قال نور الشريف إن موضوع التخويف من الإسلاميين لم يعد ذي جدوى في مصر ، مضيفا أنه لا يخشى حكم الإسلاميين في مصر، وأن الشعب المصري إذا لم تعجبه تجربة الإسلاميين في الحكم فإنه قادر على قول ذلك لهم في أي وقت. وقال الممثل المصري الذي التقته الجريدة في حفل تكريم المخرج عبد الله المصباحي عبر عرض فيلمه حول المغاربة وفلسطين بمقر إقامة السفير المصري، أن الثورة المصرية قامت في السينما والشعر وقطاعات أخرى قبل أن تقوم في ميدان التحرير. وانتقد نور الشريف، خلال حديثه عن مستقبل السينما المصرية على ضوء الحراك الأخير، عددا من الإنتاجات الدرامية التي اعتبرها تسرعت في إقحام مشاهد من ميدان التحرير بأعمالها. ❍ كيف ينظر الفنان والممثل المصري الكبير نور الشريف إلى مستقبل السينما المصرية على ضوء ثورة 25 يناير والتي ما تزال مصر تعيش ردودها على مختلف المستويات؟ ● بداية أي فن من الضروري أن يواكب التغيرات السياسية، لكن من الظلم التسرع في الحكم على أي تغير سياسي. فعلى سبيل المثال عندما قامت ثورة يوليوز مع جمال عبد الناصر تأخر انعكاس هذا التحول على المجال الفني، لأن مجال الفن الدرامي والسينما أو المسرح أو التلفزيون، دائما يتأخر في طرح وتناول الأفكار الجديدة لأنه يحتاج إلى بصيرة عن التغيرات التي حصلت، في الوقت الذي توجد فيه فنون أخرى يمكن أن تكون سريعة التعبير أو أن تعبر بسرعة مثل الشعر والأغنية واللوحات لكونه فن فردي وبإمكانه أن يعبر عن التحولات بسرعة شديدة حتى بعد خمس دقائق من وقوع الحدث، أما الفن الدرامي في اعتقادي أنه يحتاج إلى وقت يمكن الكاتب أو المؤلف أو السيناريست من عرض التحولات بوعي وليس مجرد الإشادة بالتغيير. ❍ هل في هذا إشارة إلى عدد من الأفلام والمسلسلات المصرية الأخيرة التي عمدت إلى توظيف أحداث وصور ميدان التحرير ضمن مثن نصوصها؟ ● نعم فحسب ما قمت برصده رأيت أن عدد من الأعمال الفنية الدرامية المنتجة عقب أحداث 25 يناير أو بعدها استعجلت في إقحام أحداث الثورة فيها خاصة في المسلسلات التي أذيعت خلال شهر رمضان الماضي هذا على الرغم من النية الحسنة في تأكيد الحدث وتوثيقه لكن هذا الأمر لا يخرج عن دائرة كنه انطباعا أوليا عن الثورة، وأتمنى أن يكون هذا التحول في المجتمع المصري ينتج ممارسة ديمقراطية فعلية وجادة وأن تنعكس على مقدار اتساع حرية التعبير لدى السينمائيين المصريين. وإذا تم هذا فأعتقد أن السينما المصرية سيتغير شكلها بشكل كلي، لكن بشرط توفر الدعم من الدولة للأفلام الجادة لكن إذا تركت السينما لسيطرة رأس المال فستظل كما هي، وإذا تركت السينما دون دعم من الدولة لا يمكن إلا أن نأسف لحالها لأنه ستبقى كما هي عليه باستثناء وجود محاولات فردية ترتبط بالمبدعين أصحاب الرأي. ❍هناك بعض الآراء تعتبر أن قيام ثورة 25 يناير بمصر سبقها ثورات في مجالات مختلفة منها الجانب الفني والسينمائي تحديدا، مثل أفلام خالد يوسف نموذجا إلى أي حد تتفقون مع هذا الرأي؟ ● هذا أمر مؤكد، ما دام هناك مبدعين لهم موقف من الحياة ففي أي وقت من الأوقات يتنبأ هؤلاء بما يمكن أن يكون، كما حدث مع يوسف شاهين وخالد يوسف في فيلم هي فوضى وأفلام خالد يوسف كلها إلى جانب أيضا مقالات الكاتب والصحفي إبراهيم عيسى والذي تم حبسه مرتين لأنه كان ينتقد حسني مبارك. فهذه أمور كلها إلى جانب أخرى كانت تمهد وتنبأ على أن هناك تغيير مؤكد آت في الطريق. ❍ في هذا الاتجاه يندرج أيضا شعر عبد الرحمان يوسف وأمين الذيب وهشام الجخ...؟ ● بالتأكيد ❍ ما هي في نظرك حقيقة التخوفات التي أبدتها بعض الفاعلين الفنيين في مصر اتجاه عزم الإخوان تأسيس شركة للإنتاج الفني وخوض غمار الإنتاج السينمائي وغيره؟ ● لنجيب على سوءال أول مرتبط بالهدف من قيام هذه الثورة في الأصل أليس من أجل الحرية والديمقراطية؟ والحرية والديمقراطية تتيح لمختلف التيارات الفكرية والأيديولوجية أن تعبر عن رأيها، ولو رجعتم إلى تصريحات سابقة لي فقد تمنيت أن تقوم الأحزاب السياسية بإنتاج أفلام تعبر عن وجهات نظرها السياسية حتى يكون هناك تنوع سينمائي ويعكس تنوعا في الأفكار والمكونات المجتمعية، فحزب الوفد مثلا لا يحب جمال عبد الناصر وبالتالي فمن حقهم إنتاج فيلم ينتقدون من خلاله سياسة جمال عبد الناصر بموضوعية وليس بالتشويه، والمصريين من حقهم أن ينتقدوا حزب الوفد مثلا والإسلاميين من حقهم عرض وجهة نظرهم فنيا وسينمائيا. ❍ يطرح سوءال المنع الذي طال ويمكن أن يطال مستقبلا إنتاجات فنية لأسباب غالبها سياسية؟ ● إذا اتفقنا على مبدأ الحرية والديمقراطية فعلينا أن نلغي كلمة منع، و"الشطارة" والقوة تكون للأكثر تأثيرا، لأنه وفي أقات كثيرة الخبراء والمحللين ينظرون لرد فعل الشعب المصري نظرة كلية لكن الشعب بمختلف فئاته تجد عند كل منهم حس شعبي وسياسي يدفعهم إلى تحديد المواقف بحب هذا وكره ذاك، ومن يستطيع من الأطراف تغيير حياته اتجاه الأحسن أو العكس فيمكن للمواطن المصري أن يقبل منه طرحه في التغيير إذ كان سيقدم له مصلحة مادية، أو خاصة إذا ما كان سيوظف العاطلين ويعلم الأبناء وهذا أمر أيضا يطرح خطورة معينة في المرحلة المقبلة بحيث أنه يمكن لمن يملك المال أكثر ليدافع عن مصالحه السياسية يمكن أن يمتلك أصوات أكثر سواء أكان إسلاميا أو غير إسلامي. ❍ مضمون كلامكم يشير إلى أن استعمال الإسلاميين كفزاعة والتخويف منهم أمر لم يعد ذي مصداقية في مصر. ● بالمطلق، وأنا شخصيا لا ينطلي على هذا الأمر ولست خائفا من حكم الإسلاميين لأنهم لو خاضوا التجربة ولم يحققوا ما يصبوا إليه الشعب فهذا الأخير سيقول لهم لا في أي وقت. ❍ طيب ماذا عن جديد الفنان نور الشريف؟ ● بالنسبة لجديد أعمالي، أنا عاكف على تحضير مسلسل لشهر رمضان القادم إن شاء الله اسمه"عرفة البحر" وهو لكاتب شاب اسمه محمد الصفطي وإنتاج إبراهيم أمير شوقي وما نزال في مرحلة اختيار المخرج والممثلين.