ليبيا: ساعة الحسم بدأت أطلق ثوار طرابلس بعيد صلاة المغرب، أول أمس، عملية تحرير العاصمة الليبية من الداخل، في انتظار تقدم الثوار الذين يتمركزون شرقا وغربا وجنوبا، على بعد عشرات الكيلومترات لمحاصرتها وإخضاعها في عملية ستكون الأخطر والأهم في مسيرة الثورة ضد نظام العقيد معمر القذافي التي انطلقت منذ ال17 من فبراير الماضي. وبعد المد المتسارع للثوار تجاه العاصمة الليبية طرابلس وتحريرهم لعديد المدن أصبحت المؤشرات الميدانية تؤكد على أن «معركة الحسم» قد حانت لتنهي حكم العقيد معمر القذافي الذي استمر أكثر من أربعة عقود. ودارت مواجهات في أحياء سوق الجمعة والعراضة وتاجوراء شرق العاصمة، حيث تم إطلاق هتافات التكبير عبر مكبرات الصوت من المساجد. وقال الثوار:» إن التنسيق يجري بين قوات المعارضة القادمة من مدينة الزاوية المحررة والمنتفضين من داخل العاصمة طرابلس ، وأوضحوا أن اشتباكات تدور في منطقة فشلوم وزناتة وسوق الجمعة، فيما سقط عدد من القتلى والجرحى في منطقة الحشان». وسمع طرابلس دوي انفجارات عدة وإطلاق نار كثيف في طرابلس ليل السبت الأحد، فيما تحدث شهود عيان عن «مواجهات» في بعض أحياء العاصمة الليبية. وسيطر الثوار على عدد من أحياء طرابلس من بينها تاجوراء ومنطقة سوق الجمعة، كما تمكنوا من اعتقال 35 من كتائب العقيد معمر القذافي. ونقلت قناة «الجزيرة» عن مصادر الثوار وقوع أكثر من 100 قتيل في المعارك التي دارت في طرابلس. وقال مراسل «الجزيرة»: إن طائرات حلف شمال الأطلسي «الناتو» قصفت مواقع في العاصمة طرابلس، في حين أكد محمد عبد الرحمن نائب المنسق العام لائتلاف السابع عشر من فبراير انتشار تحركات الثوار في مختلف أنحاء مدينة طرابلس، وفق خطة بدئ في إعدادها منذ أسابيع. ومن جهته, تحدث عضو المجلس الانتقالي عن طرابلس محمد الحريزي ل»الجزيرة» عن وقوع 123 قتيلا في منطقة تاجوراء. وقال قائد للثوار: «إن الثوار في أحياء فشلوم وتاجوراء وبن عاشور يسيطرون على الوضع فيها بالكامل». وأشار مراسل الجزيرة في ليبيا إلى أن الثوار في طرابلس تمكنوا من اعتقال 35 من كتائب القذافي في سوق الجمعة وتاجوراء. ومن جانبها, قالت أسيل التاجوري من ثوار 17 فبراير في اتصال هاتفي إن الثوار تمكنوا من تحرير 500 معتقل من سجن الحميدية. وأوضحت أن الثوار سيطروا على قاعدة «معيتيقة» العسكرية في طرابلس، في حين ذكرت مصادر الثوار أنهم اقتحموا منزل منصور ضو قائد الكتائب الأمنية للقذافي في طرابلس. وأكد الثوار «سيطرتهم على المتحف الإسلامي في منطقة سيدي خليفة في العاصمة التي يتحصن فيها العقيد الليبي «معمر القذافي». وتشير الأنباء الواردة من مصادر الثوار أن قوات القذافي انسحبت إلى عمق طرابلس، واختفت من مناطق كانت تسيطر عليها على أطراف العاصمة. ووجه رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل، في كلمة متلفزة مساء أول أمس أهالي طرابلس إلى التماسك والحفاظ على مقدرات العاصمة وممتلكاتها. وقال عبد الجليل للثوار «أوصيكم بضرورة منح الأمان لكتائب القذافي وأحثكم على المعاملة الحسنة لمن يقع أسيرا لديكم، والتحلي بأخلاق رسولنا الكريم، وعدم التعدي على الأموال والأعراض والأنفس». وأضاف في رسالة إلى سكان طرابلس «أنتم الأكثر تحضرا وثقافة والأكثر وطنية، وعليكم أن تعلموا أبناء العاصمة أن المسؤولية كبيرة على عاتقكم، بالحفاظ على أرواح الناس وممتلكاتهم والحفاظ على المؤسسات العامة فهي ملك لنا جميعا». ونقلت إذاعة هولندا عن نائب عبد الجليل عبد الحفيظ غوقة قوله: «خلال الساعات القليلة المقبلة، ستكون هناك معركة حاسمة لتتويج ثورة 17 فبراير وستكون فرحة العيد فرحتين.. سيحدث هذا بعد 72 ساعة على أقل تقدير».