فيما ينتظر المزارعون الفلسطينيون حلول الشهر القادم لجني محاصيل أشجار زيتونهم الذي يعتبر مصدرا لرزقهم، أصر المستوطنون الإسرائيليون على محاربتهم حتى في مصدر رزقهم حيث بدأوا بمهاجمة بساتين الزيتون وشرعوا بقطفها بقوة السلاح الناري الذي يحملونه في مواجهة المواطنين العزل. وفي هذا الاتجاه، شرعت مجموعات من المستوطنين شمال الضفة الغربية منذ أيام بقطف الأشجار القريبة من المستوطنات المنتشرة في الأراضي الفلسطينية. وأكدت مصادر فلسطينية الاثنين الماضي، بأن العشرات من المستوطنين شرعوا في عملية قطف ثمار الزيتون التابع للمواطنين في المناطق القريبة من المستوطنات في ثلاثة مواقع بنابلس وقلقيلية شمال الضفة الغربية. وقال غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة، إن عشرات المستوطنين من مستوطنة «يتسهار» القريبة من قرية بورين ومستوطنة «رامات جلعاد» القريبة من قرية جينصافوط بين نابلس وقلقيلية، ومستوطني مستوطنة «حفات جلعاد» القريبة من قرية فرعتا قرب قلقيلية بدأوا بقطف ثمار الزيتون التابع للمواطنين الفلسطينيين في تلك القرى. وأكد دغلس أن المستوطنين جلبوا معهم السلالم والمفارش وكأنهم هم أصحاب هذه الأشجار في سابقة، تعد الأولى من نوعها في الأراضي الفلسطينية وتعد انتهاكا صارخا لحقوق المواطنين الفلسطينيين. وتشهد الأراضي الفلسطينية في العادة مواجهات بين المواطنين والمستوطنين خلال موسم قطاف الزيتون نتيجة إقدام المستوطنين على سرقة المحاصيل التي ينتظرها سكان القرى الفلسطينية طيلة العام. وذكرت مصادر فلسطينية الثلاثاء الماضي، بأن مواجهات بالحجارة اندلعت بين المواطنين الفلسطينيين وعشرات المستوطنين في قرية بورين جنوب نابلس في محاوله لمنع المستوطنين من عملية قطف ثمار الزيتون. وأكدت المصادر إصابة المواطن بشير قادوس برشقه بالحجارة من قبل مستوطنين هاجموا الحقول. وأفاد شهود عيان بأن قادوس أصيب بالحجارة في صدره وظهره، نقل على أثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج. وفيما أقدم المستوطنون على سرقة محاصيل اشجارالزيتون في شمال الضفة أقدمت مجموعة استيطانية الاثنين على اقتلاع العشرات من أشجار العنب في منطقة الخليل جنوب الضفة الغربية. وأكدت مصادر محلية بأن المستوطنين اقتلعوا معرشات للعنب في منطقة البقعة شرق مدينة الخليل، فيما واصلوا اعتداءاتهم بحق المواطنين وطلبة المدارس في منطقة تل إرميدة وسط المدينة، في وقت أخطرت فيه إسرائيل مزارعا فلسطينيا يملك 40 دونما من أراض زراعية غرب بلدة دورا. وقالت مصادر محلية بأن مجموعة من المستوطنين أقدمت كذلك على قطع معرشات للعنب يملكها فلسطينيون وقريبة من مستوطنة «خارصينيا» شرق الخليل، فيما دارت مواجهات بين المواطنين والمستوطنين انتهت بتدخل جيش الاحتلال الإسرائيلي. وأوضح المزارع سفيان سلطان في المنطقة أن مستوطني «خارصينا» الذين كانوا يتجولون في المنطقة مساء الاثنين اقتلعوا معرشات العنب التي لم تقطف بعد، وسرقوا القضبان الحديدية التي ترفع عليها المعرشات. وأضاف: حاولت منذ ساعات الصباح الباكر الاتصال بالشرطة الإسرائيلية والشكوى، ولم أحصل على إجابات، كما اتصلت بالصليب الأحمر والصحافة، وتقدمت بشكوى لحقوق الإنسان والجهات المعنية، عسى أن تتم مساعدتنا بهذا الصدد. وبين أن المنطقة مستهدفة من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين الذين يؤذون المواطنين ويعتدون على ممتلكاتهم. ويعاني أهالي منطقة الخليل القاطنون بالقرب من بؤر استيطانية من اعتداءات يومية من قبل مستوطنين متطرفين يهاجمون طلبة المدارس بالحجارة والزجاجات الفارغة، فيما يتلفظون بكلمات نابية بحقهم. من جهة أخرى وضعت سلطات الاحتلال إخطارات على صخرة في منطقة فزعة غرب مدينة دورا جنوب الخليل، تقضي بمصادرة 44 دونما زراعيا للمواطنين هناك. وأشار خبير الاستيطان والأراضي عبد الهادي حنتش، إلى أن الأراضي المهددة بالمصادرة هي أراض زراعية تعود ملكيتها للمواطن محمد إبراهيم عبد المهدي خمايسة الذي يعيش وأسرته من محاصيلها.