الأطفال المغاربة المعول عليهم لصنع مجد الأمة والتقدم بالبلاد نحو مصاف الدول المتقدمة.. التقرير تناول وضعية الأطفال من زوايا متعددة وقدم مقارنات بين الدول في كل المؤشرات.. وركز على أكثر من مليار طفل يعيشون في مناطق حضرية حول العالم، والذي يرتفع عددهم باستمرار، كما استند في تقييم لوضع الأطفال في كل دولة إلى مقارنة بين المؤشرات في المدن وغيرها في القرى. وفيات الأطفال كشف تقرير منظمة الأممالمتحدة للأطفال لسنة 2012، أن معدل وفيات الأطفال المغاربة دون سن الخامسة بلغ حوالي 36 وفاة عن كل ألف ولادة حية سنة 2010، محتلا المرتبة 69 عالميا بين 195 دولة حول العالم، وجاء في المرتبة السادسة عربيا من حيث الوفيات وراء كل من موريتانيا والسودان وجيبوتي واليمن والعراق على التوالي، وفي نفس المرتبة مع الجارة الجزائر. وبلغ معدل وفيات الرضع أقل من سنة نحو 30 وفاة عن كل ألف ولادة حية، وسجل التقرير أيضا، معدل 19 وفاة بالنسبة للرضع حديثي الولادة. وأوضح تقرير اليونيسيف، أن العدد السنوي للوفيات بالنسبة للأطفال المغاربة دون سن الخامسة بلغ 22 ألف، من العدد الإجمالي للمواليد المسجل في نفس السنة حوالي 632 ألف مولود. وجاءت دول إفريقية في المراتب العشر الأولى من حيث عدد وفيات الأطفال دون سن الخامسة، واحتلت الصومال التي تعيش على وقع الحروب تلو الأخرى فضلا عن المجاعة في مقدمة دول العالم بحوالي 180 وفاة عن كل ألف ولادة، متبوعة بمالي بحوالي 178 وفاة، ثم بوركينافاسو بنحو 176 وفاة، تليها دول مثل سيراليون وتشاد والكونغو بأكثر من 170 وفاة. وبالنسبة لوفيات الأطفال المغاربة دون سن الخامسة فإن الإحصاءات أبرزت، أن عدد الوفيات انخفض كل عشر سنوات، إذ تجاوز عدد الوفيات سنة 1980 نحو 186 وفاة، قبل أن ينخفض بأكثر من النصف بعد عشر سنوات مسجلا 76 وفاة، ويصل مع بداية الألفية الحالية إلى 55 وفاة. وأشارت اليونيسيف، أن متوسط المعدل السنوي لخفض الوفيات بين 1990 و2010 في المغرب بلغ 4.4 في المائة، ومعدل الخصوبة الإجمالي يشكل 2.3 في المائة. خطر الأمراض قدمت اليونيسيف، أرقاما بخصوص بعض الأمراض المزمنة التي تهدد أطفال العالم، حيث يعاني نحو 10 في المائة من أطفال المغرب من الهزال الشديد والمتوسط، ويعاني نحو 22 في المائة من الأطفال من النمو المتعثر، في حين يعاني حوالي 2 في المائة من الأطفال دون سن الخامسة من نقص في الوزن، ويهم ذلك الأطفال الذين يقل وزنهم بمقدار انحرافين معياريين عن الوزن المثالي للعمر طبقا للطفل. وغير هذه الأمراض، لم يستطع المغرب سنة 2010، أن يحصن جميع أطفاله ضد عدد من الأمراض الخطيرة عن طريق التطعيم، وكشف التقرير، أن 1 في المائة غير محصنين من السل، نفس النسبة لم تستفد من لقاحات ضد الشلل، بينما لم يتم تطعيم 2 في المائة من الأطفال بلقاحات ضد مرض الحصية والالتهاب الكبدي الوبائي (ب)، وأظهر أن 21 في المائة من الأطفال حديثي الولادة غير محصنين ضد التيتانوس عن طريق التطعيم. من جهة أخرى، يشتبه في حوالي 37 في المائة من أطفال المغرب بإصابتهم بالتهاب رئوي، عرضوا على أخصائي صحي ملائم، بينما لم يدرج التقرير أرقاما عن اللقاحات الروتينية لبرنامج التطعيم الموسع الممول من الحكومة قبل سنتين. تحدي التعليم وحول المؤشرات التي تهم التعليم، أشار التقرير الصادر تحت عنوان «الأطفال في عالم حضري»، إلى أن الأمية في وسط الشباب المغربي الذين يتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة تشكل لدى الذكور نسبة 13 في المائة، ولدى الإناث نسبة 28 في المائة. ومقارنة مع بعض الدول العربية، فلا تتجاوز الأمية في تونس لدى نفس الفئة العمرية نسبة 2 في المائة