تظاهر الآلاف من معارضي الحرب على العراق أول أمس في الولاياتالمتحدة، منهم نحو 10 آلاف في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا بغرب البلاد وعدة مئات في العاصمة واشنطن. ودعا إلى المظاهرة التحالف من أجل إنهاء الحرب والعنصرية تحت شعار ضعوا حدًّا لاحتلال فلسطين وأفغانستان والعراق وهاييتي. وفي فرنسا وفي اليوم نفسه، شارك آلاف الأشخاص في مسيرة حاشدة بشوارع العاصمة الفرنسية باريس؛ احتجاجا على التدخل الأمريكي في العراق وزيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى فرنسا. وفي روما التي زارها بوش الجمعة جرت مسيرة مماثلة شارك فيها نحو 30 ألف شخص. ففي سان فرانسيسكو، قال أحد المتظاهرين ليام كاري (93 عامًا) وهو يعتمر قبعة سلاح البحرية الأمريكية حيث خدم 6 سنوات: علينا بالتأكيد إعادة تمثال الحرية حتى نستحقه من جديد. وأضاف كاري الذي كان محاطًا بنحو 10 من العسكريين السابقين وهم يحملون لافتات تحمل صور أمريكيين وعراقيين سقطوا قتلى في العراق: هناك أناس يموتون في العراق لكذبة. وتحمل إحدى اللافتات: لا يوجد علم كبير بما يكفي لتغطية عارنا. وفي واشنطن احتشد مئات المتظاهرين أمام البيت الأبيض على الرغم من هطول الأمطار الغزيرة للاحتجاج على الحرب في العراق، وكذلك لانتشار القوات الأمريكية والفرنسية في هاييتي. وتجمع المتظاهرون وبعضهم من عائلات الجنود الأمريكيين التي تطالب بعودة أبنائها فورًا من العراق في لافايات بارك قبالة البيت الأبيض. ولم يتمكن سكان البيت الأبيض من سماع الشعارات التي دانت الحرب على العراق واحتلال الأراضي الفلسطينية أو انتشار القوات الأمريكية والفرنسية والكندية والتشيلية في هاييتي؛ وذلك لأن الرئيس الأمريكي جورج بوش وزوجه موجودان حاليًا في فرنسا لحضور الاحتفالات بالذكرى الستين لإنزال القوات الحليفة على شواطئ مدينة نورماندي الفرنسية في بداية عملية تحرير أوربا من النازية. وجرت المظاهرة في هدوء تام تطوقها وحدة صغيرة من رجال الشرطة على الخيول والسيارات والدراجات النارية. وتوجه المتظاهرون بعد ذلك إلى منزل وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد الموجود حاليًا خارج الولاياتالمتحدة في جولة آسيوية. وكان من ضمن المتظاهرين، والد الذبيح الأمريكي نيكولاس بيرغ الذي تكلم في الميكروفون أمام منزل رامسفيلد. وفي فرنسا وفي اليوم نفسه، شارك آلاف الأشخاص في مسيرة حاشدة بشوارع العاصمة الفرنسية باريس؛ احتجاجا على التدخل الأمريكي في العراق وزيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى فرنسا. وتصدرت المسيرة لافتة عملاقة كتب عليها حرية وسيادة للعراقيين وانسحاب قوات الاحتلال وسلام وعدالة وديمقراطية في الشرق الأوسط. وقال الناطق باسم الرابطة الشيوعية الثورية أوليفييه بيزانسونو لوكالة الأنباء الفرنسية لدى انطلاق المسيرة: حضور جورج بوش المسؤول عن حرب دامية إلى باريس أمر غير لائق. ومن الشعارات التي كتبت على اللافتات بوش.. الإرهابي رقم واحد، وبوش.. منذ وصولك ورائحة النفط تنبعث، وديمقراطيتك تقتل.. شأنها شأن ديمقراطية بوتين، في إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يواجه انتقادات في أوربا بسبب العمليات العسكرية الروسية في جمهورية الشيشان التي تسعى للاستقلال عن الاتحاد الروسي. ودعا المشاركون في المسيرة (نحو 40 منظمة) منها حركة السلم، واللجنة من أجل الشيشان، ورابطة حقوق الإنسان، والحزب الشيوعي الفرنسي، وحركة الخضر.. للتعبير عن التضامن مع الشعوب ومعارضة الحروب والاحتلال. وكانت منظمة التحرك ضد الحرب الفرنسية قد وزعت ملصقات لوضعها على الجدران في العديد من المدن الفرنسية، تطالب مناهضي السياسة الأمريكية بالتظاهر بساحة الباستيل بباريس يوم 5 يونيو ,2004 أثناء زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش لفرنسا للمشاركة في إحياء الذكرى الستين لإنزال قوات الحلفاء بساحل نورماندي شمال شرق فرنسا أثناء الحرب العالمية الثانية. وعملت منظمة التحرك ضد الحرب -التي نشطت قبل الغزو الأمريكي للعراق- بكثافة في مختلف أنحاء فرنسا على تكثيف نشاطاتها قبيل زيارة بوش لباريس. وقامت المنظمة على مدى الأشهر الأخيرة بحملة شملت توزيع حوالي 500 ألف ملصق وبيان بمختلف أنحاء فرنسا، تدعو إلى التظاهر؛ احتجاجا على زيارة الرئيس الأمريكي، وتنادي بالانسحاب الأمريكي من العراق وتحقيق العدالة في فلسطين. وفي الأرجنتين، أفادت مصادر إعلامية إسبانية بأن المئات من مشجعي الأحزاب اليسارية في العاصمة الأرجنتينة وجماعات حقوق الإنسان، فضلاً عن حركات أخرى، قد نددوا أول أمس السبت أمام سفارة الولاياتالمتحدة في بوينوس أيرس بوجود قوات الاحتلال الأمريكية في العراق وبالحظر المفروض على كوبا من قبل واشنطن. وبحسب ما نقله موقع يا.كوم عن أوروبا برس، حرق بعض المتظاهرين علمًا أمريكيًا وسط حشد من رجال الشرطة المحيطين بالمقر الدبلوماسي الأمريكي، كما طالبوا الرئيس الأرجنتيني، نستور كرشنار، بعدم إرسال قوات أرجنتينية إلى هايتي. وتبحث الحكومة الأرجنتينية أن يوافق مجلس النواب الأسبوع القادم على توجه أكثر من 600 جندي إلى هايتي كجزء من قوات السلام اللاتين - أمريكية بناءً على طلب الأممالمتحدة. وذكر زعيم إحدى المنظمات المشاركة أن المظاهرة تعد جزءًا من الحرب العالمية التي تخوضها كل الشعوب والتي تهدف لأن يرحل الأمريكيون من العراق. وتصدرت المظاهرة، التي اشتركت فيها جماعات طلابية كذلك، لافتات تحمل الشعار: فليخرج الاستعماريون من العراق. إذا عرجوا على كوبا فسيعرجون علينا جميعًا. وكالات