عقد مجلس الوزراء اليوم جلسة طارئة لبحث وتقييم الهجمة الموجهة ضد السودان، وقرر أن تكون دارفور بنداً ثابتاً في كل اجتماعاته، بينما استنكر البرلمان بشدة التهديد بالغزو العسكري والقرارات غير المسؤولة ضد السودان، فيما توجه أمس وفد مشترك من الحكومة والأممالمتحدة إلى دارفور لتقييم تنفيذ الاتفاق بينهما الخاص بالمنطقة. وأكد اللواء عبد الرحيم محمد حسين ممثل رئيس الجمهورية وزير الداخلية من جهته حرص الحكومة على إنهاء أزمة دارفور بأسرع وقت ممكن وتأمين عودة اللاجئين ، وحمل عبد الرحيم خلال الحوار الصحفي مع مجلة نيويوركر الامريكية المتمردين مسؤولية تردي الاوضاع الأمنية في دارفور إثر الهجوم الذي شنوه على العديد من نقاط الشرطة الأمر الذي أفقد المواطن الإحساس بالأمن. وأكد عبد الرحيم عزم الدولة على إكمال نشر عدد مقدر من قوات الشرطة لتأمين القرى والمعسكرات إضافة إلى إنجاح مساعي التفاوض مع المتمردين. ويتوجه اليوم الى ولايات دارفور وفد مشترك من الحكومة والأممالمتحدة لتقويم سير العمل الإنساني والترتيبات المتعلقة بتوفير الأمن والحماية والعودة الطوعية. وأفادت وكالة الأنباء السودانية أن الفريق الركن عمر البشير رئيس الجمهورية أكد التزام السودان بتنفيذ قرار الاتحاد الافريقي الخاص بمعالجة الأوضاع في دارفور، وأوضح أن هناك تقدماً كبيراً قد حدث فيما يتعلق بالجوانب الإنسانية والتدابير الأمنية الخاصة بنزع السلاح. وأعلن الاتحاد الأوربي زيادة دعمه الانسانياً من الناحية المالية والامدادات لولايات دارفور ودعم بعثة المراقبة التابعة للاتحاد الافريقي. وأكد البيان الصادر عن اجتماع وزراء الخارجية لدول الإتحاد الأوربي ببروكسل أمس الاستمرار في مساندة الجهود التي تقوم بها الأممالمتحدة واتخاذ خطوات مناسبة عقب اجتماع آلية التصعيد المشتركة لتقييم الوضع في الثاني من غشت القادم وتقييم التطورات في الفترة القادمة مع المساهمة بفعالية في عمل الآلية. وفي السياق ذاته، واصل الاتحاد الأوروبي ممارسة الضغوط على الحكومة السودانية بشأن أزمة دارفور (غرب السودان) رغم إقراره بوجود مؤشرات مشجعة من الخرطوم. ودعا وزراء الخارجية، في بيان إثر اجتماعهم أمس في بروكسل، الأممالمتحدة الى تهديد السودان بإنزال عقوبات ما لم ينزع أسلحة ميليشيات الجنجويد المتهمة بارتكاب أعمال عنف في دارفور. واستدعت الخارجية السودانية أمس سفيرى المانيا وبريطانيا بالخرطوم وابلغتهما احتجاجها على مواقف بلديهما تجاه الأزمة في دارفور، ووصفت مواقف برلين ولندن بالعدائية. وطلبت الخرطوم أيضا من الزعيم الليبي معمر القذافي رعاية مفاوضات حول الإقليم المضرب. وجاء في بيان لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي يناشد مجلس (الوزراء) مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إصدار قرار بهدف اتخاذ مزيد من الإجراءات بما في ذلك فرض عقوبات في حال عدم تنفيذ حكومة السودان لواجباتها والتزاماتها على الفور. وتابع البيان أن الاتحاد الأوروبي سيوفد قريبا فريقا من خبراء مدنيين وعسكريين للمنطقة لتقييم كيفية مساعدة بعثة من المراقبين تابعة للاتحاد الإفريقي وسوف يزيد مساعداته الانسانية. وفي طرابلس ذكرت وكالة الأنباء الليبية أول أمس أن السودان طلب من الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي رعاية محادثات السلام حول دارفور. وقالت الوكالة إن السودان الذي أوفد إلى طرابلس أول أمس وزير الداخلية عبد الرحيم محمد حسين ووزير الزراعة مجذوب الخليفة، طلب من القذافي رعاية مفاوضات السلام حول دارفور. وحمل الوزيران رسالة في هذا المعنى إلى الزعيم الليبي من الرئيس السوداني عمر البشير. وأعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط اثناء زياة قصيرة إلى ليبيا قام بها مع مدير المخابرات المصرية عمر السليمان عقدنا اجتماعا مع الرئيس الليبي معمر القذافي لمدة ساعتين تناقشنا خلاله حول الوضع في إفريقيا وخاصة في منطقة دارفور. واستدعت الخارجية السودانية أول أمس سفيرى ألمانيا وبريطانيا في الخرطوم وأبلغتهما احتجاج الخرطوم على مواقف بلديهما تجاه الأزمة في إقليم دارفور، وقالت لهما إن تلك المواقف تتسم بالعدائية ولا تساعد على حل المشكلة بجوانبها المختلفة. وأبلغ نجيب الخير، وزير الدولة بوزارة الخارجية، الصحافيين أول أمس أنه نقل إلى السفير البريطاني بالخرطوم ريك غرالد استون أن الحكومة السودانية تعتبر أن المواقف البريطانية تجاه الأزمة في دارفور فيها تصعيد لا يساعد على حل المشكلة، وقال إنه أبلغ السفير احتجاج الحكومة على تصريحات رئيس هيئة الأركان في الجيش البريطاني مايك جونسون التي أبدى فيها استعداد بلاده لإرسال 5 آلاف جندي إلى دارفور إذا تطلب الامر باعتبارها تصريحات تهديدية وتسعى الى النيل من السيادة السودانية. وقال الخير إنه أبلغ السفير الألماني في الخرطوم أن بلاده تستضيف المتمردين في دارفور وتوفر لهم المناخ لممارسة نشاط معاد للحكومة السودانية بصورة تتنافى مع قوانين اللجوء السياسى، وقال إنه ذكر للسفير أن تلك الممارسات تعطي إشارة خاطئة للمتمردين تجعلهم لا ينصاعون إلى صوت السلام في دارفور.