الشعب المغربي يخلد اليوم الذكرى ال69 لعيد الاستقلال    "تعزيز الضمانات التشريعية الوطنية بشأن مناهضة ومنع التعذيب وسوء المعاملة" محور ورشة عمل بالبيضاء    من أجل إنقاذ المدينة.. فيدرالية اليسار تطالب بإقالة هشام أيت منا من رئاسة مجلس المحمدية    "غوغل" يحتفل بذكرى استقلال المغرب    "قمة العشرين" تناقش مكافحة الفقر    تاركيست: سيدة تضع حدًا لحياتها شنقًا    تراجع النمو السكاني في المغرب بسبب انخفاض معدل الخصوبة.. ما هي الأسباب؟    ارتفاع أسعار النفط بعد تصاعد حدة التوتر بين روسيا وأوكرانيا    أطباء القطاع العام يصعدون بثلاثة أسابيع من الاحتجاجات والإضراب    مجلس الأمن يصوت على مشروع قرار يدعو إلى وقف النار في السودان    وقفة احتجاجية بمكناس للتنديد بالإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة    مزاد يبيع ساعة من حطام سفينة "تيتانيك" بمليوني دولار    ترامب يسمي رئيس "هيئة الاتصالات"    نواب روس يحذرون من حرب عالمية ثالثة بعد سماح واشنطن باستخدام كييف أسلحتها لضرب موسكو        "الجمعية" تحذر من تدهور الوضع الصحي ل"حملة الشهادات المعطلين" المضربين عن الطعام منذ 41 يوما    طقس الاثنين.. سحب كثيفة ورياح قوية بعدد من مناطق المملكة    المغرب يخنق سبتة ومليلية المحتلتين ويحرمهما من 80% من نشاطهما الجمركي    خبراء يحذرون من "مسدس التدليك"    دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم.. فرنسا تفوز على إيطاليا وتعتلي الصدارة    افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين    وفاة "ملك جمال الأردن" بعد صراع مع سرطان المعدة    شبيبة الأندية السينمائية تعقد دورتها التكوينية في طنجة    الركراكي يختتم استعدادات المنتخب    "أشبال U17" يتعادلون مع التونسيين    الملعب الكبير للحسيمة .. افتتاح ببعد قاري إفريقي    مجلس الشيوخ في البراغواي يدعم سيادة المغرب على صحرائه    نفق جبل طارق.. حلم الربط بين إفريقيا وأوروبا يصبح حقيقة    داخل قنصلية المغرب بنيويورك.. ياسين عدنان يتحدث عن الغنى الثقافي للمملكة    توقعات أحوال الطقس ليوم الإثنين    الدرهم يرتفع مقابل الأورو على خلفية ارتفاع ملحوظ للتداول البنكي وفقا لبنك المغرب    فى الذكرى 21 لرحيل محمّد شكري.. مُحاوراتٌ استرجاعيّة ومُحادثاتٌ استكناهيّة مع صَاحِبِ "الخُبزالحَافي"    خاتمة العلوي تعود ب"شدة وتزول" بعد سنوات من الاعتزال    العصبة تُحدد موعد "ديربي البيضاء"    مصرع طفل في تطوان جراء ابتلاعه "كيسا بلاستيكيا"    عدد مرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة يبلغ 171 مرفقا    اغتيال المسؤول الإعلامي ل"حزب الله"    المنتخب المغربي يعزز خياراته الهجومية بعودة سفيان رحيمي    تجار القرب يعلنون تكتلهم لمواجهة توغل الشركات الكبرى بالأحياء السكنية    قلة الأطباء والأَسرّة وطول المواعيد.. وزير الصحة يؤكد أن خدمات الطب النفسي بالمغرب تبقى أقل من المطلوب    دراسة علمية: فيتامين "د" يقلل ضغط الدم لدى مرضى السمنة    احباط تهريب 188 ألف قرص مهلوس بميناء طنجة المتوسط    المغرب يطلق أول مصنع لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية باستثمار 1.3 مليار دولار    التهراوي: هامش ربح الصيدلي والموزع محدد أساسي لأسعار الأدوية في المغرب    "ذا تيليغراف": المغرب الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا لعام 2024    صراعات عائلة السيوفي في الدراما الجديدة المُثيرة "نقطة سودة" يومياً عبر شاشة "5MBC"    إلقاء قنبلتين ضوئيتين باتجاه منزل نتنياهو    عمور و السعدي يقصان شريط النسخة السابعة لمهرجان الزربية الواوزكيتية    جمعية فنون تقدم أحدث إعمالها الفنية و التراثية أغنية " لالة منانة" من أداء المجموعة الموسيقية لأكاديمية ميزينوكس    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    تعهدات في مؤتمر وزاري في جدة بمقاومة مضادات الميكروبات بحلول عام 2030 (فيديو)    جائزة المغرب للشباب تحتفي بالتميز    حشرات في غيبوبة .. "فطر شرير" يسيطر على الذباب    دراسة تكشف العلاقة بين الحر وأمراض القلب    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من وراء اختفاء التلميذة نورة ؟ وهل ذهبت فعلا لتقوم بعملية استشهادية؟!
