دعا المشاركون في الندوة الدولية المتخصصة حول «مستقبل القدس الشريف في ظل التحولات الإقليمية والدولية المنظمة بالرباط يوم الأربعاء 4 أبريل 2012 برعاية بيت مال القدس، (دعوا) الدول العربية والإسلامية إلى إيجاد الآلية الضرورية لتنسيق الدعم الموجه للقدس ولسكانها وتقديم الدعم المالي لوكالة بيت مال القدس الشريف، باعتبارها مؤسسة عربية إسلامية رسمية أثبتت أنها قادرة على العمل على الأرض، حتى تتمكن من تنفيذ البرامج التي سطرتها بالتنسيق مع شركائها في القدس، بما يتلاءم واحتياجات المقدسيين. وثمن المشاركون في الندوة المشاريع النوعية التي تقوم بها لجنة القدس على الأرض، من خلال ذراعها الميداني وكالة بيت مال القدس الشريف، في مجالات البنية التحتية والمجالات الاجتماعية والإنسانية والإغاثية والثقافية والتربوية التي تسهم بشكل ملموس في الحفاظ على المدينة وحماية تراثها الديني والحضاري ودعم صمود أهلها على أرضهم. من جهته، أكد الدكتور يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك، أن ارتباط المسلمين بالأقصى ليس عابرا، بل هو ارتباط عقدي وتعبدي وسياسي وتاريخي وحضاري، وقال سلامة إن القدس تتعرض هذه الأيام لمذبحة تستهدف الحضارة والتاريخ وذلك بالتزييف والتزوير وطرد المقدسيين وفرض الضرائب عليهم وتهويد البيوت، مشيرا إلى أن إسرائيل كما تمنع المسلمين من الوصول إلى المسجد الأقصى، تمنع أيضا المسيحيين من الوصول إلى كنيسة القيامة، وأشاد خطيب المسجد الأقصى بأعمال وكالة بيت مال القدس التي تدعم المرابطين وتشتري البيوت وترممها عملا بقول الرسول الكريم «من جهز غازيا فقد غزى. أما الأب بيتر مدروس، الأستاذ المتخصص في الكتاب المقدس واللغات الشرقية، فأشار إلى قيام إسرائيل بتهجير الفلسطينيين قسريا من القدس، داعيا الأمة العربية إلى الجهاد بالصلوات من أجل المقدسيين. الدكتور حنا عبد الله عيسى الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، قدم معطيات إحصائية حول الوضع في مدينة القدس، وأبرز أن إسرائيل تسيطر على 87 بالمائة من المدينة كما تحاول تهويدها وعزلها، ومكنها بناء الجدار العازل من منع 120 ألف مواطن فلسطيني من الدخول إلى القدس، كما بنت 29 مستوطنة يسكنها 350 ألف مستوطن، وأكد عيسى على أن المسيحيين الذين يمثلون 1.2 بالمائة من سكان الأراضي المحتلة بدورهم يتعرضون للاضطهاد والقمع والتهجير. هذا وقدم الدكتور محمد هاشم غوشة الرئيس التنفيذي لدائرة القدس للبحوث والتوثيق، عرضا بالصور والوثائق حول الأماكن الأثرية في القدس، وأهم المعالم التاريخية فيها وهو العمل الذي استغرق بحسبه سنوات من الإعداد ويهدف إلى توثيق تراث القدس المعماري. يذكر أن هذه الندوة الدولية نظمت على هامش أشغال اجتماع الهيئة العلمية لمكتبة القدس التابعة للوكالة الذي انعقد يوم الثلاثاء بالرباط