فند الباحثان الفلسطينيان، حمدان محمد موسى حلايقة، مدير عام دائرة الآثار والتراث الثقافي في وزارة السياحة والآثار الفلسطينية، وعبد الرحيم سليم محمد الأمارة، رئيس جمعية الهيدرولوجيين الفلسطينيين، أول أمس الاثنين بالرباط، مزاعم الكيان الصهيوني بخصوص بناء الجدار العنصري بفلسطين أن إنشاؤه جاء لدواع أمنية. وقالا الباحثان الفلسطينيان، في محاضرتين موثقتين بالصور خلال اليوم الإعلامي حول الجدار نظمته الإيسيسكو، إن الجدار يندرج ضمن رؤية سياسية لتغيير الواقع الميداني والبيئي لفلسطين والاستعداد لأي تسوية مستقبلا. وأشار حمدان محمد موسى حلايقة إلى أن الجدار يهدف إلى تدمير أكثر من800 موقع أثري حتى الآن و ما يشكل كارثة بيئية بكل المقاييس وعدوانا غير مسبوق في التاريخ باعتباره جسما غريبا وضع في بيئة حيوية مختلفة. وأضاف أن فلسفة بناء الجدار تنطلق من رؤية استقرائية لمسار المحاولات الصهيونية للإجهاز على التراث الثقافي الفلسطيني منذ الثلاثينيات من القرن الماضي. وأكد عبد الرحيم سليم محمد الأمارة، من جهته، أن بناء الجدار خيار سياسي لحسم موضوع التفاوض مستقبلا وليس خيارا شارونيا، يحول الأراضي الفلسطينية إلىمزبلة كيماوية، ويسهل الامتداد الطبيعي للمستوطنات في مقابل الخنق الطبيعي للأراضي الفلسطينية. واعتبرعبد الرحيم سليم أن ما تقوم به دولة الاحتلال من مصادرة الآبار الارتوازية والمزارع أوالبيارات من قبيل الإرهاب البيئي. ولفتت كلمة سفير فلسطين، وجيه حسن قاسم (أبو مروان)، خلال جلسة الافتتاح، إلى ضرورة تكثيف مثل هذه اللقات العلمية والإعلامية لبث الوعي بمخاطر السياسة الإسرائيلية، فيما كشف عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو، أن الجدار الفاصل سيؤدي إلى ابتلاع 58 في المائة من الأراضي الفلسطينية مما يستوجب مساءلة إسرائيل أمام المحاكم الجنائية الدولية. وأوضح التويجري أن الحكم التاريخي لمحكمة العدل الدولية بعدم قانونية الجدار العازل الذي تقيمه إسرائيل في الأراضي الفلسطينية وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تطالب فيه إسرائيل بتفكيك هذا الجدار جاءا منتصرين للحق الفلسطيني ومنصفين لهذا الشعب المناضل الصامد. وأكدت كلمة الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، التي ألقاها عبد الحفيظ ولعلو، نائب رئيس الجمعية، على أن قضية فلسطين تدخل في نضالنا اليومي وضمن اهتماماتنا الوطنية والقومية بغض النظر عن الظرفية السياسية الداخلية وخصوصية نضال الشعوب العربية والإسلامية. وأفادت أن الشعب الفلسطيني في حاجةإلى قرارات عربية وأممية تنفذ وليس في حاجة إلى قرارات جيدة الصياغة أو النيات الحسنة. ودعت كلمة الجمعية إلى تفعيل مرصد توثيق جرائم الكيان الصهيوني وبلورة مشروع مركز إعلامي بالربا لتعزيز التواصل والتوثيق وتشجيع الأبحاث حول جرائم الحرب الاستعمارية. وأشادت التدخلات بالمحاضرتين الموثقتين بالصوت والصورة، إلا أن الحضور لم يكن بحجم القضية. ع.لخلافة