نشر في التجديد يوم 03 - 06 - 2002

نورة تلميذة يافعة في عمر الزهور تدرس في السنة التاسعة أساسي، هادئة منطوية قليلة الكلام وخجولة ،تحب الكراطي وريادة اليد وتتفرج على الرسوم المتحركة ،بتلك الرسالة اختارت نورة البالغة من العمر 17سنة، أن تودع والديها وتختفي عن الأنظار لتغرق في رحلة المجهول، مخلفة وراءها قلوبا مكلومة، وأعينا لا يفارقها الدمع، ولهفة وراء أي خيط ولو كان أوهى من خيوط بيت العنكبوت، قد يوصل إلى فلذة الكبد التي غابت غيبة لا يعلم إلا الله متى ستعود منها، اختفت نورة لتفسح المجال لعشرات الأسئلة التى تبقى معلقة في غياب أي معطى حقيقي قد يوصل إليها. فمن وراء اختفاء نورة؟ هل فعلا ذهبت لتقوم بعملية "استشهادية" ؟! من ذلك الشاب الأسمر- صاحب السيجارة - الذي كان يتتبع خطواتها؟ من هو "فاعل الخير" الذي ضرب موعدا مع أبيها في أكدال ولما رآه فرّ؟ هل فعلا يوجد المختطف في وزارة الثقافة ويحمل اسم محمد الساري؟ لماذا لم تتعرف الشرطة على الأرقام الهاتفية التي بحوزة والد نورة؟ ما سر مقهى "زينت" التي يتواجد فيها أقران نورة؟ وما علاقتها بشبكة المتاجرة في الفتيات؟ لماذا لم تتوصل الشرطة إلى أي "جديد"رغم توفر العديد من الخيوط؟! لماذا لم
تصل الرسائل الأربعة التي وجهها المدير إلى والدي نورة وحارسين عامين يقطنان في العمارة المجاورة لسكنى نورة؟ !ما سر بكاء نورة المستمر قبل اتخاذها قرار الفرار؟ لماذا لم تتحرك الشرطة بسرعة وانتظرت حتى مرور 48 ساعة من الغياب ولا جديد ؟من ذلك (المجهول) الذي اتصل بأب نورة وهو في دائرة الأمن، ومع ذلك لم يتم التعرف عليه؟! لماذا لم تخبر صديقة نورة الحميمة(خديجة) الأسرة بقرار (الفرار) قبل تنفيذه؟ ماسر الصمت الذي يغلب على نورة؟ وهل فعلا تخشى أمها إلى درجة الفرار؟
أسئلة نحاول من خلال طرحها تلمس أول الطريق التي قد تعجل بعودة نورة إلى أهلها وذوىها.
