كشف وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي الحالي أحمد اخشيشن في عامه الأول خلال مناقشة ميزانية القطاع بالبرلمان أن أزيد من 400 ألف تلميذ(ة) يغادرون المدرسة سنويا، وهو رقم مخيف على اعتبار أن هؤلاء يغادرون مؤسساتهم نحو المجهول ونحو الجريمة والمخدرات والتشغيل القسري،أيضا هذا الرقم المهول وصلت إليه المنظومة على الرغم من مخططات الميثاق الوطني للتربية والتكوين الذي اعتبرتحسين المردود الداخلي للمنظومة التربوية المغربية أكبر اهتمامات الميثاق والذي نص على وجوب بلوغ 90% من التلاميذ المسجلين بالسنة الأولى من التعليم الابتدائي، نهاية التعليم الابتدائي، في أفق سنة 2005، وبلوغ 80% منهم نهاية سلك الثانوي الإعدادي في أفق سنة 2008، لكن للأسف لم يحصل هذا. برنامج استعجالي ولمواجهة هذه المعظلة ومعظلات أخرى أعدت الوزارة المخطط الاستعجالي الذي ستنتهي مدته في 2012) تحت إشراف 2800 إطار خصوصا وأن الإحصائيات تحدثت عن كون التلاميذ يعانون بشكل كبير من ظاهرة التكرار التي لم تنخفض بصورة ملموسة في الفترة ما بين 2000 و 2006، بل ظلت نسب التكرار السنوية مرتفعة في كل المستويات، وتراوحت في الغالب بين 9% و31%.، ففي مستوى التعليم الابتدائي، تبرز هذه الظاهرة بشكل كبير في السنوات الأولى من التمدرس حيث سجلت النسب الأكثر ارتفاعا في السنة الأولى من التعليم الابتدائي. وبهذا أضحى معدل سنوات التمدرس بالتعليم الابتدائي يناهز 6,7 سنوات عوض ست (6) سنوات.وفي مستوى التعليم الثانوي الإعدادي تجاوزت نسبة التكرار، بالسنة الثالثة بثلاثة أضعاف نسب التكرار في المستويات الأخرى. وبهذا أصبح معدل سنوات التمدرس في التعليم الثانوي الإعدادي 4 سنوات، أي بزيادة سنة إضافية على المدة الاعتيادية مما يشكل تكلفة إضافية مقدارها 33%. تدابير جديدة للحد من الظاهرة وضعت الوزارة خطة لمواجهة ظاهرة الهدر المدرسي، فبالإضافة إلى الدعم التربوي للمتعثرين وتتبع عملهم الفردي من طرف المدرسين والمفتشين ومستشاري التوجيه عمدت الوزارة إلى برنامج تيسير للتحويلات المالية للأسر لتشجيع الأطفال على التمدرس واعتبرت (ك.ب)أستاذة للتعليم الابتدائي بجهة الحسمية تازة أن برنامج تيسير بالإضافة غلى المطم المدرسي ساهم بشكل كبير في استمرار تمدرس التلاميذ بالمنطقة التي تعمل فيها منذ سنوات حيث كان المئات يغادرون المؤسسة لأسباب مختلفة، لكن بالمقابل أوضحت أن مستوى التلاميذ لازال ضعيفا فهم يلجون الفصول الدراسية قصد الحصول على تلك الدريهمات التي تقدمها الدولة بحكم ظروفهم الاجتماعية القاهرة، فيما أبرزت زميلتها(مريم.أ) أستاذة بنواحي إقليم شفشاون أن برنامج تيسيرومليون محفظة ومنح اللباس المدرسي والإطعام ساهم في الرفع من نسبة التمدرس بالمنطقة،لكنها أكدت ان منطقة كتامة المعروفة بالفلاحة(القنب الهندي) يشجعون فتياتهم على التمدرس بالإعدادي فيما يعمد الآباء إلى حرمان الذكور قصد مساعدتهم في زراعة القنب الهندي وغيره من المواد الفلاحية.بدوره أشار أحمد بنزي مدير أكاديمية تادلة أزيلال الى أن برنامج تيسير لتشجيع التمدرس في إطار الدعم الاجتماعي الذي استفادت منه 19600 أسرة و34000 تلميذ رفع من نسبة تمدرس الأطفال بالوسط الجبلي بنيابتي أزيلال وبني ملال ( زيادة 4500 تلميذ هذه السنة ) لما فيه من تحفيز للأسر من أجل تمدرس أبنائها بالرغم من تواضع التحفيز (مايبين 60 و100درهم للتلميذ الواحد). 253058 منقطع (ة).. سنتي 2009-2010 تحدثت إحصائيات حديثة لوزارة التربية الوطنية عن انخفاض نسب الانقطاع عن الدراسة خلال الفترة ما بين سنتي 2006-2007 و2009-2010 على مستوى الأسلاك الإلزامية وهم هذا الانخفاض على وجه الخصوص المناطق القروية المستفيدة من برنامج تيسير(الدعم المالي المباشر)،حيث تم تسجيل 107400 منقطع بالابتدائي في 2009-2010 بدل 193402 خلال سنتي 2006-2007 فيما أوضحت الوزارة أن عدد المنقطعين بسلك الإعدادي بلغ 145658 في(2009-2010) بدل 180689 سنتي 2006-2007.ما يعني أن سلكي الابتدائي والإعدادي غادره حوالي 253058 في السنتين المنصرمتين مقابل أزيد من 374100 منقطع(ة)عن الدراسة في الفترة(2006-2007). كما أصدرت وزارة التربية الوطنية المذكرة 126 في شأن تأمين الزمن المدرسي وزمن التعلم برسم الموسم الدراسي الحالي والتي تسعى من خلالها إلى ضمان حق المتعلمات و المتعلمين في الاستفادة الكاملة من الحصص الدراسية المقررة تحدثت عن تخفيض نسبة هدر الزمن المدرسي بنسبة 10 في المائة ، بفضل التحكم الكبير في الانطلاقة الفعلية للدراسة و ترشيد العطل و انتظامها في فترات مضبوطة وفق منطق يراعي الخصوصيات السيكوتربوية للمتعلمين والمتعلمات ويقلص من الحالات التي تتم فيها مغادرة المؤسسات قبيل العطل و بعدها ، كما سجلت الوزارة انخفاضا في نسبة التغيبات غير المبررة في صفوف الأطر الإدارية و التربوية بشكل ملحوظ بنسبة 4,9 في المائة ، كما تم تسجيل تزايد الاهتمام بتعويض الحصص الدراسية غير المنجزة ، و الحرص على ضمان استمرار مواظبة المتعلمين إلى غاية عشية إجراء الامتحانات .