عند الذكور و4 في المائة عند الإناث، كما تشكل الآفة في الجزائر نسبة 6 في المائة فقط لدى الذكور و11 في المائة عند الإناث. وبلغ معدل الأطفال الذين يلتحقون بالمدارس قبل الابتدائي نسبة 80 في المائة بالنسبة للذكور ونسبة 53 في المائة بالنسبة للإناث، في حين سجلت دول عربية مثل مصر نسبة تفوق 95 في المائة بالنسبة للجنسين، وأكد التقرير، أن 8 في المائة من الأطفال الذكور و12 في المائة من الإناث، لم يلتحقوا سنة 2010 بالتعليم الابتدائي، فيما لم يدرج التقرير أرقاما تهم المعدل الإجمالي للالتحاق بالتعليم الثانوي بالنسبة للمغاربة. ونقل التقرير نتائج دراسة أجريت مؤخرا في المغرب والبرازيل ونيجيريا، تظهر أن الأسر في الخمس الأقل دخلا من سكان هذه البلدان، تنفق أكثر من ربع دخلها على دراسة أبنائها. ويستخدم نسبة 100 في المائة لكل 100 شخص من المغاربة الهواتف النقالة، بينما لا يشكل عدد مستخدمي الانترنت نسبة 49 في المائة فقط. يذكر، أن التقرير نشر الأحد الماضي على موقع اليونيسيف بعد أن تم إصداره قبل شهر، ويقدم إحصاءات تتضمن المؤشرات الأساسية للتنمية البشرية في دول العالم، مثل الصحة والتعليم والغذاء. 40 في المائة في العالم القروي لا يستخدمون مصادر مياه الشرب المحسنة أماط تقرير اليونيسيف اللثام عن السكان لذي يعانون من غياب مصادر مياه الشرب الصحية، أو الذي لا يستفيدون من مرافق صحية، فقد أظهر التقرير الذي صدر قبل شهر ونشر قل ثلاثة أيام، أن 19 في المائة من المغاربة لا يستخدمون مصادر مياه الشرب المحسنة، وخاصة ساكنة العالم القروي التي لا تستفيد نسبة 40 في المائة منها. وكشفت المقارنة بين دول العالم، أن غالبية الدول السائرة في طريق النمو ليس لديها مشكل في هذا الجانب، مثلا مصر يستفيد 99 في المائة من سكانها من الماء الصالح الشرب، وفي تونس يستفيد 94 في المائة من مواطنيها من مصادر مياه الشرب المحسنة. وبلغ عدد المغاربة الذين لا يستخدمون مرفقا صحيا محسنا نسبة 31 في المائة، أي تقريبا 10 مليون نسمة لا تستفيد من المرافق الصحية الضرورية، وخاصة في العالم القروي بنسبة 48 في المائة وفي العالم الحضري بلغت نسبة الساكنة التي لا تستخدم المرافق الصحية نحو 17 في المائة. وأظهرت البيانات الخاصة بدول العالم العربي، أن 94 في المائة من ساكنة جمهورية مصر تستخدم المرافق الصحية و95 في المائة من مواطني الجزائر يستخدمونها أيضا. 72 في المائة من الأمهات وضعن أطفالهن داخل المستشفيات توقف تقرير اليونيسيف عند عدد من المؤشرات التي تهم المرأة المغربية، وخلص التقرير إلى أن 8 في المائة نسبة الهذر المدرسي في صفوف الإناث اللواتي لم يلتحقن بالابتدائي سنة 2010، و14 في المائة لم يلتحقن بالتعليم الثانوي، ومقارنة مع مصر والجزائر فإن نسبة الهذر لا تتعدىفي كلا البلدين 4 في المائة في التعليم الابتدائي والثانوي على حد سواء. وفي تونس لا تتعدى 2 في المائة، وفي الدول الكبرى مثل فرنسا لا تبلغ نسبة الهذر 1 في المائة. وأشارت اليونيسيف، أن 63 في المائة من النساء يستعملن موانع الحمل، واستفاد نحو 74 في المائة من النساء من تغطية رعاية ما قبل الولادة مرة واحدة على الأقل خلال السنة ما قبل الماضية، ونسبة 66 في المائة من النساء استفدن أربع مرات من الرعاية، وكشفت المعطيات الإحصائية، أن 79 في المائة من الأمهات استفدن من رعاية بواسطة إطار صحي ماهر أثناء الولادة، وحوالي 72 من الأمهات وضعن أطفالهن داخل المستشفيات، ونحو 5 في المائة من الأمهات وضعن أطفالهن بواسطة عملية قيصرية. 