نددت الحكومة السودانية بمهلة الثلاثين يوما التي حددها قرار أصدره مجلس الأمن الدولي نهاية الأسبوع الماضي للتحرك لإنهاء أزمة دارفور، لكنها قالت إنها ستنفذ برنامجا مدته 90 يوما تم الاتفاق عليه في وقت سابق مع كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة. وأبلغ وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان إسماعيل الصحافيين أول أمس بأن مجلس الوزراء السوداني ندد بالفترة الزمنية، واعتبرها غير منطقية وصعبة التنفيذ، خاصة وأن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الأممالمتحدة يتيح فترة مدتها 90 يوما للتنفيذ. وقال الوزير: إن السودان سيلتزم بتنفيذ الاتفاق الذي وقعه مع عنان في الثالث من يوليوز ,2004 وسيطبق آلية التنفيذ المشتركة التي وضعت لمراقبة الاتفاق. ويتضمن الاتفاق مع عنان التزام الحكومة السودانية بنزع سلاح مليشيا الجنجويد وقبول مراقبين لحقوق الإنسان في دارفور، حيث شرد الصراع أكثر من مليون شخص، لكنه يمنح السودان وقتا أطول. وأعقب هذا الاتفاق قرار أصدره مجلس الأمن الجمعة الماضية دعا فيه الحكومة السودانية للتحرك خلال 30 يوما لنزع سلاح الجنجويد، والتي يلقى عليها الغرب اللوم في إيجاد أزمة إنسانية في المنطقة الواقعة غرب السودان. وقالت الأممالمتحدة: إنه إذا فشل السودان في تلبية مطالب المجلس فإنها تعتزم بحث فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية. ويقول السودان إنه بدأ بالفعل شن حملة على المليشيا المنسوب إليها مهاجمة القرى التي يقطنها سودانيون من أصل إفريقي وممارسة أعمال النهب والاغتصاب وإحراق المنازل وإجبار الناس على الفرار. ووضعت الأزمة في دارفور الحكومة السودانية في موقف دفاعي في مواجهة موجة من الغضب من الدول الغربية، وتهديدات بتدخل عسكري إذا فشلت الخرطوم في تنفيذ ما طلب منها. وقالت صحيفة بريطانية أول أمس الأحد: إنه تم وضع جنود بريطانيين في حالة استعداد لعملية انتشار محتملة بالسودان للمساعدة في علاج أزمة دارفور. ووصفت متحدثة باسم وزارة الدفاع البريطانية ما ورد في صحيفة الإندبندنت بأنه محض تكهنات، لكنها كررت التصريحات التي أدلى بها رئيس الأركان البريطاني الأسبوع الماضي التي قال فيها: إن بريطانيا قد ترسل قوات إلى السودان إذا طلب منها ذلك. وتابعت المتحدثة أن بريطانيا لم تتلق حتى الآن مثل هذا الطلب. من ناحية أخرى، اتهمت صحيفة الجارديان توني بلير رئيس الوزراء البريطاني بالتخفي وراء قناع المسؤولية الأخلاقية لشن حروب تعتمد على مبررات غير حقيقية، ملمحة إلى أن النفط سيكون الدافع وراء أي عمل عسكري ضد السودان. وشككت الصحيفة في مقال لأحد كتابها في وجود عمليات إبادة جماعية أو تطهير عرقي في إقليم دارفور بغرب السودان، موجهة انتقادات شديدة للإعلام الغربي الذي يقدم تغطية متحيزة للوضع في ظل غياب صوت المعارضين للحرب. رويترز إسلام أون لاين