اعتبر مشاركون في ندوة حول الربيع العربي وسؤال ما بعد الثورات، أن ما حصل من ثورات في عدد من الدول العربية، "كشفت عن معطيات جديدة، وغيرت مجموعة من المفاهيم السائدة حول الشعوب العربية، التي كانت وصفت قبل ذلك بالنائمة". وقال "بيرنانديو ليون"، ممثل الاتحاد الأوربي في دول المتوسط، "بعض الشعوب العربية سحبت البساط من تحت أنظمتها الديكتاتورية، وعبرت عن رغبتها في الحرية والكرامة"، واعتبر أن المنطقة العربية ظهر بها لاعبون جدد، وهم الشعوب العربية التواقة للحرية، وأضاف، "نحن لا نملك إلا أن ندعم مثل هذه الشعوب حتى تحقق استقلاليتها"، وأبدى المسؤول الأوروبي رغبة الاتحاد الأوروبي في أن يكون شريكا أساسيا خلال هاته المرحلة، وأكد على الدور المهم لدول الخليج ولتركيا في مناطق التوتر، مؤكدا على أهميت ذلك في تطوير الديمقراطية في بلدان العالم العربي. وفي نفس السياق، نوه ليون بالإصلاحات التي أقيمت في المغرب، ورأى أن السلطة في المغرب "تدعم الإصلاح السياسي، والأحزاب السياسية تلعب دورا في عملية الإصلاح"، أما بخصوص الموضوع التونسي، اعتبر المسؤول الأوروبي أن "الإسلاميين لهم تقليد طويل كإصلاحيين، منذ الثمانينات اقترحوا إصلاحا ألهم حماس أحزاب أخرى في تركيا مثلا"، يقول المتحدث، وأضاف، "اجبالي له نظرة جديدة وبناءة، يريدون أن ينفتحوا على الجميع، يجب أن نثق بنضج القيادة السياسية التونسية"، كلام للمسؤول الأوروبي الذي أتى بعدما أبدا عبد الرحمان شلقم، مندوب ليبيا بالأمم المتحدة، تخوفه من الإسلاميين، كما قال، شلقم، في مداخلة له بنفس مائدة النقاش حول الربيع العربي، "إن ليبيا تعيش الآن في حرية مطلقة بعد سقوط القذافي"، وأضاف أنه قال للقذافي خلال لقاء جمعه به، قبل اندلاع الثورة ودام ساعتين، "إن الفساد انتشر بشكل رهيب داخل البلد، وإن عليه أن يضع حد لتدخل أولاده، لأنهم مفسدون"، على حد تعبيره، وأوضح شلقم أن القذافي رد عليه بالتأكيد أن كلامه صحيح، وقال، "لكنه لم يقم بشيء، حتى باغتته الثورة التي أسفرت عن سقوط عشرات الآلاف من الليبيين". من جانبه، اعتبر صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، أن العالم العربي يتشكل من جديد، ويرى أنه بالمقابل، "يجب أن يتشكل العالم الغربي من جديد أيضا"، وأضاف قائلا، "قد يتهم القادة العرب الغرب بالمؤامرة، ليس هناك قائد عربي محصن، يجب أن يستيقظوا، فموازين القوى ستتغير، وستجعل نظرة الغرب لنا غير تلك التي كانت في السابق" يقول عريقات، الذي اعتبر أن أكبر مستفيد من الثورات العربية هي القضية الفلسطينية، وقال، "آن الأوان لإعادة فلسطين إلى جغرافية العالم"، وأضاف المتحدث في سياق آخر، "الآن الديموقراطية سوف تأخذ المواطنة العربية بعدما كانت غربية من قبل". أما "دانييل كورتير"، سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية السابق في الكيان الصهيوني ومصر، فاعتبر أن أمريكا "لعبت دورا مهما في دعم الثورات العربية"، وهو ما اعتبره موقفا سليما، إلا أنه اعترف وقال، "سأضللكم إذا قلت لكم أن أمريكا لم تراع مصالحها الخاصة عندما تدخلت في الدول التي قامت بها ثورات وقدمت الدعم لها"، لكن السؤال المطروح حسب دانييل، هو "كيف يمكن لأمريكا أن تحافظ على علاقات استراتيجة مع هذه الدول؟".