إن واقع المسجد بالمغرب اليوم في سياق التحديات والانتظارات يستدعي الدراسة والمناقشة خاصة بعد أن شرعت السلطات الراعية للمساجد في إعادة هيكلة الشأن الديني، وقد خصصت مجلة الفرقان ملف عددها الجديد لموضوع: المسجد والمجتمع مساهمة منها في إغناء النقاش وتسديده بخصوص هذه المؤسسة التي بها صلاح العباد والبلاد. وقد كتب بصمة العدد الدكتور أحمد كافي وعنونها ب(المساجد) حيث رأى أن" مجلة الفرقان وهي تفتح صفحاتها من هذا العدد للمسجد، يعبر الكاتبون فيها عن همومه وآماله وآلامه ومنتظراتهم منه ويتقصدون إلى جانب ذلك أيضا أن تبقى المساجد مرفوعة مصونة؛ مرفوعة حسا ودلالة، مرفوعة رسالتها وكلمتها على الجميع كما أمر المولى تبارك في علاه بالقول:" في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه"(النور:36)..". وقد كتب في ملف العدد ثلة من الأساتذة الباحثين المهتمين بالموضوع، وتم استهلاله بمقال الأستاذ ميلود كعواس(مظاهر عناية المغاربة بالمساجد من خلال كتب النوازل)، وكتب الأستاذ علي الباهي حول (الخطة الوطنية لبناء المساجد من خلال القوانين المالية لفترة )2007-2011(). وكتب الدكتور محمد بنينير حول(ثقافة المسجد في المجتمع المغربي)، وخصص الأستاذ صالح النشاط مقالته ل(المسجد والضبط الاجتماعي، قراءة سوسيولوجية)، ووقف الأستاذ حسن السرات على علاقة المسجد بالمجتمع المدني من خلال مقالته (المساجد والمجتمع الأهلي بالمغرب)، وكتب الدكتور إسماعيل حفيان حول(الوظائف الحضارية لمؤسسة المسجد في الإسلام) ، وكتب الأستاذ عبد الله بنطاهير عن(تحفيظ القرآن الكريم في إطار التعليم العتيق) وهو نفس المحور الذي ركز عليه الدكتور مصطفى النعيمي من خلال مقالته حول(التعليم التقليدي بمساجد مكناس)، وكتب رئيس تحرير مجلة الفرقان الدكتور مصطفى بنان حول (المسجد والشأن العام)،وركز الأستاذ خالد عاتق على (حراك أئمة المساجد، محاولة من أجل الفهم)، واختتم الملف بمقال الدكتور صالح بن قربة (جامع الكتبية تخطيطه وعمارته وتأثيراته الفنية على مآذن المغرب الإسلامي والأندلس). وخصص العدد ركن قراءة في كتاب لتقديم كتاب جامع القرويين، للدكتور عبد الهادي التازي ، أنجز القراءة الدكتور أحمد رزيق. وتضمن ركن ثقافة شرعية في هذا العدد مقالة الأستاذ الحاج الحفظاوي (مؤسسة الزكاة ضرورة شرعية ووسيلة لتحقيق التنمية الشاملة)، وبيان الأزهر والمثقفين لمناصرة الحراك العربي. وكتب الأستاذ فهمي هويدي في ركن قضايا راهنة متسائلا عن العلاقة بين النهضة التونسية والعدالة والتنمية المغربية وبين إسلاميي مصر(لماذا كانوا أكثر نضجاً؟)، تم التعريف بمجموعة من الإصدارات الجديدة بركن إصدارات، أما ركن أدب وفن فتضمن دراسة للدكتور جميل حمداوي (القصة القصيرة جدا فن المستقبل)، وقصصا قصيرة جدا لمولاي أحمد صبير الإدريسي، وقصيدة للشاعر عبد الجبار البودالي (ليل وسنا من سجيل)، وقصيدة للأديبة نبيلة الخطيب (هل جادك الوجد؟)، وخصص الدكتور فؤاد بوعلي الصفحة الأخيرة لرصد مضامين الرسالة التي بعثت بها الانتخابات المغربية الأخيرة (الانتخابات.. رسالة مغربية).