85 في المائة لا يكملون سنتين في الرضاعة الطبيعية يشكل عدد الأطفال المغاربة الذين يوضعون على الثدي مباشرة خلال ساعة واحدة من الولادة، أي الذين يستفيدون مبكرا من الرضاعة الطبيعية نحو 52 في المائة، وهي نسبة أقل من دول عربية مجاورة كما هو الشأن بالنسبة لموريتانيا التي يستفيد 81 في المائة من أطفالها، ثم مصر التي يفوق أطفالها الذين يوضعون على ثدي أمهاتهم منذ الولادة المغرب ب 4 في المائة. وبلغت النسبة المئوية للأطفال أقل من ستة أشهر الذين يستفيدون من رضاعة طبيعية خالصة من أمهاتهم نحو 31 في المائة من العدد الإجمالي للأطفال المغاربة من نفس العمر، بينما سجلت المعطيات الإحصائية للتقرير، أن 85 في المائة من الأطفال لا يستفيدون من رضاعة طبيعية حتى سنتين من عمرهم. وأظهرت المعطيات الرقمية، أن دول إفريقيا جنوب الصحراء من أكثر دول العالم التي يستفيد أطفالها من حليب الأم حولين كاملين، وأبرزت المقارنة، أن 78 في المائة من أطفال الجزائر و70 في المائة من أطفال جمهورية مصر لا يستفيدون حليب الأم طيلة سنتين. 8 في المائة نسبة عمالة الأطفال المغاربة كشف تقرير منظمة حماية الطفولة، أن 8 في المائة من الأطفال المغاربة يزاولون أعمالا دون أن يستفيدوا من حقهم في اللعب والدراسة والتمتع بفترة الطفولة التي يعيشونها، ويشكل الإناث نفس النسبة مقارنة مع الذكور. هذه النسب مرتفعة بشكل طفيف مقارنة مع أطفال الجارة الجزائر والبحرين، حيث لا تتجاوز نسبة عمالة الأطفال 5 في المائة في كل من البلدين، بينما بلغت النسبة لدى أطفال مصر حوالي 7 في المائة. وأظهر التقرير، أن 3 في المائة من الأطفال عند 15 سنة يتزوجون، و16 في المائة يتزوجون قبل بلوغ سن 18 سنة. وأشارأن هذه النسب قريبة من عدد من الدول العربية. المغرب شهد انخفاضا في معدل المواليد والوفيات لقد اقترب اليوم الذي سينمو فيه أغلب أطفال العالم في المدن والبلدات، يؤكد التقرير، إذ يعيش حاليا نصف سكان العالم في المناطق الحضرية، ومن المنتظر أن ترتفع هذه النسبة إلى ثلثي السكان بحلول منتصف هذا القرن، ويعيش حوالي 58 في المائة من سكان المغرب في المناطق الحضرية، بينما يعيش نحو 42 في المائة من المغاربة داخل المناطق القروية. ويبلغ معدل متوسط النمو السكاني الحضري 1.7 في المائة. وتتوقع اليونيسيف بحلول سنة 2050 أن يعيش 7 من كل 10 أشخاص في المناطق الحضرية في العالم، وسيزداد عدد سكان المناطق الحضرية في العالم بنحو 60 مليون شخص كل سنة، ولفت التقرير إلى أن هذا النمو سيحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل من بينها المغرب. وأشار التقرير، إلى أن دول آسيا تضم نصف سكان العالم الذين يعيشون في المناطق الحضرية، و66 منطقة من بين 100 منطقة حضرية الأسرع نموا في العالم، ورغم كون المعدل الكلي للتوسع الحضري في إفريقيا لا يزال منخفضا، إلا أن عدد سكان المدن يفوق عددهم في أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية، وأكثر من 6 من كل 10 أفارقة من سكان المناطق الحضرية يسكنون في أحياء عشوائية. وبالنسبة لمعدل النمو السكاني للمغرب، أظهرت البيانات أن معدل النمو استمر في الانخفاض خلال العشر سنوات الماضية ليصل إلى 0.8 في المائة، بعد أن كان بين 1980 و1990 مستقرا في 2.4 في المائة، قبل أن ينخفض إلى 1.3 في المائة بين سنتي 1990 و2010. واستمر الانخفاض في معدل المواليد التقديري للمغاربة، إذ بلغ سنة قبل 30 سنة حوالي 47 في المائة قبل أن ينخفض إلى 30 في المائة سنة 1990، ويستمر في الانخفاض إلى حوالي 20 في المائة السنة ما قبل الماضية. هذا الانخفاض في المعدل وازاه انخفاض في معدل الوفيات من 17 في المائة سنة 1980 إلى 6 في المائة سنة 2010. وأشار التقرير، أن معدل الخصوبة الإجمالي في المغرب هو 2.3 في المائة.