قصف بالأسلحة الثقيلة لمدن سورية والجامعة العربية تناقش تقرير البعثة قال ناشطون إن القوات السورية قصفت بالأسلحة الثقيلة مناطق في دير الزور وحمص وإدلب، بينما تواترت الانشقاقات والاشتباكات بين الجيش النظامي والمنشقين. وكانت الهيئة العامة للثورة السورية قالت إن 29 مدنيا قتلوا أول أمس برصاص الأمن والجيش السوريين، وأوضحت أن معظم القتلى سقطوا في حمص وإدلب وريف دمشق. وقال ناشطون إن عددا من هؤلاء لقوا حتفهم حين أطلقت القوات السورية قذائف وفتحت نيران الرشاشات على ساحات اعتصام. وأوردت لجان التنسيق المحلية أن القوات السورية قصفت بالأسلحة الثقيلة منطقة الطيانة في دير الزور، مما أسفر عن جرح عدد من المدنيين، بينما اعتقل نحو 30 في حملة مداهمات متزامنة في البلدة. وترافق القصف والمداهمات في الطيانة مع إطلاق نار كثيف في حيي الجورة والقصور بدير الزور، وفقا للمصدر نفسه. وتحدث ناشطون عن قصف ساحة الاعتصام في سراقب بإدلب لليوم الثاني على التوالي مما أوقع جرحى. ولم تمنع الحملات الأمنية والعسكرية التي أوقعت نحو ثلاثين قتيلا أول أمس من خروج مظاهرات مساء أمس في عدد من المحافظات، بينها حمص ودرعا وحلب وإدلب، حسب صور بثها ناشطون على الموقع الاجتماعية. في الأثناء تزايدت حوادث انشقاق العسكريين والاشتباكات بينهم وبين القوات النظامية. وتحدث ناشطون عن اشتباكات عنيفة الليلة الماضية بين الجيش السوري الحر والقوات النظامية في حيي الخالدية والبياضة على وجه الخصوص، مشيرين إلى سماع أصوات انفجارات قوية. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أشار في وقت سابق إلى مقتل 11 جنديا نظاميا وجرح عشرين آخرين، في اشتباكات عنيفة مع منشقين عن الجيش في بلدة بصرى الحرير بدرعا. وتزامنت المواجهات مع انشقاق ما لا يقل عن تسعة عسكريين في هذه البلدة. وفي حماة أعلن العقيد عفيف محمود سليمان من فرقة الإمداد والتموين بالقوات الجوية التابعة للجيش السوري انشقاقه مع خمسين عسكريا. وتلا سليمان بيانا جاء فيه أنه والعسكريين الآخرين انشقوا احتجاجا على قتل المدنيين، وأنهم سيعملون على حماية المدنيين في حماة التي سمع إطلاق نار في عدد من أحيائها الليلة الماضية، وفقا لناشطين. وكان منشقون قد أسروا قبل أيام عشرات الجنود النظاميين وقتلوا وجرحوا آخرين في إدلب، مع أن الجيش السوري الحر كان أعلن وقف هجماته على القوات السورية أثناء وجود بعثة المراقبين العرب بسوريا. ولوح قائد الجيش الحر العقيد رياض الأسعد مؤخرا بعمليات نوعية ضد أهداف تابعة لنظام الرئيس بشار الأسد ردا على قتل المدنيين، وتوعد بإزاحة النظام بقوة السلاح. إلى ذلك، ناقشت أمس الأحد اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأوضاع في سوريا التقرير الأولي لرئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا الفريق محمد الدابي، في وقت قالت فيه مصادر بالجامعة إن قطر اقترحت مساعدة فنية من الأممالمتحدة لمساعدة المراقبين. وعلم مراسل الجزيرة في القاهرة من مصادر قريبة من المراقبين أن التقرير يشير إلى استمرار ممارسات