زرعها الاحتلال بمستوطنيه الصهاينة.. سرق أرضها وقتل أبناءها.. حاصر حرمها وقطع أوصالها، ليسيطر بذلك على أكثر من 65% من مساحتها. هكذا وقعت محافظة خليل الرحمن في قبضة الاستيطان والمعسكرات الصهيونية. يقول الخبير في شؤون الاستيطان عبد الهادي حنتش ل "المركز الفلسطيني للإعلام": " تعاني محافظة الخليل من هجمة الاستيطان في العام 2012 بصورة واسعة وواضحة، حيث أتوقع أن ترتفع نسبة التوسع الاستيطاني في المحافظة إلى 30% بعد أن كانت 20% العام الماضي، وتتوزع مضاعفة الوحدات الاستيطانية على مستوطنات عديدة، كما أن سياسة إضافة البيوت المتنقلة للعديد من البؤر في المحافظة كان لها نصيب كبير ضمن المشاريع والمخططات التي استهدفتها". ويضيف حنتش بأن 65% من مساحة المحافظة التي تزيد عن 1103،5 كم مربع قضمها الاستيطان ومعسكرات الجنود الصهاينة والطرق الالتفافية، ومن بين المستوطنات التي أضيف لها بناء جديد وبنسب متفاوتة مغتصبة "طناعمريم" و"سنسانة" جنوب الظاهرية، ومغتصبة "سوسيا" جنوب يطا، ومغتصبة "ماعون" و"كرمئيل" و"نجهوت" جنوب دورا، ومغتصبة "خارصينا" شمال الخليل. عربدة صهيونية مستمرة من جانبهم يعتبر أهالي الخليل أن الاستيطان قضى على أهم الأراضي الزراعية، والمناطق الحرجية وكل أمر مصادرة يرفق بحجج الصهاينة الدائمة؛ تارة بالادعاء أنها منطقة تابعة لهم ومصنفة ضمن مناطق "ج"، وتارة أخرى أنها محمية طبيعية، أو معسكرات للجنود ومخازن أسلحة، ونسبة كبيرة منها هي مناطق عسكرية. يقول المواطن أبو محمد شريتح من مدينة يطا ل"المركز الفلسطيني للإعلام" إن المستوطنين يعربدون من خلال اعتداءات شبه يومية تؤكد على النهج المتعمد في التضييق على المواطنين، ومن الأمثلة على ذلك ما يقوم به المستوطنون من اقتلاع للأشجار والاعتداء على الممتلكات في منطقة شرق يطا، والتنكيل بالطلبة والمعلمين في مدرسة سلموها أوامر الهدم بحجة الخطر على أمن المستوطنين. وفي هذا السياق يشير حنتش إلى أن محيط الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة والأحياء المجاورة تتعرض للاستيلاء عليها من خلال طرد المواطنين من منازلهم والسيطرة عليها بالقوة، كما أن 500 هو مجموع المستوطنين في الخليل القديمة من ضمنهم طلبة المعهد الديني المسمى "اللاهوت"، يعتبرون من المتمرسين في الاعتداءات على المواطنين وإحراق المركبات وإلقاء القمامة على رؤوس المارين بالبلدة القديمة من الفلسطينيين، كما أنهم يمارسون التنكيل بالأطفال وضربهم ومطاردتهم إلى بيوتهم وتهديد المواطنين بالتعذيب والاختطاف. مزاعم دينية ويقدم المستوطنون في الخليل أنفسهم من المدخل الديني ويزعمون أحقيتهم في المدينة بحجة السيطرة الأمنية والجغرافية عليها، فكانت من إفرازاتهم مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994 والتي راح ضحيتها العشرات من الشهداء والجرحى داخل محراب الحرم. ويقتحم الاحتلال ودورياته مناطق المحافظة بصورة متكررة لتسليم أوامر هدم وإخلاء ومصادرة أراض تتركز في جنوب المحافظة، وتحديدا في يطا وقرى البرج والمجد وبيت الروش، وكذلك شرق المحافظة في مناطق بني نعيم وسعير. يقول المواطن نضال أبو كويدر من المدينة ل"المركز الفلسطيني للإعلام " إن الاحتلال يحاول عرض أثمان مالية باهظة للبيع في المدينة، وتحديدا في البلدة القديمة "لتوطين" المستوطنين الصهاينة بحجة أنها أرض دينية، كما أنهم يستخدمون القوة في انتزاع الأراضي والممتلكات هناك.