احتفت حركة التوحيد والإصلاح بقيادييها الأوائل الذين ساهموا في تأسيسها أثناء مفاوضات التوحيد بين جمعيتي الإصلاح والتجديد ورابطة المستقبل الإسلامي وأسفرت عن إعلان ميلاد حركة التوحيد والإصلاح غشت سنة 1996.واجتمعت ثلاث مناسبات يوم السبت 3 شتنبر الحالي لتجعل من اجتماع وجوه سابقة وأخرى لاحقة حفلا بهيجا شعاره "سلاما سلاما": الأولى مرور 15 سنة على تأسيس التوحيد والإصلاح، والثانية تكريم القيادات المؤسسة لهذا العمل، والثالثة الافتتاح الرسمي للمقر الجديد للحركة على أنقاض المقر القديم الذي بقيت منه زينة الفسيفساء الأندلسية بالقاعة الكبرى للحفلات والمحاضرات. والتقى السابقون باللاحقين لتذاكر الماضي المشرق وتدارس المستقبل المتألق على حد قول الدكتور عبد الرحمن الوكيلي. وفي مقدمة القياديين السابقين المؤسسين نادى المهندس محمد الحمداوي رئيس الحركة حاليا على الدكتور أحمد العماري، عضو القيادي السابق برابطة المستقبل الإسلامي، وعضو المكتب التنفيذي المشترك في فترة المفاوضات وعضو المكتب التنفيذي الانتقالي، والنائب البرلماني السابق، والأستاذ الجامعي المتخصص في التاريخ بجامعة المولى عبد الله بفاس. وقال الدكتور مولاي عمر بن حماد، نائب رئيس الحركة حاليا، وهو يقدم له درعا تذكاريا إنني أتشرف بتقديم هذه الهدية للدكتور أحمد العماري وسعيد بهذه المناسبة الطيبة.وبالمقابل نوه العماري بهذه المبادرة وشكر القائمين عليها، لكنه خص بعض القياديين السابقين بالتحية والتقدير والتنويه، وذكر منهم عبد الله بها وسعد الدين العثماني وعبد الإله بنكيران ومحمد يتيم الذين أبلوا البلاء الحسن في الفترة الاندماجية والفترة الانتقالية. كلمة العماري كان لها تأثير قوي على الإخوة المذكورين فسارع عبد الإله بنكيران إلى التعبير عن تأثره البالغ بهذه الشهادة أثناء تسلمه هدية الحركة من يد الرئيس المهندس محمد الحمداوي. وقدمت هدايا التكريم للإخوة القياديين بالمكاتب السابقة: عبد الإله بنكيران وسعد الدين العثماني ونعيمة بن يعيش ومصطفى الفارسي وسالم بايشا وعبد الرحمن البوكيلي وأمناس ومحمد شنتوف ومصطفى مصباح وأحمد المشتالي. ونوه الحمداوي بالجيل المؤسس على ما بذله في سبيل الله في ظروف صعبة، داعيا إلى استحضار الأسس والمرتكزات التي بنيت عليها حركة التوحيد والإصلاح، خاصة المرتكزات الثلاثة المرجعية للكتاب والسنة، والشورى الملزمة والرأي حر والقرار ملزم. وعرف الحفل وصلات فنية شارك بها الفنان جدوان والفنان بلبل تميزت بأصالتها والتزامها بالتراث والذوق المغربي العريق. و شنفت فيه مجموعة السلسبيل أسماع الحضور بباقة من الوصلات الإنشادية، تم خلاله تكريم الفنان المختار جدوان على اختياره لمسار الالتزام و الفن الهادف. كما تضمنت فقراته الاحتفال بالإخوة والأخوات الفائزين في الإقصائيات المنطقية للمسابقة الجهوية للقرآن الكريم إضافة إلى تكريم عدد من الفاعلين بالعمل التلمذي على جهودهم في إنجاح المخيم الصيفي لهذه السنة.وبمدينة فاس احيت فرقة الصباح للانشاد والسماع صباح يوم الخميس الماضي حفلا بمناسبة العيد بمقر حركة التوحيد والإصلاح حضره جمع كبير من أعضاء الحركة والمتعاطفين معها، تليت خلاله آيات بينات من الذكر الحكيم و ذكر فيه الدكتور أوس الرمال مسؤول جهة القرويين الكبرى بمعاني العيد، ومدرسة رمضان وخص في كلمته دلالة الإحساس بحال الضعفاء مما يحفز على الانفاق في سبيل الله وإخراج الزكاة والدعاء لهم . تكريم "العولة" شيخ تحفيظ و تجويد القرآن الكريم بمكناس نظمت حركة التوحيد و الإصلاح أمسية قرآنية يوم الخميس 24 رمضان 1432 بحضور كوكبة مضيئة من القراء من مختلف الأعمار من مكناس و النواحي، تعاقبوا على قراءات و ابتهالات بمختلف أوزانها و طبقاتها و طرق تلاواتها، كان لها الأثر الكبير و الإعجاب الفريد على الحاضرين. و كان من بين الحاضرين شيخ القراء و المعلمين و الأساتذة، بل و الخدم لكتاب الله عز و جل، الشيخ محمد العولة، هذا العملاق الذي خدم كتاب الله عز و جل منذ نعومة أظفاره، تعليما و تحفيظا و تجويدا لمختلف الأعمار منذ الستينات. و لقد قدمت كلمات بالمناسبة حول القرآن و ثواب قراءته و نشره و تعليمه و تعلمه، و خصت كلمات و دعاء و تكريم للقراء و للشيخ الفاضل العولة، لما أسداه لأهل مكناس في هذا المجال، و لقيت شهادة ذ. الشدادي و ذ. الحسيني أثرها البليغ على النفوس دمعت لها العيون و خاصة عيون الشيخ الوقور الذي ناهز التسعين من عمره، بحيث لم يعد يقوى على المشي أو المناولة. هذه الالتفاتة تركت أثرا طيبا على هذا الشيخ العملاق، و كذا أفراد أسرته التي حضرت في الحفل.