رسالة الوداع
من الفتاة المعذبة نورا، لقد فكرت طويلا قبل اتخاذي هذا القرار، لكن ما باليد حيلة. فإذا كنتم تحبونني فلا تحزنوا، لأنني وجدت سعادتي في مكان آخر. سيتبنون لي عملية جراحية كلفتها 40 مليون سنتيم سأجريها في المخ، وأنا أعرف أن المبلغ ليس بحوزتكم، وهذا المرض الذي بسببه كنت أرسب عدة مرات، وبالإضافة لكل هذا ستجرى لي عدة مباريات للتدريب على القيام بعملية استشهادية لن أقول أين وكيف هذا طبعا بعد اختياري من بين الملايين من الناس، فتم بعدها اختباري أكثر من 15 مرة، وبعدها تمكنت من إثبات جدارتي وصدق وصفاء نيتي في عمل شيء ليس بالأمر الهين والبسيط، سأقوم بشيء سوف يفخر لنا به العالم حيال القضية الفلسطينية ، لا تحزنوا لأنني سأكون سعيدة في دار الآخرة فأنا مللت من الجلوس في البيت والذهاب الممل إلى المدرسة، والتفرج على ما يحدث لفلسطين والفلسطينيين، وأنا أشاهد ما يحدث في أقدس أرض في الكون، وأرى أطفالا أصغر سنا مني وفتيات في نفس سني يفدون بأرواحهم الزكية في سبيل الله فهل أنا أحسن منهم؟ وفي ماذا؟ ولم العيش في هذه الدنيا؟ مادامت عزة النفس وكبرياؤها مسلوب.
الموت أهون وأكرم... اخترت طريقي وأرجو أن تدعوا لي بالتوفيق. أما بالنسبة للناس فقولوا لهم إني ذهبت مع صديقة قديمة لكم إما مقربة لأبي أو لأمي في مدينة بعيدة كطنجة مثلا، وبعدها يمكنكم القول أنني توفيت أو وافتني المنية عندها، أو سافرت معها لبلاد من بلدان الخارج. أحبك أبي، أحبك أمي كثيرا، وأنت أيضا عبد الرحيم، أخي أمين وأختي الغالية خديجة، أحبكما أكثر من حياتي وأتمنى لكم التوفيق جميعا، بلغوا تحياتي لكل العائلة والله شاهد على كل ما كتبت ولا تحزنوا لفراقي. لا تحزنوا وافتخروا بابنتكم النادرة الوجود.
أحبكم جميعا (إلا البكاء يا أمي) لا تبك
إلى اللقاء، إلى ملتقى عاجل أو آجل في دار الآخرة الجنة إن شاء الله.
وشكرا على كل شيء.
كرونولوجيا ماقبل الإختفاء.
الخميس 2 ماي 2002 انتهت الحصة الدراسية الصباحية على الساعة 10 ونورة لم تعد إلى البيت بحجة حضور حصة التوجيه
الجمعة 3 ماي 2002 نورة تتغيب عن الحصص طيلة اليوم
السبت 4 ماي 2002 نورة لم تحضر إلى الإعدادية لليوم الثاني
الإثنين 6 ماي 2002 - نورة تذهب إلى الإعدادية ولكن الأستاذة لم تسمح لها بدخول القسم طالبة منها الإتيان بورقةالسماح بالدخول.
- الحراسة العامة تطلب من نورة إحضار ولي أمرها.
-عادت لتقول للأستاذة سأحضر شهادة طبية.
الثلاثاء 7 ماي 2002 نورة تقدم ورقة السماح بالدخول ولكن الأستاذ يكتشف أنها مزورة فتم توقيفها عن الدراسة إلى حين إحضارولي الأمر.
الأربعاء 8 ماي 2002 نورة ترجع إلى البيت على الساعة 30:8 صباحا بحجة غياب الأستاذة، في المساء خرجت من البيت على الساعة الثانية بعد الزوال
الخميس 9 ماي 2002 لم تذهب إلى الإعدادية بحجة غياب الأستاذة في الحصة الأولى وخرجت على الساعة الرابعة مساءً حاملة محفظتها وتفرجت على الرسوم المتحركة مع أخواتها وعلى شريط للكراطي مع أبيها
الجمعة 10 ماي 2002 صباحا: ذهبت نورة لحصة الرياضة ولكنها بقيت في مستودع الملابس تبكي وعادتإلى البيت قبل وقتها المعتاد.
مساءً: قامت بالإستعداد للذهاب إلى الإعدادية بشكل عادي جدا وسلمت على أمهافأجابتها: الله يعاون.
-أبو زميلتها خديجة: شاهد نورة رفقة ابنته وهو جالس في المقهى وذلك بعد خروجهما من الإعدادية.
