أفاد ناشطون سوريون أن القوات النظامية قصفت، أمس الأحد، أحياء في مدينة حمص في حملتها لسحق الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك قبل اجتماع لوزراء الخارجية العرب من المقرر أن يناقش تشكيل بعثة مراقبة مشتركة مع الأممالمتحدة، فيما اعتبر مراقبون في واشنطن، أول أمس، أن قراراً غير مكتوب بتسليح المعارضة في سوريا تم تفعيله عملياً بغض النظر عن عمليات نقل سلاح بكميات كبيرة من العراق إلى سوريا. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن قوات الجيش والأمن واصلت قصفها لعدد من الأحياء في مدينة حمص، كما كثفت قصفها لأحياء في ريف دمشق وحماة، وواصلت إطلاق النار على المنازل بشكل عشوائي في درعا. ووفقا لمحصلة من أطباء في مستشفيات مؤقتة قتل 31 شخصا على الأقل، أول أمس، في تواصل الهجمات خلال حصار الجيش السوري بدأ قبل أسبوع لحمص ثالث أكبر مدن سوريا والتي تعد مركز الانتفاضة التي اندلعت قبل 11 شهرا. وعلى الصعيد ذاته، نفى الناطق باسم المجلس المحلي في الزبداني بريف دمشق علي إبراهيم ما بثه الإعلام الحكومي السوري، أول أمس، من أن القوات التابعة للأسد دخلت مدينة الزبداني منتصرة على الجيش السوري الحر، مؤكدا أن دخول هذه القوات جاء بناء على اتفاق بين الجانبين لحقن الدماء والسماح بدخول الإمدادات الطبية والإغاثية للمدينة، وذلك في أول إعلان عن اتفاق من نوعه بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر. ونقلت وكالة «رويترز» عن المعارض السوري في المنفى كمال اللبواني تأكيده أن دخول الجيش النظامي للمدينة الواقعة قرب الحدود مع لبنان، جاء بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار مع الجيش السوري الحر وانسحاب أفراده من المدينة. وقال اللبواني إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد قصف بالدبابات والمدفعية استمر أسبوعا وخلف مائة قتيل على الأقل في البلدة التي يقطنها نحو 20 ألف شخص، يقضي بأن يعيد الجيش السوري الحر أسلحة ومدرعة استولى عليها من القوات السورية مع عدم ملاحقة أفراده. هذا ومن المقرر أن يكون وزراء من الجامعة العربية قد التقوا في القاهرة، أمس، لمناقشة فكرة تشكيل بعثة مراقبة مشتركة من الدول العربية والأممالمتحدة لنشرها في سوريا لتحل محل بعثة مراقبة عربية علق عملها الشهر الماضي. وعلقت الجامعة العربية عضوية سوريا ردا على قمع الاحتجاجات. وصرح مصدر مسؤول بالجامعة العربية أن اقتراحا آخر يدعو إلى تعيين مبعوث من الأممالمتحدة والجامعة العربية للتعامل مع سوريا، مضيفا أن بعض الدول ربما تقترح أن تعترف الجامعة العربية رسميا بالمجلس الوطني السوري المعارض. إلى ذلك، كشف مراقبون في واشنطن عن قرار غير مكتوب لتسليح المعارضة في سوريا تم تفعيله عملياً بغض النظر عن عمليات نقل سلاح بكميات كبيرة من العراق إلى سوريا. وذكرت صحيفة «الخليج» الإماراتية أن هذا يأتي في الوقت الذي بدأ فيه السفير الأمريكي لدى سوريا روبرت فورد، والذي غادرها مع الإبقاء على وظيفته في ممارسة عمله باستخدام موقع على «فيسبوك». وقال فورد: «إنه سيستمر في عمله سفيراً في سوريا وسيعمل على حدوث انتقال سلمي للسلطة». وكانت «الفاينانشيال تايمز» البريطانية نشرت، أول أمس، تقريرا موسعا عن الوضع الذي تعيشه سوريا، مشيرة إلى تزايد الضغوط لتسليح المعارضين هناك على غرار ما حدث في ليبيا. وقالت الصحيفة في تقريرها: إنه مع استمرار قصف النظام السوري لمدينة حمص في محاولة لسحق الانتفاضة ضده يتصاعد الجدل بشأن تسليح جماعة الجيش السوري الحر المناوئ لنظام الرئيس بشار الأسد». وتنقل الصحيفة وجهة نظر المؤيدين لتسليح المعارضة الذين يرون في استمرار قصف حمص مبررا لتسليح المعارضة لترد على عنف النظام، مشيرة إلى أنه من أشد المتحمسين لتسليح المعارضة السناتور الجمهوري الأمريكي جون ماكين. ويشير التقرير إلى مشروع قرار من جانب الحزبين الرئيسيين في أمريكا قدم إلى مجلس الشيوخ الجمعة يطالب حكومة الرئيس أوباما بتقديم «الدعم المادي والفني» للمعارضة السورية. ويقول التقرير إن جماعات الضغط المرتبطة بالمعارضة السورية، وبمعاونة نشطاء أمريكيين، تروج للدعم عبر معاهد ومؤسسات الفكر الأمريكية.