خصصت مجلة الفرقان المغربية في إصدارها الأخير (العدد 65) ملفا لمكون جوهري من مكونات الهوية المغربية، أسال الكثير من مداد الجهات المرسخة لخط الفرنكفونية في البنية الثقافية المغربية (أسئلة اللغة العربية بالمغرب)بمشاركة ثلة من الأساتذة الباحثين المهتمين بالموضوع. وقد كتب الأستاذ امحمد طلابي افتتاحية هذا العدد، وعنونها ب(التعريب بين الوعي المُفَوَّت والوعي المطابق)، وخلص فيها إلى أنه ''انطلاقا من التحليل السابق العلمي الأكاديمي الهادئ، ندعو حكامنا والصفوة المثقفة في بلادنا إلى ضرورة الوعي بالمسؤولية التاريخية في اتخاذ الموقف اللغوي المطلوب للإسهام في التنمية الشاملة لشعبنا.والموقف الحازم الاستراتيجي في هذه المسألة اللغوية هو الدعوة إلى التعريب الراشد المتدرج والكامل'' وكتب الدكتور أحمد الريسوني (نداء من أجل العربية)، وركز فيه على ما تعرفه اللغة العربية من تراجع في التداول، مبينا ''أن التفريط الرسمي العربي في اللغة القومية الرسمية، على صعيد الأممالمتحدة، وعلى الصعيد الدولي بصفة عامة، ليس إلا فرعا ونتيجة للتفريط الأصلي على الصعيد الداخلي. ففي مجمل الدول العربية، يضيف الريسوني بالقول ''نستطيع أن نستنتج بيسر ووضوح، عدم وجود أي رغبة جدية، ولا أي سياسة حقيقية، لتقوية اللغة العربية وتعزيز مكانتها الداخلية والخارجية. وفي كثير من هذه الدول لا يستطيع الملاحظ أن يستنتج كون اللغة العربية هي اللغة (الرسمية) للبلد !''. وكتب الدكتور فؤاد بوعلي عن (اللغة العربية في أدبيات الحركة الوطنية، نحو تأسيس خطاب هوياتي)، وخصص رئيس التحرير الدكتور مصطفى بنان مقالته للحديث عن (اللغة العربية والصناعة المعجمية)، وكتب الدكتور عباس ارحيلة عن ''تعريب التعليم العالي وتيار الفرنكفونية بالمغرب''، والأستاذ عبد الله خلافة عن ''الفرنكفونية في المشهد الإعلامي المغربي''، أما الدكتور رشيد بلحبيب فخصص مقالته لقراءة الخلفيات الموجهة للدعوة إلى العامية، فيما ركز الدكتور جميل حمداوي على رصد مواطن الاتصال والانفصال بين اللغة العربية واللغة الأمازيغية، وتطرق مقال الدكتور رشيد الجرموني لإشكالية التعدد اللغوي في المدرسة المغربية، واختتم الملف بوثيقتين قانونيتين في الدفاع عن اللغة العربية للنقيب الأستاذ عبد الرحمن بن عمرو. وفي ركن قراءة في كتاب قدم الدكتور أحمد رزيق كتاب الدكتور عبد القادر الفاسي الفهري(أزمة اللغة العربية في المغرب)، وتضمن ركن ثقافة شرعية في هذا العدد مقالة واحدة للدكتور أحمد كافي الذي واصل الكتابة عن الفوائد المنتقاة من آخر ترجمة خاتمة صحيح البخاري(الجزء الثاني). في حين تم تخصيص ركن ذاكرة أمة لرحيل الفقيه الحسن بن الصديق بمقال(جهود الأسرة الصديقية في خدمة المذهب المالكي) للدكتور عبد الله الجباري. واستحضارا للمساهمات الفكرية النوعية للدكتورة صالحة رحوتي رحمها الله تم إدراج مقالتها (المرأة بين مطرقة التقاليد وسندان الحداثة) ضمن ركن ائتلاف واختلاف. وتضمن ركن قضايا راهنة مقالة للدكتور إبراهيم أبراش (رفع الحصار عن غزة ومستقبل المشروع الوطني)، وكتب في ركن أدب وفن كل من الأدباء؛ فريد الأنصاري وعبد العزيز المقالح وعبد الرحيم لقويشي ومصطفى الجباري. وتضمن العدد تعريفا ببعض الإصدارات الجديدة. وعنون الدكتور محمد نافع العشيري الصفحة الأخيرة ب(اللغة العربية لغة وطنية، أحب من أحب وكره من كره).