«اللهم اسق عبادك وبهيمتك وانشر رحمتك واحيي بلدك الميت، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين» أدعية رددتها جموع المغاربة في مختلف المدن يتقدمهم أطفال الكتاتيب القرآنية وهم يحملون الألواح والذين لبوا نداء صلاة الاستسقاء، صباح أول أمس الجمعة بمختلف جهات وأقاليم المملكة، من أجل طلب الغيت الذي انحبس عن العباد، وإحياء لسنة النبي المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. الرباط وحضر صلاة الاستسقاء بمسجد حسان بالرباط رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران وأحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية والشرقي الضريس الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية ومحمد يسف الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى وحسن العمراني والي جهة الرباطسلا زمور زعير، وكذا ممثلو السلطات المحلية والمنتخبون وعدة شخصيات. وكان الموكب الرسمي لصلاة الاستسقاء قد انطلق صباح الجمعة من أمام المسجد الأعظم الكائن بباب شالة قرب مقر المجلس العلمي المحلي في اتجاه مسجد حسان لإقامة صلاة الاستسقاء، جموع المؤمنين في اتجاه مسجد حسان رافعين أصواتهم بالدعاء والاستغفار متضرعين إلى الباري تعالى بأن يسقي عباده وبهيمته وينشر رحمته ويحيي بلده الميت بأمطار الخير والنماء. رئيس المجلس العلمي المحلي للرباط عبد الله اكديرة بعد الصلاة قال أن «صلاة الاستسقاء تأتي احتداء بالسلف الصالح وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن المؤمنين يلجؤون إلى صلاة الاستسقاء «اذا انحبس المطر وخافوا هلاك الزرع والضرع وإلى الدعاء بالتوبة والاستغفار وتنبيه الناس إلى القيام بالأعمال الصالحة والرأفة والإحسان بالضعفاء من الناس والى العمل على رفع الكرب عنهم ليفرج الله كروبنا». الدارالبيضاء أقيمت صلاة الاستسقاء بعمالة الفداء مرس السلطان بفضاء المحطة الطرقية أولاد زيان،و كان الحضور ملفت للنظر، حيث شاركت في المسيرة مشيا على الأقدام من شارع الدكتور الخطيب جموع غفيرة من المواطنين و حفاظ القرآن و الفقهاء و رئيس المجلس العلمي وعامل العمالة والمنتخبين وكان يتقدمهم أطفال صغار حاملين ألواح قرآنية و تخللت المسيرة أذكار ربانية مختلفة وكانوا يقرأون اللطيف، ويستغفرون ويكبرون ويهللون، « اللهم اسقنا الغيث و لا تجعلنا من القانتين « اللهم اسق عبادك وبهيمتك وانشر رحمتك وأحيي بلدك الميت «عسى رحمة ربي أن تنزل وتنتشر. وكان للمسيرة وقع و إحساس في قلوب المواطنين عبر الشارع ومنهم من التحق للمسيرة و المشهد الرباني دون استدعاء . ولدى الوصول إلى المصلى تمت صلاة الاستسقاء وبعدها ، شدد الخطيب على التوبة النصوح و الرجوع إلى الحق والإستجابة لله ، انطلاقا من قول الله عز وجل «استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا». وحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم «ما من قوم منعوا الزكاة إلا منعوا القطر من السماء». ودعا الجميع الانخراط في التوبة وتطبيق المقتضيات الربانية ومساعدة الفقراء في محنهم والاهتمام بالأرامل ورجوع المسئولين عن غيهم تجاه مسئولياتهم المنوطة بهم من مثل إعطاء كل ذي حق حقه . و لدى انتهاء الإمام أمر الناس بقلب ثيابهم و استقبال القبلة وأخذ بالدعاء ، عسى أن يرحمنا ربنا وهو خير الراحمين . بني ملال حصر عبد الله بالمدني عضو المجلس العلمي لبني ملال وكرسي الإمام الجنيد 4 أسباب تنزل الغيث. وقال عبد الله بالمدني في خطبته بمناسبة صلاة الاستسقاء المقامة بمصلى المدينة إن السبب الأول المطلوب للاستمطار هو الاستقامة و السبب الثاني الاستغفار والسبب الثالث تقوى رب العالمين والرابع التوبة الى الله. وساق الخطيب قصة القوم الذين أتوا عند أبي إسحاق (أحد أطباء القلوب)فسألوه «يا أبا إسحاق إننا ندعوا الله فلا يستجيب لنا لقد تأخر المطر علينا فماذا نفعل ؟» فرد عليهم أبا إسحاق قائلا إن الداء في قلوبكم :عرفتم الله فلم تؤدوا حقه وقرأتم القرآن ولم تعملوا به وقلتم تحبون رسول الله ولم تتبعوا سنته وانتم تلعنون إبليس واتبعتم طريقته وانشغلتم بعيوب الناس ونسيتم عيوبكم وقلتم تحبون الجنة ولم تعملوا لها وقلتم تكرهون النار فلم تهربوا منها وأكلتم نعم الله ولم تؤدوا شكرها ودفنتم موتاكم ولم تعتبروا بهم وأيقنتم بالموت فلم تستعدوا له ،والآن ارجعوا الله يأتي المطر.» ودعا عبد الله بالمدني عموم الناس الى العودة الى الله والتشبث بسنة رسوله والإكثار من الاستغفار الذي يصدقه الفعل والعمل وتغيير حياتنا بالإقلاع عن المعاصي والإقبال على الطاعات .وطمأن الخطيب الناس أن الله سبحانه وتعالى قريب يجيب دعوة الداعي فما عليهم الا العودة والتوبة النصوح وتصديق القول بالفعل. يذكر أن آخر صلاة استسقاء أقيمت في المغرب كانت في يناير من سنة 2007، حيث سار المصلون، ويتقدمهم أطفال بالألواح، في مسيرات بالشوارع، مبتهلين إلى الله سبحانه وتعالى أن ينزل غيثه، ويسقي بهيمته، ويحيي بلده الميت. وشارك في المسيرات التي عرفتها أغلب المدن المغربية، أطفال صغار حملوا المصاحف والألواح. كيفية أداء الصلاة سن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الاستسقاء، وهي ركعتان بعدهما خطبتان يجلس الإمام بينهما، وبعد نهاية الخطبة الثانية يقلب رداءه أي يحول ما على اليمين على اليسار وما على اليسار إلى اليمين ويتوجه إلى القبلة وهو واقف والناس جلوس، ويجهر بالدعاء ومن أشهر الأدعية «اللهم اسق عبادك وبهيمتك وانشر رحمتك واحيي بلدك الميت، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.