أكد مسؤولون في المجلس الوطني الانتقالي الليبي إن معركة الانقضاض على نظام العقيد معمر القذافي في العاصمة الليبية طرابلس، باتت وشيكة للغاية بعد التقدم العسكري الكبير الذي حققه الثوار على أكثر من محور على مدى الساعات القليلة الماضية. وأوضح العقيد أحمد باني، الناطق الرسمي العسكري باسم المجلس الانتقالي وجيش تحرير ليبيا الوطني، في تصريح صحفي نشر أمس في العاصمة المصرية القاهرة، أن التقدم اللافت الذي يحققه الثوار يعكس عزيمتهم على إنهاء نظام القذافي في أسرع وقت ممكن، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وأكد باني أن مدينة الزاوية التي تعتبر مفتاحا رئيسيا على الطريق المؤدي إلى طرابلس باتت تحت سيطرة الثوار بالكامل، نافيا ما بثه التلفزيون الرسمي الليبي من لقطات قال إنها من مدينة الزاوية أول من أمس، وقال: "هذا التلفزيون عاش على أمجاد الماضي ويواصل الكذب حتى يصدق نفسه، اليوم أظهروا صورا لمنطقة تحمل تاريخ اليوم "أول أمس"، وفي الحقيقة هي صور قديمة لأن هذه المنطقة تخضع حاليا لسيطرة ثوارنا". واعتبر المتحدث باسم جيش الثوار أن السيطرة على الزاوية تعني أن ساعة الحسم قد أزفت، موضحا أن ثوار الزاوية التي تعرضت انتفاضتها الشعبية ضد نظام القذافي للسحق مرتين من قبل التحقوا بثوار الجبل الغربي وخرجوا بروح قتالية عالية ؛ لأنهم ينظرون للوضع الآن على أنه منافسة وأنهم ليسوا أقل من ثوار مصراتة وبنغازي، وبالتالي يجب أن يدحروا نظام القذافي ويطردوا قواته من الزاوية. ورفع الثوار الليبيون علم الاستقلال فوق بلدة الزاوية الاستراتيجية، أول أمس، بعد أن قطع أكبر تقدم لقواتهم خلال شهور الطريق الرئيسي الذي يربط العاصمة الليبية بالعالم الخارجي. ويقول محللون إن استيلاء الثوار على الزاوية الواقعة على بعد نحو 50 كيلومترا غربي طرابلس، سيوجه ضربة معنوية لأنصار القذافي بعد قطع الطريق الساحلي السريع الى تونس الذي يمد العاصمة بالغذاء والوقود. ويقف الثوار حاليا في أقوى مواقعهم منذ اندلعت الثورة على حكم القذافي المستمر منذ 41 عاما في فبراير الماضي، فهم الآن يسيطرون على الساحل شرقي وغربي طرابلس التي يحدها من الشمال البحر المتوسط. وفي يوم شهد كثيرا من النشاط في شمال غرب ليبيا ذكر الثوار أنهم سيطروا على بلدة صرمان المجاورة للزاوية وأن قتالا يدور في بلدة غريان التي تشرف على مدخل طرابلس الجنوبي وسمعت أصوات أعيرة نارية بالقرب من المعبر الحدودي الرئيسي بين ليبيا وتونس. وذكر أحد المقاتلين أن قوات القذافي تسيطر على مصفاة النفط في الطرف الشمالي للزاوية وهي هدف استراتيجي لأنها الوحيدة التي ما زالت تعمل في غرب ليبيا وتعتمد عليها قوات القذافي في الحصول على الوقود. وثمة علامات على امتداد القتال غربا من الزاوية على الطريق الساحلي السريع في اتجاه معبر رأس جدير الحدودي الرئيسي إلى تونس.