أعلنت متحدثة باسم الأممالمتحدة أن المنظمة الدولية ستباشر خلال أيام تدريب مراقبين عرب، بناء على طلب الجامعة العربية لإرسالهم لاحقا إلى سوريا، فيما دعا «الجيش السوري الحر» لقرار دولي تحت الفصل السابع من أجل حماية جرائم النظام، في الوقت الذي وجهت فيه باريس اتهاما مباشرا إلى إيران بانتهاك الحظر وتزويد سوريا بالسلاح. وذكرت المتحدثة، أول أمس، أن هذا القرار يأتي ردا على طلب رسمي تقدمت به الجامعة العربية على أن يبدأ التدريب في القاهرة، بعد الاجتماع العربي الوزاري المقرر، الأحد المقبل، في العاصمة المصرية لمناقشة تطورات الوضع في سوريا وعمل المراقبين. في هذه الأثناء، دعا الجيش السوري الحر، أول أمس، مجلس الأمن إلى إصدار قرار ضد النظام السوري تحت الفصل السابع الذي يتضمن استخدام القوة. وقال في بيان: “إننا في الجيش السوري الحر وانطلاقاً من حرصنا وواجبنا تجاه شعبنا السوري ندعو جامعة الدول العربية إلى إحالة الملف السوري بأقصى سرعة ممكنة إلى مجلس الأمن الدولي، كما ندعو المجتمع الدولي ممثلاً بمجلس الأمن إلى التدخل الفوري عبر إصدار قرار ضد النظام تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة وذلك حرصاً على السلم الأهلي باعتباره جزءاً من السلم والأمن الدوليين بالمنطقة”، وفق (أ.ف.ب). قتلى بينهم منشقين وعلى الأرض، لا يزال النظام السوري يواصل القتل الممنهج في حق المتظاهرين السلميين المناهضين لحكمه، فقد أكَّدت لجان التنسيق المحليّة في سوريا أن 21 شخصًا قتلوا برصاص قوات الأمن في أعمال عنف لم تنحسرْ على الرغم من خطة سلام عربيَّة يتحقق من تنفيذها مراقبون أوفدتهم جامعة الدول العربيّة. وذكرت الهيئة العامة للثورة السوريَّة أن تسعة من القتلى سقطوا في حمص، وأربعة في الحسكة وواحدًا في كل من حلب وإدلب إضافة إلى خمسة جنود منشقين في إدلب. وأوضحت الهيئة أن فلسطينيًا يقطن في مخيم العائدين بحمص يعمل سائق سيارة أجرة قُتل أيضًا، أول أمس، إذ وجده الأهالي محترقًا هو وسيارته. وأشارت إلى أن قوات الأمن قصفت الزبداني بريف دمشق، في حين سقط جرحى في مضايا جراء قصف من الجيش، كم سُمع دوي انفجار قوي قرب حي القدم في دمشق. وفي حمص، ناشد أهالي حي بابا عمرو المجتمع الدولي التدخل بسرعة قبل هجوم مرتقب يقولون: إن قوات الأمن تعد له، وفي حلب اقتحمت قوات الأمن المدينة الجامعيّة واعتقلت عددًا من الطلاب، وفي منطقة جبل الزاوية قصفت الدبابات بلدتي بليون وكنصفرة ثم اقتحمتهما. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرًا له أن إطلاق مليشيات تابعة لنظام بشار الأسد النار بشكل عشوائي أسفر عن مقتل خمسة من بينهم امرأة، وإصابة تسعة في مدينة حمص. وأوضح المرصد أن خمسة جنود قتلوا حين حاولوا الانشقاق عن الجيش السوري خلال اشتباك مع مسلحين في محافظة إدلب الشمالية الغربية مشيرًا إلى أن 15 جنديًا تمكّنوا من الانشقاق. باريس تتهم طهران وفي باريس، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، أول أمس، أن إيران انتهكت مرات عدة الحظر المفروض عليها من خلال تزويدها سوريا بالسلاح، حسب مجموعة خبراء تابعين للأمم المتحدة. وصرح مساعد المتحدث باسم الوزارة رومين نادال خلال لقاء صحافي بأن “مجموعة خبراء الأممالمتحدة حول إيران أبلغت مجلس الأمن الدولي بعدة حالات انتهاكات من أو إلى إيران لقراري حظر الأسلحة 1747 و1929 الصادرين عن مجلس الأمن الدولي”. وكان نادال يرد على أسئلة حول معلومات أمريكية مفادها أن طهران تزود دمشق بالأسلحة لمساعدتها على قمع المتظاهرين. وقال “إن تزويد الأسلحة غير شرعي ويثير الصدمة، لأنه يصب في مصلحة نظام اختار القمع الذي أشار إليه مجلس الأمن الدولي مراراً بأنه يرقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية”. وأضاف “إننا نندد بهذه الانتهاكات وندعو إيران وسوريا إلى الالتزام التام بقرارات مجلس الأمن الدولي”. في المقابل، أكد الحرس الثوري الإيراني أنه لم يتدخل حتى الآن في شؤون سوريا الداخلية، في إشارة إلى تقارير أمريكية تحدثت عن تورط فيلق القدس التابع للحرس الثوري بقيادة الجنرال قاسم سليماني بتزويد سوريا بأسلحة للمساعدة على قمع الاحتجاجات. وقال مصدر في الحرس في تصريحات نشرتها قناة “العربية” على موقعها، إن “إيران تعتبر ما يجري في سوريا شأناً داخلياً لكنها ملتزمة اتفاقية دفاعية، ولن تتركها وحدها في حال تعرضها لاعتداء خارجي”. وأضاف “نرى حتى الساعة أن الوضع في سوريا جيد”، مشيراً إلى اتصالات لتقييم الأوضاع. وتابع “على الأقل فإن إخواننا في سوريا يقولون إن الأمور جيدة وهم يتوقعون الحسم في غضون شهرين”. وأكد المصدر الذي وصف نفسه بالمخوّل عبر مكاتبات تمت بواسطة الإنترنت أن “كل التقارير تؤكد أن الأوضاع في سوريا مستقرة، ولا داعي للقلق، لكن ما نخشاه فقط حصول انشقاق في الجيش وهذا لم يحصل حتى الآن”.