كشفت مصادر مطلعة عن وجود خلافات حقيقية داخل الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطنيي منذ تولي السيد محمد بن جلون أندلسي رئاستها خلفا للسيد خالد السفياني، وتزامن ذلك مع انعقاد مؤتمر الأممية الاشتراكية ببلادنا يومي 31 ماي الماضي و1 يونيو الجاري. والنقط الخلافية التي تعصف بالجمعية إلى عدة قضايا أساسية ترجع أهمها إلى الانحراف بمسار الهيئة من إطار لكل المغاربة إلى جمعية حزبية ضيقة تخدم مصالح فئة سياسية، وفي ذلك تندرج الإطاحة بخالد السفياني من رئاستها، وهو الأمر الذي جعله يؤكد أن انسحابه من الجمعية جاء نتيجة سعي بعض مكوناتها إلى جعلها موالية لأحزاب الحكومة، ومواقفها. ولم يقتصر الأمر على ذلك بل كانت مبادراتها الأولى هي التخلي عن الإجماع الذي عملت الجمعية في عهد رئاسة خالد السفياني على بلورته لرفض مبدإ التطبيع مع الكيان الصهيوني. يضاف إلى ذلك الحرب الكلامية الأخيرة وتبادل الاتهامات والولاءات لدى بعض أفراد الجمعية حيث لم يتوان السيد محمد بوبكري عضو مكتب الجمعية في الهجوم على عبد الله البقالي نائب الكاتب العام واتهامه بالولاء لحزب العدالة والتنمية والعمالة للسعودية، والسير على عكس ما يهوى الاتحاد الاشتراكي، وكان ذلك سببا في انسحابه من المجلس وإعلان براءته من بيان الجمعية الأخير.وتوج ذلك بحضوره في الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها فصائل الحركة الإسلامية ببلادنا صبيحة انعقاد مؤتمر الأممية الاشتراكية بالدار البيضاء للتنديد بحضور الوفد الصهيوني ومشاركته في المؤتمر. وطبعا حضور عبد الله البقالي عضو الجمعية ونائب الكاتب العام لها، دون غيره من أعضاء المكتب، أكبر دليل على المنحى التطبيعي الذي أصبحت تنهجه الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني. ونسجل أن رسالة محمد بن جلون أندلسي الأخيرة التي تجاهلت عن قصد التنديد بالمشاركة الصهيونية في أشغال المجلس الدولي للأممية الاشتراكية تشكل وصمة عار في جبين الجمعية ويزيل عنها في أنظار المجتمع المغربي كل تقديرومصداقية. وجدير بالذكر أن أسلوب الرقابة والتضييق على المساهمات والتبرعات المالية الذي اعتمدته الجمعية بحيث جعلت من نفسها شرطيا ومراقبا للأموال التي تجمع في حساب ائتلاف الخير أدخلها في أمور ليست من اختصاصها وأفقدها مصداقيتها وأوقعها في شر تخطيطها، فحساب ائتلاف الخير مازال مفتوحا ويعرف رصيده تناميا مستمرا، لكن الجمعية كشفت في شخص مكتبها عن كونها لم تعد جمعية للمغاربة كلهم، بل أداة في يد الاتحاد الاشتراكي وخادمة لأهدافه. فهلا عادت الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني جمعية كل المغاربة هدفها دعم الانتفاضة ونصرة الفلسطينيين؟ أم دخلت في سياق توازنات وتحالفات سياسية تضر بالمصالح الفلسطينية وتضعف في المغاربة شعورهم بمعاناة الفلسطينيين، إنا إذن منتظرون!! عبد الرحيم اليوسفي