سجل عدة متابعين لنشاط حركة 20 فبراير أن الضعف والانحصار وحضور التيار السلفي أهم ما ميز خروجها يوم الأحد 1 يناير 2012، كما لاحظ ذات المتتبعون الانحصار أيضا على مستوى عدد المدن التي شملها الاحتجاج. فضلا عن التراجع الحاصل على مستوى زخمها والذي بات يتأكد يوما عن يوم بعد الخروج المفاجئ الذي سبق أن أعلنت عنه جماعة العدل والإحسان. على مستوى الدارالبيضاء نموذجا وعلى الرغم من محاولة التصعيد من شدة لهجة الشعارات المرفوعة، فإن عدد المشاركين في خرجة حركة 20 فبراير بدرب غلف بالدارالبيضاء لم يتجاوز بضع عشرات وحاول المتظاهرون خلالها فيما يشبه التصنع إظهار أن الحركة مازالت قوية وذلك من خلال رفع شعارات تهم أعلى سلطة في البلد. أما على مستوى كل من مدن طنجة وفاس فقد سجل الحضور البارز للتيار السلفي بالمسيرتين اللتان نظمتا بالمدينتين، هكذا عرفت مدينة طنجة بدورها مسيرة سبقتها حملة تعبوية بالأحياء المجاورة لساحة التغيير وهو الخروج الذي عرف إنزالا لعشرات السلفيين الذين انضموا لشباب الحركة ورفعوا شعارات مطالبة بإطلاق سراح ما يسمونه بسجناء الرأي والعقيدة وحضر إلى جانب ذلك مشاكل التدبير المفوض المتعلقة أساسا بالفواتير التي وصفت بالخيالية والتي يجد الموطن نفسه مجبرا على تأديتها نهاية كل شهر. أما بفاس ولأول مرة فاستمرت التظاهرة لأكثر من يوم وقد انطلقت من مسجد عبد اله بن مسعود بمنطقة ليراك، وقادتها تنسيقية الدفاع عن المعتقلين الإسلاميين و بمشاركة حركة 20 فبراير. إلى ذلك شهد نشاط الحركة ببني ملال عرض أشرطة فيديو في ساحة عمومية لإحراج المسؤولين، وهكذا أقدمت الحركة على عرض لقطات من أشرطة فيديو صورها نشطاؤها خلال مؤازرتهم لفئات فقيرة من المجتمع ببني ملال. وعلق نشطاء الحركة على هذه الأشرطة كونها «تصور بشكل واضح مدى استهتار المسؤولين بالمشاكل الحقيقية للمواطنين المغاربة خاصة سكان أعالي الجبال والفئات المسحوقة في الأحياء الهامشية. وركزت الأشرطة المعروضة على الاعتصام الأخير الذي كانت تخوضه أسر من جماعة تفرت نايت حمزة أمام مقر الولاية دام 3 أيام باتوها في العراء بسبب ما تعرضوا له من تضييق من أحد الخاسرين في الانتخابات التشريعية الأخيرة والذي حسب تصريحاتهم حرض عليهم موظفين في الجماعة منعوهم من التبضع من المحلات الموجودة بالجماعة ومن استعمال وسائل النقل والمعاملات التجارية والاجتماعية والإدارية. وأدى عرض هذه الأشرطة بالساحة العمومية الى تجاوب عريض من قبل المواطنين ما زاد من إشعاع الحركة التي أصبحت على ما يبدو تحرج المسؤولين بنوعية نشاطها. وحاول أحد «الباعة المتجولين» اعتبره نشطاء الحركة «بلطجي مسخر»إثارة الفوضى وسط الحركة لكن الجمهور المتابع للتظاهرة حال دون وصوله الى أهدافه. وللإشارة فان الشباب المكون لهذه الحركة اختار منتهى شارع الشهيد أحمد الحنصالي (بالقرب من ساحة المسيرة) مكانا قارا لنشاطه كل يوم أحد.