وجه خصوم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اتهامات له بتدبير حملات الاعتقال في صفوف الإسلاميين لإنجاح حملته الانتخابية، قبل 18 يوما من الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة. وقال مرشح الوسط في الانتخابات فرنسوا بايرو، إن «هذا النوع من الحملات الأمنية تحت إشراف قضائي لا ينبغي أن يجرى بشكل دعائي»، مضيفا أن الأمن والإخراج الاستعراضي أمران مختلفان. من جانبه، اعتبر فرنسوا هولاند الذي ما زالت استطلاعات الرأي تعتبره الأوفر حظا بالفوز في الجولة الثانية أنه كان باستطاعة الدولة القيام بهذه الإجراءات وحتى أكثر منها قبل هذا الوقت، دون أن يصل الأمر إلى حد اتهام ساركوزي باستغلال هذه المسألة سياسيا في خضم الحملة الانتخابية. في المقابل، قالت رئيسة الحزب الاشتراكي مارتين أوبري «أنا مع الحزم وليس مع الاستعراض، وما زلت أشعر بالصدمة للتغطية التلفزيونية المصاحبة للاعتقالات». واعتقلت قوات خاصة من الشرطة الفرنسية، أول أمس، عشرة أشخاص وصفتهم بأنهم إسلاميون متشددون، في عمليات دهم جرت في عدة مدن هي الثانية بعد الهجمات التي اتهم بتنفيذها الشاب الفرنسي من أصل جزائري محمد مراح وراح ضحيتها سبعة أشخاص بين 11 و19 مارس الماضي في منطقة تولوز جنوب غرب البلاد. وشملت حملات الدهم مدينة روبي شمالي فرنسا، وأحياء بمرسيليا (جنوب). وأفاد مصدر في الشرطة بأن عمليات الدهم تجري أيضا في الجنوب والجنوب الغربي في كاربنتراس وفالانس وبو ولوت إي غارون. وتجرى العملية في إطار تحقيق تمهيدي من نيابة باريس المتخصصة في مكافحة الإرهاب أوكل إلى المديرية المركزية للاستخبارات الداخلية. وحظيت الاعتقالات التي جرت يوم الجمعة الماضية بتغطية إعلامية واسعة، وفي الوقت نفسه منحت الحكومة أكبر قدر من الدعاية لعملية طرد أئمة إسلاميين، أو رفض دخول دعاة مسلمين بارزين إلى فرنسا بينهم رئيس اتحاد علماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي. ولا يوجد ربط بين التحقيقين، لكن ساركوزي صرح أن عمليات الشرطة في الأوساط الإسلامية «ستستمر» بعد هجمات تولوز. ومنذ انطلاق حملته الانتخابية اعتمد الرئيس الفرنسي خطابا شديد اليمينية وخاصة بشأن الهجرة، أتاح له كسب نقاط في استطلاعات الرأي. وهو يأتي في الصدارة أو في موقف متعادل مع فرنسوا هولاند في الجولة الأولى، لكنه ما زال متأخرا عنه في الجولة الثانية.