-نورة تعلن لزميلتها خديجة أنها قررت الهروب وسلمت إليها دفترا ورسالة وداع لأمها.
- الاثنين 13ماي :نشر خبر الغياب في جريدة "الاحداث المغربية"
-الثلاثاء 14ماي :إحدى الجارات في الاتحاد الاشتراكي تنشر الخبر دون علم أسرة نورا مع رقم الهاتف -بدأ الاتصال من "فاعل الخير" ..!.
...و اختفت نورة مكتفي
يقر كل من يعرف نورة بأنها حسنة السلوك وذات أخلاق عالية، إلا أنها غامضة بعض الشيء، كما يقر البعض كذلك أن سر اختفائها يكمن في تغيبها على غير عادتها عن بعض الحصص الدراسية ولانعدام (تجربتها) فقد انكشف أمرها بسرعة، حيث تسارعت الأحداث في أسبوع واحد مباشرة بعدما منعت من الاستمرار في دراستها إلا بعد إحضار ولي أمرها فخافت من الفضيحة فقررت الفرار تاركة رسالة إلى أسرتها غلفتها بأنها ذهبت لتقوم بعملية استشهادية!.
يقول السيد بوعزة مكتفي والد نورة بعدما اكتشف تأخرها غير العادي عن الالتحاق بالمنزل لبضع دقائق: "لما عدت على الساعة السادسة و20 دقيقة مساء يوم الجمعة 10 ماي 2002 ،لاحظت عدم وجود نورة بالبيت فسألت عنها فقيل لي أنها لم تأت من المؤسسة بعد ، ولكن بعد جلوسي إلى المائدة أحسست بشيء غريب جعلني أتوقف عن الأكل فازداد توجسي مما دفع بزوجتي إلى أن تهرع إلى البحث عن نورة " . وفي الوقت الذي كانت فيه أم نورة مسرعة في درج العمارة التقت بزميلة ابنتها في الدراسة وصديقتها الوحيدة خديجة عند باب العمارة وأخبرتها بأن نورة "قد ذهبت بدون رجعة" ،وسلمتها رسالة منها، ومن هول الصدمة سقطت الأم مغشيا عليها توجه الأب إلى دائرة الأمن أخبره أحد رجال الشرطة ب أن يستمر في البحث لمدة 48 ساعة كاملة، قبل أن يطلب مساعدتهم!! وبدأت سلسلة الأتعاب والقلق والأرق الذي لازم الأسرة في ظل الغموض وغياب الخيوط المساعدة على التعجيل برجوع نورة إلى ذويها؟ فلقد شعرت الأسرة بأنها وحيدة أمام هذه المصيبة ،فالشرطة تقول لهم "ابحثوا وإذا وجدتم جديدا أخبرونا!!!" وأسرة صديقتها تتملص من التعاون وتقصر علاقة نورة بخديجة بالرسالة التي أوصلتها وكفى رغم
أنهما تذهبان يوميا معا وتعودان معا وتجلسان في طاولة واحدة داخل الفصل معا، وتتغيبان معا صباح كل خميس منذ بداية الدراسة إلى أن اكتشف أمر ذهابهما مع شاب أسمر ،قالت نورة بأنه (صديق) خديجة وقالت خديجة بأنه (صديق) نورة، لكن الشرطة لم تستطع التعرف على هذا الشاب الذي لو رأته أمها لعرفته!وأفادنا عميد الشرطة القضائية بأن الحادث إجرامي وأن الملف مفتوح والبحث جار عن الجناة، وأكد أن فحوى الرسالة لا أساس له من الصحة.
أما خالة نورا فتؤكد أن ما قالته نورا في رسالتها غير معقول، فليس لدينا أي علم بأن هناك جمعيات تأخذ الفتيات لذلك، فقد استغلها البعض لأنها في سن حرجة، وأضافت :إن الناس في الأردن ووجدوا الحدود مغلقة عليهم فما بالك بنا نحن هنا في المغرب، فقد استغلوها وهي ضحية لأنها بدون تجربة.
