اختار مساء يوم الأحد نشطاء حركة 20 فبراير ساحة جدة قرب محكمة الاستئناف بدل الساحة المعهودة التي ألفت فيها الحركة تنظيم وقفاتها الاحتجاجية ،ويتعلق الأمر بساحة 16 غشت أمام مقر الجماعة الحضرية . الساعة تشير إلى السادسة مساء وفي جو مطير عبر حوالي 200 متظاهر عن احتجاجهم ولكن هذه المرة، بصيغة لم نعهدها في الوقفات التي كانت تدعو إليها الحركة ، منذ ظهورها للأكثر من 3 أشهر ونصف. فحلت الشموع بدل الشعارات التي كانت ترفع وتردد ، وخيم الصمت بدل الصراخ والهتاف ، وصور لأحد نشطاء الحركة الذي توفي مؤخرا بمدينة آسفي، حضور أمني مكثف يفوق بكثير عدد المحتجين ، الذين تم تطويقهم من كل جانب من قبل القوات العمومية الأمنية . ولعل ما ميز وقفة اليوم هو العدد القليل الذي شارك في هذه الوقفة ، مع تسجيل غياب مجموعة من نشطاء الحركة الذين تعودوا على الحضور وبقوة خلال هذه المناسبة ، التي عرفت مشاركة كبيرة لأطفال صغار ، كانوا يحملون شموعا مضيئة ولا يعرفون أصلا سبب تواجدهم في هذه اللحظة وفي هذه الساحة ، التي كانت خاوية وفارغة من روادها بسبب الأمطار التي كانت تتهاطل على المدينة ، حيث تعتبر هذه الساحة قبلة ووجهة للعديد من سكان المدينة الذين يطلقون عليها إسم –البحر-. فاستمرت الوقفة لأكثر من ساعة هيمن عليها الصمت لكون المحتجين كانوا يضعون على أفواههم اللصاق ،مكتفين فقط بإشارة النصر.