يدخل بعض أصحاب السيارات الجديدة "دوبل في" مع سائقي "الهوندات" في صراع من أجل نقل المواطنين، خصوصا في أوقات الذروة. سيارات خاصة أنيقة، وبعض سيارات الخدمة، اقتحمت مجال «النقل السرّي»، وأصبح معتادا للراكب أن يجد في إحدى محطات الحافلات سائق سيارة بربطة عنق يدعوه للركوب في سيارته لنقله إلى الجهة المطلوبة مقابل مبلغ معين يشترطه على الراكب. المشهد يتكرر في العديد من شوارع الرباط عاصمة البلاد الإدارية والمدينتين المجاورتين التي تعيش منذ مدة غير يسيرة أزمة نقل حضري يؤدي المواطن ثمنها. ويزداد السيناريو تعقيدا، بعد أن بات للخطافة أمكنة خاصة بهم وأفراد يعملون على مساعدتهم من أجل نقل المواطنين"كورتية"، أمام أعين السلطات. ويرى العديد من المواطنين أن مشكل النقل ما زال مطروحا بالرباط، والتي لم تسلم من هذه المعاناة، منذ أزيد من أربع سنوات؟ فمشكل النقل الحضري بالعاصمة يعتبر من الملفات الشائكة التي استعصت على نا يبدو عن الحل. وحتى عندما لجأ مجلس مدينة الرباط إلى الإمساك بالملف بيده، واقتناء أسهم الشركة الفرنسية ستاريو، لم يكن هذا الرهان كفيلا لحبس أنفاس هذه الأزمة التي لم تستطع تجاوز النقاط السوداء، وما جعل البعض يعاني ويتدمر ويسخط أمام هيمنة ابتزاز الخطافة، وعمليات النهب والسرقة التي عانت منها الساكنة طيلة فترات أيام الإضراب. أكد أحد الفاعلين الجمعويين أن مشكل النقل بالرباط بين ضعف المسؤولين المحليين في تدبير هذا الملف، الذين لا يولون أي اهتمام لمعاناة الساكنة، وأضاف بالقول:" في الوقت الذي ترى فيه مدن العالم ضرورة دعم القطاع بالموارد اللوجيستيكية الأساسية قبل إحداث مناطق تجمعات سكنية، يحدث عكس ذلك بالمدن المغربية، وتجسد مدينتي الرباطوسلا هذه الحالة التي تجعل المواطن يكتفي بالصبر، وهو أمام "براكة الطوبيس" ". بعد العديد من المساعي والاتصالات التي قام بها المواطنون بمدينة الرباط من أجل حث مختلف السلطات المحلية والجهوية لتفشي ظاهرة "النقل السري" أو " الخطافة " بالمدينة لم يستطع المسؤولون وضع حد لهذه الظاهرة أو التخفيف من حدتها إلى مستوى يمكن احتماله أمام ابتزاز البعض منهم للمواطنين غير معنية أيضا بالعدد القانوني للركاب. إن ما تعيشه العاصمة وجارتها مدينة سلا، من أزمة مواصلات خانقة غير مسبوقة، أدى إلى ارتباك في الحياة اليومية للناس، أجبر بعضهم على ركوب وسائل نقل لم يستخدموها من قبل، إذ لجأ إليها الركاب وهم في حالة اضطرار للوصول إلى أماكن عملهم ومنازلهم. ولقد أصبح أمرا عاديا مشاهدة أنواع مختلفة من وسائل النقل هذه، وهي تقف على جنبات شوارع الرباط الرئيسية، خاصة بباب الأحد، حيث ينادي السائقون على الركاب بعد أن يحددوا لهم وجهتهم، ناهيك عن العديد من النقط بحي يعقوب المنصور بكل من العكاري ودوار الرجاء في اله ودوار الكورة ودوار الكرعة والقامرة ومحطة البنزيل المعروفة بالمسارني، وجي 5، والمنال، بالإضافة إلى تواجدهم بالعديد من شوراع الرباطوسلا وتمارة. وتحدث بعض الأفراد أن هؤلاء الخطافة يجنون أرباحا كبيرة تفوق أحيانا 500 درهم يوميا. بطبيعة الحال فهذه الوسائل، التي اقتحمت شوارع الرباط، استغلت أزمة النقل بالمدينة، بالرغم من انطلاق رحلات الترامواي الذي لم يستطع المساعد في التخفيف من شكاوى الركاب ، وتعرضهم لعدة مخاطر، على اعتبار أن هذه الوسيلة لا تصل إلى جميع الأحياء. معاد طالب جامعي يستنكر الواقع المرير الذي تتخبط فيه العاصمة جراء هذه الأزمة، فيقول:" إلا بغيتي تركب من المدينة للتقدم بعد أذان المغرب خاصك تخلص 25 درهم ولا ما غاتفطرش فداركم، أما إلا بغيتي طاكسي صغيرة غير فما هي وما لونها. تما بقينا، وشكون إقد عليها بعدا". من جهته يقول طارق – موظف - إن المشكلة تتلخص في معاناة المواطنين من هؤلاء الخطافة بمدينة الرباط، الذين يستغلون الأوضاع، مما يترتب على ذلك آثارا اجتماعية واقتصادية بعيدة المدى وتوثر على حياة سكان المدينة في تنقلاتهم اليومية. ويضيف أن عدد الحافلات في بعض المسارات لا يتناسب مطلقا مع البيانات الإحصائية المسجلة ولا يكفي حاجيات الساكنة، ويؤكد أنه من الممكن التغلب على تلك المشكلة من خلال بدء الإجراءات التنفيذية لوضع البرامج اللازمة للتعامل مع القضية من خلال عدة خطط متتابعة وعلى فترات زمنية متصلة منها. تختلف الأمثلة ولكن المعاناة واحدة بالنسبة للسكان، حيث تعرض بعض الأجراء للطرد بسبب التأخيرات المتكررة الناجمة عن أزمة النقل، ووجد العديد من المواطنين أنفسهم في ورطة بسبب عدم احترام التزاماتهم، فهذا له موعد مع مصلحة وزارة أخلف الموعد، وآخر تأخر عن موعد مع طبيب، وبين هذا وذاك توجد مسافة كبيرة من المعاناة عنوانها الكبير"أزمة النقل الحضري بالرباط". بعد تعذر تصديهم لهذه الظاهرة عملت السلطات المعنية على التنسيق من أجل مساعدة "الخطافة" على التنظيم ونقل المواطنين، مما أدى إلى ميلاد ظاهرة جديدة، الأمر الذي أدى إلى وقوع نزاعات متتالية تصل إلى إلى حد المواجهات العنيفة بين أرباب الطاكسيات والخطافة حول "البلايص" ترى هل اقترب موعد وضع حد لهذه الفوضى والمعاناة في عاصمة المغرب؟