هل يكمن سر الإختفاء في الخوف من العقاب؟
عندما اكتشفت الأم يوم 2002/05/8 أن نورة و خديجة لاتدرسان كل خميس من الساعة 10 إ لى 12 زوالا ورغم ذلك لا ترجعان إلى المنزل قررت أن تخبر أم خديجة ووضعتا خطة ليتعرفا على المكان الذي تذهبان إليه، تقول أم نورة: "ذهبت إلى الإعدادية بعدما لاحظت كثرة الغياب لنورة عن الدراسة في ذلك الأسبوع بحجة عدم حضور الأساتذة ،وطلبت من الحراسة العامة استعمال الزمن فاكتشفت أنها وزميلتها خديجة كانتا لا تعودان مباشرة إلى المنزل بعد انتهاء الحصة الأولى على الساعة العاشرة صباحا من كل خميس، وفي نفس اليوم أخبرت جارتي (أم خديجة) واقترحت عليها أن نختفي لهما لنعرف أين تذهبان واتفقنا على أن نلتقي على الساعة 9:30 صباحا أمام إعدادية التشارك (المؤسسة التي تدرسان بها) ولكن الخطة لم تتم لأن أم خديجة قد أخبرت ابنتها بما توصلت إليه، مما جعل الطفلتان تعلمان مسبقا بأن أم كل واحدة منهما تنتظرها في الخارج، ولما خرجتا توجهتا إلينا بوجوه متغيرة ". وأردفت أم نورة: " سألتهما عن مكان قضائهما لهاتين الساعتين طيلة هذه المدة، فأجابت خديجة بأن أستاذة الرياضيات كانت تعوض لهم بعض الحصص!! فطلبت منهما مقابلة الأستاذة فأجابت خديجة بسرعة إنها
لا تحضر إلا يوم الثلاثاء!" وفي طريقنا إلى المنزل لاحظت أن هناك شخصا يراقبهن ويتتبع خطواتهن بل ويسير وراءنا، فسألت ابنتي تقول أم نورة هل تعرفين ذلك الشاب الأسمر صاحب القميص الأزرق، فأنكرت وسألت خديجة فأنكرت هي الأخرى ،فأكدت لأم خديجة بأن ذلك الشاب يتبعنا ،ولكن لما أكثرنا الالتفات إليه وقف قرب حائط فرن يدخن سيجارته".
وأضافت أم نورة "لما وصلنا إلى البيت ضربت ابنتي لأعرف أين كانت تذهب طيلة تلك المدة، ثم توجهت مساء ذلك الخميس إلى الإعدادية، وسألت جميع الأساتذة وأكدوا لي بأنها حسنة السلوك" واكتشفت الأم بأن ساعتين أخريين كانتا تستغلانهما مساءا من الثانية إلى الرابعة خارج أسوار الإعدادية حتى جاء يوم الاختفاء، ويذكر أن الحارسة العامة بالإعدادية قد بعثت بخديجة لتخبر أم زميلتها كما أكدت أم نورة ولكن خديجة لم تقم بما كلفتها به الحارسة العامة، وأضافت : "لقد أخبرتني زميلة أخرى لابنتي اسمها هند بأنها كانت ستهرب يوم الأربعاء 2002/05/08 ولكنها أقنعتها بالعدول عن ذلك" واقترحت هند على نورة أن تبعث لأم هذه الأخيرة بأمها لتحل معها (المشكل) ولكن نورة رفضت وقررت (الفرار) خوفا من أمها حسب أقوال هند التي بادرت بإخبار أم نورة، ولكن زميلتها منعتها من ذلك، وتحكي السيدة مليكة عن هذه اللحظة قائلة: "بعدما سمعنا دقا بالباب ذهبت نورة لتفتح فعادت بعد دقائق ولما سألتها عن الطارق قالت: إنها زميلة لي في الدراسة، عرفت فيما بعد أنها هند أتت لتخبرني بقرار (فرار) ابنتي ولكن نورة منعتها من ذلك ولم تسمح لها بالدخول".
وأكد السيد مكتقي رفض أبو خديجة تزويده بالمعلومات خصوصا وقد قال للسيدة مليكة (والدة نورة) عند خروجهم من دائرة الأمن: "إن ابنتك عند (رجل) بسيدي مومن"!!
