تظاهر آلاف الأشخاص في مصر وجمهورية التشيك قبل يومين؛ احتجاجا على الحرب الأمريكية المحتملة ضد العراق وسياسة الرئيس جورج بوش. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن حوالي 1500 شخص -غالبيتهم من الطلاب والأساتذة- تظاهروا أمام جامعة القاهرة ضد الولاياتالمتحدة التي اتهموها بأن لها مطامع "استعمارية وإمبريالية" في العراق. ورفع المتظاهرون الذين أحاط بهم رجال الشرطة تدعمهم شاحنات مزودة بخراطيم مياه عَلمًا عراقيا كبيرا أمام المدخل الرئيسي للجامعة، هاتفين بعبارات مثل: "بوش قذر.. شارون وبلير متواطئان". كما حملوا لافتات تندد بالرئيس جورج بوش ورئيسي وزراء إسرائيل وبريطانيا (إريل شارون وتوني بلير)، واصفين الثلاثة بأنهم "في محور شر واحد". ورفع المتظاهرون من مختلف التيارات (الناصريون والشيوعيون والإسلاميون) لافتات كُتب عليها بالإنجليزية "الحرب هي الاستعمار الدموي"، "العالم يقول: لا للحرب في العراق"، "النساء تقول: لا للحرب". ورفعت طالبة لافتة مكتوبا عليها "تحيا فرنسا، تحيا ألمانيا"، وأعربت عن رغبتها "في أن تواصل فرنسا التمسك بموقفها"، في إشارة إلى معارضة باريس لعمل عسكري ضد العراق. على الصعيد نفسه قالت مصادر في الشرطة المصرية: "إن آلاف الطلاب بجامعات حلوان وعين شمس والأزهر شاركوا في مظاهرات للاحتجاج على شن الحرب ضد العراق". وقال أحد منظمي مظاهرة جامعة حلوان لوكالة الأنباء الفرنسية: "إن الطلاب الذين تجاوز عددهم 3 آلاف شخص أحرقوا مجسما للرئيس بوش، إضافة إلى أعلام أمريكية وإسرائيلية". ولم يسجل وقوع أي حادث خلال هذه المظاهرات. من جهة أخرى تظاهر حوالي 300 شاب أمام السفارة الأمريكية بالعاصمة التشيكية براغ، وقد أحاطت بهم قوات كبيرة من الشرطة. وردد المتظاهرون شعارات معادية للولايات المتحدة اتهموها بأنها "تريد الدم مقابل النفط"، ووصفوا الرئيس بوش بأنه "يهوى القتل"، وقالوا في منشورات وزعوها خلال المظاهرة: "إن النزاع المسلح سيكون حربا من أجل النفط". لكن المتحدث باسم الاتحاد الفوضوي التشيكوسلوفاكي قال: إنهم لا يريدون بأي شكل من الأشكال تقديم الدعم لصدام حسين ومن أسماهم ب"الإرهابيين الإسلاميين بزعامة أسامة بن لادن". تأتي تلك المظاهرات في إطار معارضة كثير من الدول العربية والأوروبية الاستعدادات التي تقوم بها الولاياتالمتحدة لشن هجوم عسكري ضد العراق. من جانبه قال وزير الخارجية الأمريكي كولن باول أول أمس إن مجلس الأمن الدولي لن ينتظر وقتا طويلا قبل أن يقرر ما سيفعله حيال نزع سلاح العراق، بعد الاستماع إلى تقريري كبيري مفتشي الأسلحة هانز بليكس ومحمد البرادعي في السابع من الشهر المقبل. وقال باول في مؤتمر صحفي بطوكيو إن الأدلة التي تثبت عدم تعاون بغداد واضحة ويتعين على المجلس أن ينظر جديا في تطبيق بند العواقب الوخيمة بأقرب وقت ممكن. وأشار الوزير الأمريكي إلى أن رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزومي ومسؤولين يابانيين آخرين أبدوا تأييدهم لموقف بلاده بشأن نزع أسلحة بغداد. وفي سياق ذي صلة قال متحدث حكومي بريطاني إن رئيس الوزراء طوني بلير سيقدم على ما وصفه بمحاولة أخيرة من أجل السلام الأسبوع الحالي، في إشارة إلى مشروع قرار جديد ستتقدم به الولاياتالمتحدة وبريطانيا إلى مجلس الأمن هذا الأسبوع. وأوضح المتحدث البريطاني أن واشنطن ولندن ستقترحان مشروع قرار جديد على مجلس الأمن الدولي بخصوص العراق هذا الأسبوع، لكنهما ستنتظران بضعة أسابيع قبل أن تدعوا لإجراء تصويت لإعطاء العراق فرصة أخيرة للإذعان. وفي الإطار نفسه أكدت وزيرة الخارجية الإسبانية آنا بالاسيو مساء أول أمس في مدريد أن الحرب على العراق ليست حتمية، لكن أي قرار جديد من مجلس الأمن هو خطوة إضافية في الضغط لنزع سلاح العراق مدعومة بالتهديد باستخدام القوة. يذكر أن الرئيس العراقي صدام حسين اعتبر أن الحرب المتوقعة على بلاده ستعيد للأمة مهابتها، منوها بالتظاهرات التي جرت ضد الحرب في العديد من دول العالم. وقال خلال جلسة لمجلس الوزراء مساء أول أمس إن "هذه المعركة ستحسم أشياء كثيرة وترجع للأمة مهابتها ودورها واستحقاقها". التجديد+وكالات