الجيش وقوات الأمن لأعمال العنف ضد المتظاهرين. وحسب هذه المصادر فإن التقرير يشير إلى أنه رغم الإفراج عن مئات المعتقلين لا يزال هناك معتقلون في مواقع غير معلومة، حسب شكاوى وردت إلى المراقبين من الأهالي في بعض المدن إضافة إلى أن سحب السلاح والآليات من المدن السورية لم يتما بالصورة المطلوبة. كما يتضمن التقرير معلومات عن تهريب للسلاح إلى الأراضي السورية. ومن المتوقع أن يناقش الوزراء العرب ما اذا كانوا سيطلبون من الأممالمتحدة مساعدة بعثة المراقبين. ونقلت وكالة رويترز عن مصادر بالجامعة العربية قولها إن الاقتراح الذي تقدمت به قطر يتضمن دعوة فنيين من الأممالمتحدة وخبراء في مجال حقوق الإنسان لمساعدة المراقبين العرب في تقييم ما اذا كانت سوريا تفي بتعهدها بوقف الحملة. وأضاف المصدر أن الجامعة ربما تطلب أن يكون الفريق الدولي الذي سيساعد البعثة من العرب. وسيناقش الوزراء أيضا إجراءات للسماح للبعثة بالعمل على نحو أكثر استقلالا عن السلطات السورية. في السياق قال مدير مكتب الجزيرة في القاهرة عبد الفتاح فايد إن اجتماع اللجنة الوزارية العربية سيتضمن صورا عن الأوضاع في سوريا. وأكد المراسل نقلا عن مصادر في الجامعة أنه في ضوء ما سيرد في التقرير ستتخذ الخطوات المقبلة، مشيرا إلى أنه لا توجد نية لسحب المراقبين. في غضون ذلك نفى رئيس غرفة العمليات المعنية بمتابعة أوضاع البعثة عدنان الخضير مطالبة أي دولة عربية بسحب البعثة بعد أن تعرضت لانتقادات واسعة. واستبعد الخضير أن يناقش اجتماع اللجنة الوزارية مسألة سحب بعثة المراقبة، وأوضح أن سحب أو استمرار عمل البعثة يعود إلى مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية بكامل هيئته. وكشف أن عشرة من المراقبين من الأردن انضموا إلى فرق المراقبين السبت، وأوضح أن 43 مراقبا وصلوا إلى دمشق الجمعة، وهم من الكويت والبحرين والسعودية والعراق ومصر، ليبلغ عدد المراقبين الموجودين بالأراضي السورية 163 مراقبا. كما أكد الخضير أن هناك حرصا من جانب الدول العربية على إرسال مزيد من المراقبين لتدعيم مهام البعثة في سوريا ودعم فرق المراقبين بوسائل النقل والتجهيزات والمعدات التي تسهل عملها. في المقابل نقلت وسائل إعلام عربية عن بسمة قضماني المتحدثة باسم المجلس الوطني السوري المعارض قولها إن الجامعة العربية يجب أن تعترف بأن مهمتها لمراقبة الوضع قد فشلت وأنه ينبغي عليها أن تسلم المهمة إلى الأممالمتحدة. في سياق منفصل انتقد رئيس حزب السعادة التركي مصطفى كمالاك السبت سياسة رئيس وزراء بلاده رجب طيب أردوغان تجاه سوريا. وبشأن وجود عناصر «الجيش السوري الحر» في تركيا وقيامه بعمليات على الأراضي السورية، قال كمالاك إن حزبه سيستفسر من الحكومة التركية حول أسباب استضافة تلك الجهات. وتابع «أعتقد أن الأفكار حول وجود «إرهابيين» في تركيا يعملون ضد سوريا أفكار اصطنعت لزعزعة العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين»، وختم «أتينا إلى سوريا لنرى الوضع ونتيقن من الأمور، وسننقل ما رأيناه كما هو على حقيقته دون أي تحريف».