ونحن نجري هذا التحقيق مع أسرة نورا إذ دخلت امرأة وقطعت علينا الحديث عارضة على أم نورا أن تذهب معها للتو إلى مكان ما فيه امرأة مغشي عليها وقد تتحدث بما يفيد معرفة المكان الذي تحتجز فيه التلميذة نورا !.
الجري وراء السراب
الثلاثاء 2002/05/14 على الساعة 9:45 د اتصل مجهول بالسيد مكتفي وهو في دائرة الأمن و أخبره بأن ابنته موجودة بمدينة الرباط عند شخص يدعى الساري يعمل بوزارة الثقافة يختطف الفتيات الصغيرات من البيضاء ويذهب بهن إلى أكدال (بمقهى "زينت") و أفاده كذلك بأن هذا الشخص يتاجر في الفتيات ويرحلهن إلى السعودية وعندما طلب الأب من المجهول رقم سيارة ذلك الشخص الذي يتاجر بالبنات الصغيرات رفض ذلك معللا بأنه يملك أكثر من سيارة واحدة. ادعى المجهول بأن اسمه "حسن المومني" و أنه يعمل ONCF بأكدال وقد أعطى الأب رقم هاتفه النقال ورقم هاتف الشركة ليتصل به،كما أخبره أنه مستعد لإطلاعه على صور ابنته ولكن هذه الخطوط لا تجيب أبدا وأمده بهاتف آخر يرن و لا أحد يجيب، ولما طلب منه والد نورة أن يلتقي به استجاب، وحددا معا الزمان والمكان باقتراح من ذلك الشخص (المجهول) و للإشارة فقد اتصل السيد مكتفي بالرقمين اللذين أمدهما به المدعو"حسن المومني" لكن بدون جدوى، و قد تتبعت الشرطة المكالمة كلها وبعد ذلك اتصلوا بولاية أمن الرباط.
توجه والد الفتاة المختفية إلى مكان اللقاء بشارع أطلس وطيلة الطريق كان المدعو "المومني" يتصل به ويسأله عن مكان وصوله، وأوصاه بأن يأتي مع شخص آخر وفضل بأن يكون الشخص الثاني رجلا لأن المختطف قد يكون مسلحا ونصحه بأن يتفاهم معه حتى يحصل على ابنته، أخبر الأب ذلك (المجهول) بأنه قد وصل إلى الرباط ، وقبل ذلك تبادلوا الأوصاف ليتعرف بعضهم على بعض فالأب قدم أوصاف السيارة ولونها والمدعو "المومني" قدم له ألوان الملابس التي يرتديها ،وفي الطريق كانت الأم تدعو له لأنه أراد أن يساعدهما على وجود ابنتهما، وأخبرهم بأن المختطفين قد قطعوا شعر نورا وغيروا لها الهندام وزودوها بهاتف نقال وكشف لهم عن رقم هاتفها ،وأن هناك فتاة "وسيطة" تأتيه بهذه المعلومات وقد بعثها لتأتي له برقم المنزل، وأضاف بأن المختطف يُخرج الفتيات من الساعة الخامسة مساء إلى الساعة العاشرة ليلا في المقهى وحذرهم من "عيونه" ولكن لما وصل الوالدان إلى المكان المعلوم على الساعة 14و30د تقريبا انقطع الاتصال من "فاعل الخير" المجهول.
يقول أبو نورة: "لما وصلنا إلى الشارع رأيت شخصا بنفس المواصفات التي حددها لنا المومني ولما رأته أم الفتاة ذهبت إليه مسرعة ووضعت يدها على كتفه قائلة: هل أنت هو حسن؟ فأجابها بالنفي ولم يلتفت إليها وانصرف مسرعا ،وفي آخر شارع الأطلس اختفى المدعو "حسن المومني" واختفى معه أول خيط لفك لغز اختفاء نورة. ولما تم الاتصال به في الرقم الذي قدمه للسيد بوعزة أب الفتاة المختفية لم يجب رغم تكرار الاتصال وللحادث بقية .
أقوال الزميلات:
خديجة .ض...اللغز المحير!!
