نظم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يوم الجمعة المنصرم تظاهرة ثقافية احتفاء بحلول رأس السنة الجديدة 2962، وجددت الباحثة نورة الأزرق، في كلمة باسم المعهد خلال نفس الحفل، التأكيد على جملة من التوصيات التي يرى أنها كفيلة بتفعيل الأمازيغية في شتى المجالات، من بينها إصدار القانون التنظيمي الخاص بالأمازيغية وتجويد الإنتاج الإذاعي والتلفزي الناطق باللغة الأمازيغية وتعميم استخدام هذه اللغة في المرافق العمومية. وقدم مصطفى جلوق، مدير مركز الدراسات الأنتروبولوجية والسوسيولوجية، عرضا، تناول فيه النظرة التاريخية للتقويمات الهجرية والميلادية والعبرية والأمازيغية، مذكرا بالعادات والتقاليد التي تزاولها مختلف المناطق المغربية بمناسبة حلول السنة الأمازيغية الجديدة. و أكد أحمد بوكوس عميد المعهد في تصريح له أن " الاحتفال بالسنة الأمازيغية رمز من الرموز الأساسية للعمق التاريخي للحضارة المغربية كما أن الاحتفال بالسنة الجديدة يحيل على الانتماء إلى الحضارة الزراعية، الذي يكسب الثقافة الأمازيغية مجموعة من القيم لها صلة وثيقة بالبيئة والتوازن بين الإنسان والطبيعة من وجهة نظر ثقافية محضة". و دعا المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية إلى ترجمة الفصل الخامس من الدستور، الذي يعتبر الأمازيغية لغة رسمية للمملكة، إلى "سياسات عمومية تعطي للأمازيغية المكانة التي تستحقها". وتم بالمناسبة تكريم عبد القادر أمصري، الذي شغل منصب رئيس قسم الموارد البشرية بالمعهد منذ 2006 وإلى حدود 31 دجنبر من السنة الماضية. وعرضت، خلال احتفالية السنة الأمازيغية الجديدة، أطباق أمازيغية مرتبطة بتقاليد إحياء المناسبة، فضلا عن معزوفات موسيقية أمازيغية أضفت أجواء مميزة على هذا الإحتفال.ويتم الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، الذي تطلق عليه مسميات عديدة (إيض ن إناير أو إخف ن أسكاس أو حكوزا)، بوصفه عيدا تقليديا مرتبطا بالسنة الفلاحية ترجع بداية الإحتفال به إلى 950 قبل الميلاد. يذكر أن السنة الأمازيغية أو التقويم الأمازيغي هو التقويم الذي اعتمده الأمازيغ منذ أقدم العصور وهو مبني على النظام الشمسي، ويعتبر رأس السنة الفلاحية هو رأس السنة الأمازيغية، أي13 أو 14 يناير ميلادية كما يعتبر يناير أو ينير (يعني الشهر الأول في اللغة الأمازيغية) أول الشهور في التقويم الأمازيغي، والاحتفال به هو تقليد قديم راسخ في شمال إفريقيا ترافقه مجموعة من العادات والتقاليد.