سادت حالة من التوتر وسط شباب 20 فبراير، قبيل انطلاق ما أسموه باعتصام التحدي في نسخته الثانية بعد ورود أنباء عن قمع السلطات لمسيرة الرباط، التي كان من المقرر أن تتجه صوب معتقل تمارة الذي تطالب حركة 20 فبراير بإغلاقه وأيضا وقفتي فاس ،دون إغفال المنع الذي تعرضت له بعض عائلات معتقلي ما يسمى بالسلفية الجهادية فجر الأحد 15 ماي بطنجة حين كانوا بصدد التجمع للالتحاق بمسيرة الرباط ما أسفر عن اعتقالات في صفوفهم. ولتزامن الاعتصام مع تاريخ النكبة العربية، حيث حضرت الأعلام الفلسطينية بقوة إلى جانب رايات حركة 20 فبراير في ساحة التغيير التي أصبحت رمزا ومحجا أسبوعيا للمحتجين ، لتصدح حناجر المعتصمين بشعارات مؤيدة للحق الفلسطيني ومنددة بالكيان الصهيوني عند حدود الساعة السادسة مساء موعد انطلاق الاعتصام حسب النداء الصادر عن الحركة، واستمرت الشعارات الخاصة بفلسطين فترة وجيزة قبل أن تعود مطالب الشارع المغربي إلى الواجهة مجددا "كان لابد من تسجيل تضامننا مع القضية الفلسطينية باعتبارها قضية استعمار يجب تصفيته" يقول احد نشطاء حركة 20 فبراير بالمدينة قبل أن يضيف "لكن هذا لايجب أن ينسينا قضيتنا المصيرية التي نعيشها هذه ألأيام فنحن في معركة مفتوحة ضد الاستبداد ". وكما كان مقررا في برنامج الاعتصام،فقد انتشرت حلقات النقاش و التوعية على طول الساحة ،حيث تركزت النقاشات في الغالب على مطالب الحركة وقدم شبابها شروحات مستفيضة و قراءات مختلفة في مسار الحركة وأهدافها ،فيما فضل آخرون الاستمرار في رفع الشعارات، وخلال ذلك نشط بعض الشباب في نقل مستجدات التدخل العنيف الذي نفذته أجهزة الأمن في حق شباب الرباط،متنقلين بين حلقة وأخرى، وقال أحد المواظبين على الحضور في كل المواعيد الاحتجاجية السابقة تعليقا على الدردشات المفتوحة "هذه الخطوة ستشكل قفزة نوعية في مسار الحركة فأن تفتح المجال للشعب للتعبير عن آرائه ومواقفه السياسية بهذا الشكل ويقدم مقترحاته وملاحظاته، يعتبر تجسيدا فعليا لفلسفة الحركة المبنية على كونها ملك لكل الشعب المغربي وليس لأحد ادعاء احتكار قرارها " خاتما كلامه " لقد أعادت الحركة للشعب اعتباره". هذا ولم يمر الإنزال الذي قام به عشرات من السلفيين مرفوقين بعائلاتهم دون تشنج واضح بينهم وبين شباب الحركة، فمباشرة بعد صلاة المغرب التي أداها المعتصمين جماعة قام شباب الحركة بعرض شريط فيديو مذكر بسياق انطلاق الحركة الاحتجاجية في المغرب وكرونولوجيا الأحداث التي رافقتها مرفوقا بموسيقى على خلفية الصور المعروضة الشيء الذي أثار حفيظة بعض السلفيين على ما يبدو حيث طالبوا بإسكات الموسيقى معتبرين ذلك فسادا يجب محاربته،إلا أن الهدوء سرعان ما كان يعود إلى ساحة الاعتصام استجابة للشعار الأثير الذي يرفع عادة عند كل وضع مماثل "بالوحدة والتضامن لي بغيناه يكون يكون"، إلا أن أحد المحسوبين على التيار السلفي نفى أن يكون التيار مسئولا عن هذه التصرفات "نحن لسنا ضد الموسيقى إطلاقا، ومن طالب بإسقاطها لا نعرفهم، غالب الظن أنهم مدسوسين من طرف المخابرات للتشويش على المعتصم". فيما أكد أحد أعضاء التنسيقية المحلية الداعمة لحركة 20 فبراير أن ما حدث لا يعدو أن يكون مخططا مخزنيا للوقيعة بين المعتصمين "المخزن لا يألو جهدا لإجهاض هذا الحراك الشعبي فهو ينشط على كل الواجهات مجربا شتى الوسائل،فبعدما لم تفلح العصي في إسكات المواطنين في واقعة 6 مارس التي سجلت صمودا أسطوريا لأهل طنجة في وجه آلة القمع يعمد الآن إلى محاولة تفجير الحركة من الداخل". عرض آخر ساخر قدمه أحد الناشطين في حركة 20 فبراير تناول مطالب الحركة وانتقد أداء الحكومة والبرلمان في قالب هزلي عرف نفس التشنجات حيث اعترض بعض السلفيين على فقرات بعينها في العرض مما حذا بشباب الحركة إلى الإسراع في الإعلان عن فض الاعتصام على الساعة العاشرة والنصف مساء قبل الموعد المعلن عنه بنصف ساعة تجنبا للأسوأ حسب أحد المنظمين. بعدما ذكر أحد شباب الحركة بالمسيرات الوطنية المزمع تنظيمها الأحد المقبل حاثا سكان المدينة على التعبئة المكثفة لإنجاح مسيرة طنجة التي "يجب أن تظل رائدة على المستوى الوطني" حسب قوله .