تقول خديجة: "تعرفت على نورة مكتفي، خلال هذه السنة الدراسية، ذلك أننا ندرس معا بنفس الفصل ونتقاسم نفس المقعد ، وكذلك هي جارتي في السكن، ورفيقتي في الطريق، نذهب سويا إلى المدرسة، وأحيانا ترافقنا صديقتي هند، حين يتوافق توقيتنا الدراسي.
سلوك نورة محافظ، وهذا ما دفعني إلى اختيارها صديقة لي، وما جعل والدتي ترحب بصداقتي لها.
السمة الغالبة في شخصية نورة، هي تفضيلها الصمت على الكلام، حتى أنني كنت دائما ألح عليها لتشاركني الحديث، فتجيبني دائما "الكلام كثير والسكوت أحسن".
ابتدأت مشاكل نورة قبل الاختفاء، ابتداء من الخميس 2 ماي، خرجنا من المدرسة على الساعة العاشرة صباحا، عدت أنا للبيت، وبقيت نورة بالمدرسة حتى الساعة 11، وهذه الفترة حصة فارغة في استعمال الزمان، وعندما عادت أخبرت أمها أنها حضرت توجيها تربويا داخل المدرسة.
عند ذلك أخبرتها الأم أنها اكتشفت قبل مدة وجيزة، أن الحصة الثانية من العاشرة إلى الثانية عشرة فارغة في استعمال الزمن، ومنذ بداية السنة الدراسية لا علم لها بذلك.
فما كان من نورة، إلا أن تكذب وتقول بأنها كانت ترافقني لمقابلة صديق لي، فلم أستطع أن أكذب الأمر، عندما رأيت نورة تبكي، خفت عليها، ولم أرد إحراجها.
عدت إلى المنزل فأخبرت أمي، بما وقع لي مع نورة، فطلبت مني أن أرافقها عند أم نورة لأخبرها بالحقيقة، إلا أنها لم تصدقني.
لم أر نورة يومي الجمعة من الساعة 4 إلى 6h، والسبت، فهي لم تحضر إلى المدرسة، إلا يوم الإثنين 6 ماي، دخلت الحصة، فطلبت منها الأستاذة إحضار ورقة السماح بالدخول إلى الحصص الدراسية، تبرر بها غيابيا، من الحراسة العامة.
ذهبت نورة إلى الحارس العام، فأمرها بإحضار ولي أمرها، ثم عادت إلى القسم، حملت كتبها، وأخبرت الأستاذة أنها ستذهب لتحضر شهادة طبية تبرر بها هذا الغياب.
التحقنا بالقسم يوم الثلاثاء، فقدمت نورة ورقة السماح ولا علم لي بحقيقتها ، للأستاذ، الذي اكتشف تزوير توقيع الحارس العام. فتم توقيفها عن الدراسة إلى حين إحضار ولي أمرها.
ويقال بأن أحد التلاميذ داخل المدرسة يقوم بتزوير هذه الوثيقة ويبيعها للتلاميذ المتغيبين.
المهم، أن نورة لم تخبر والديها بقرار الإدارة في حقها، وظلت تحضر بشكل منتظم إلى المدرسة دون أن تتمكن من حضور حصصها الدراسية، وتبقى خارج المدرسة، ثم تعود إلى البيت معنا في الأوقات المعتادة، حتى لا تكشف والدتها أمر غيابها.
في هذه الفترة أخبرتني نورة، أنها قررت الهرب، فطلبت منها أن لا تفعل، مراعاة لمشاعر والديها، فكان جوابها بأن لا والدين لها، وأن أمها ليست أمها وإنما هي خالتها.
في يوم الجمعة 10 ماي، التقيتها صباحا بالمدرسة وهي تبكي، وعندما سألتها عن السبب، أخبرتني أن ما يبكيها، هو عدم تمكنها من حضور حصصها الدراسية، وبعد ذلك ذهبت لمستودع الملابس في إحدى حصص الرياضة لقسم آخر.
في الساعة السادسة مساء، وجدتها عند باب المدرسة، سلمت علي، وأخبرتني بقرار الهروب حسبت الأمر في البداية مجرد مزاح، لكنها أكدت لي أنه قرار لا رجعة فيه، وقالت إن كنت صديقتي حقا فلا تسأليني أين سأذهب.
رجوتها ألا تفعل، حفاظا على سمعة والديها، وعلى سمعتها، وطلبت منها على الأقل أن تخبرني أين تنوي الذهاب، فأعطتني كتابا ورسالة، قالت بأن فيها كل المعلومات المطلوبة، وطلبت مني إيصالها لوالديها.
أخذت الرسالة، ورجوتها مرة أخرى بألا تحرجني، ولكنها صممت على قرارها بالهرب.
لم أطلع على الرسالة، إلا عندما طلبت مني أم نورة ذلك، بعد أن سلمتها إياها.
استدعتني الشرطة فور التبليغ عن اختفاء نورة، وهذا ما أدليت به، فليس لدي معلومات أخرى أخفيها.
أما عن وجهة نظري حول مضمون الرسالة، فإنني أعتبره مجرد كلام، أرادت به نورة تضليل والديها، فما كتب لا أصدقه. نورة لا تعاني من المرض المذكور، ولم يثبت أنها تفاعلت مع القضية الفلسطينية بشكل غير عادي.
لا أعرف شيئا عن علاقتها العاطفية، إلا أنه كان يتبعها شاب لا نعرفه، عندما نكون عائدات من المدرسة، دون أن نكلمه أو يكلمنا، وفي إحدى المرات رجعت نورة عنده فتكلمت معه، ثم التحقت بنا، ولم أسألها عن علاقتها به، كون الأمر لا يعنيني أو يهمني، وهي لا تريد إخباري،
لا أعرف غير ذلك، فلو كنت أعرف لأخبرت أمها، فنورة صديقتي وأنا حريصة على مصلحتها.
نداء خديجة لنورة لنورة:
أطلب منك يا نورة أن تعودي، فقد اشتقت إليك، إنك عزيزة علي وأتمنى أن يظهر لك أثر في أقرب وقت.
هند .و هل تكشف ما عجزت عنه خديجة؟!
تقول هند: "نورة مكتفي، تدرس مع صديقتي خديجة .ض في نفس القسم الدراسي، كنت أرافقهما أحيانا في الطريق، خاصة في الأوقات الدراسية المتشابهة بيننا.
أما ما أعرفه عن شخصيتها، هو أنها قليلة الكلام، فنادرا ما تعبر عما تحس به لأحد، فهي تبدو غامضة، وتفكيرها مضطرب، مرة تقول إن والديها متوفيان، ومرة أخرى مطلقان، وأن من تسمى أمها هي خالتها، وأن ليس لها إخوة..، وهذه أشياء طبعا لا أساس لها من الصحة.
في أحد أيام الأسبوع الذي كانت تتغيب فيه نورة عن الدراسة، أخبرتني أنها لا تريد أن ينكشف أمر التلميذ الذي زور لها توقيع الحارس العام، في ورقة السماح بالدخول إلى القسم لمتابعة حصصها الدراسية، وذلك حتى لا تكون سببا في إثارة المشاكل.
وفي الفترة الأخيرة ، تحدثت لنا أنا وخديجة عن احتمال هروبها، وذلك بسبب تضايقها من معاملة أمها السيئة، ومراقبتها المستمرة لها.
ولقد طلبت منها أن لا تفعل، بل ورجوتها، حتى لا تشوه سمعتها، وسمعة والديها، وطلبت منها أن تصارح أمها إن كانت لديها مشاكل.
وبعد ذلك قررتُ إخبار والدتها، إلا أن نورة منعتني ورجتني، حتى لا تتعرض لضرب أمها.
آخر يوم رأيت فيه نورة، كان يوم الجمعة صباحا، وجدتها تبكي بمستودع الملابس أثناء حصتي الرياضية، فلم أسألها، وهي لم تخبرني بأي شيء.
بعد الإعلان عن غياب نورة ، جاءتني والدتها، وطلبت مني أن أسأل خديجة إن كانت تعرف مكان ابنتها، ولكن خديجة أكدت لي أنها لا تعرف، وأن نورة لم تخبرها بمكان اختفائها.
نداء هند إلى نورة:
إن ما فعلته غير لائق، لقد حطمت كرامة والديك، ورغم ذلك يمكنك العودة والاعتذار لهم، وأتمنى أن تعودي.
إسماعيل العلوي
عزيزة بوعنان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.