حاصرت قوات الأمن "البوليسية" العشرات من المتظاهرين ضد الحرب المحتملة على الشعب العراقي أول أمس السبت، وحالت بالقوة دون وصولهم إلى مقر سفارة الولاياتالمتحدة للاعتصام مدة نصف ساعة وإبلاغ السفيرة الأمريكية رسالة احتجاج من الشعب المغربي إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش. واتفق منظمو المسيرة مع أحد ممسؤولين الأمن، بعد خلافات واضحة، على أن يقف المتظاهرون بعيدا عن السفارة الأمريكية بعشرات الأمتار ويتم انتداب ثلاثة أعضاء من هيئة مبادرة دعم العراق بجهة الرباط لتسليم الرسالة الاحتجاجية إلى السفيرة قصد إبلاغها لرئيسها جورج بوش. وقال خالد السفياني أحد الثلاثة الذين سلموا الرسالة لمستشار السفيرة الأمريكية التي وجدت في ذلك الوقت خارج الرباط لتزامن الوقفة مع عطلة نهاية الأسبوع: "وقفنا اليوم كنقابات وأحزاب وهيئات قرب السفارة الأمريكية لأننا منعنا من الوقوف أمامها، لكننا أصررنا على تبليغ رسالتنا للرئيس الأمريكي احتجاجا على إرهاب دولته وجرائمها ضد أبنائنا في العراق وفي فلسطين، ولنقول للعالم من جديد، إن الشعب المغربي يرفض استمرار الحصار على العراق وبرفض ما تحضر أمريكا الآن من عدوان جديد عليه وعلى الشعب الفلسطيني، وكانت الرسالة التي أبلغناها لمستشار السفيرة الأمريكية لتبليغها للرئيس بوش شديدة اللهجة ليعرف حقيقة الشعب المغربي الرافض لكل عدوان على العراق، وقال عبد العالي حامي الدين ثاني الثلاثة الذين أبلغوا مستشار السفيرة الأمريكية الرسالة الاحتجاجية: "وقوفنا اليوم قرب السفارة الأمريكية يأتي احتجاجا على السياسة العدوانية الهمجية التي تنهجها الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد الشعب العراقب، وإننا وإن لم نتمكن من تسليم الرسالة إلى السفيرة مباشرة لوجودها خارج الرباط، فإن مستشارها وعدنا بتسليمها إليها لتسلمها بنفسها إلى الرئيس جورج بوش. وموقفنا المبدئي أننا ضد الحرب ومع السلم العادل في المنطقة. وبهذه المناسبة نجدد إدانتنا لقوات الأمن المغربية التي نابت عن السلطات الأمريكية فمنعتها من الوصول إلى سفارة واشنطنبالرباط وقمعت الأصوات الحرة المنادية بتجنيب العراق الشقيق وبلات الحرب التي تقودها ضده الولاياتالمتحدةالأمريكية، كما نؤكد أن الشعب المغربي يتضامن مع الشعب الأمريكي الرافض لهذا العدوان والذي يتنامى يوما بعد يوم برغم تعنت إدارة بوش واستمرارها في عدوانها، الأمر الذي يؤكد أن كره العالم العربي والإسلامي وبعض الشعوب الأوروبية لأمريكا هو كره ورفض لسياستها وليس لشعبها. جدير بالذكر أن الوقفة التي نظمتها هيئة دعم العراق بجهة الرباط تزامنت مع وقفات أخرى على الصعيد الدولي والعربي. ذلك أن حوالي 50.000شخصا تظاهروا أول أمس السبت بشوارع واشنطن وطالبوا الرئيس بوش بالعدول عن عدوانه ضد العراق، كما نظم العشرات من المتظاهرين مسيرات مماثلة في كل من بريطانيا وفرنسا واليابان وإسبانيا وروسيا لتمس الغرض، وعلى المستوى العربي عرفت عدد من الشوارع في كل من مصر ولبنان وباكستان وسوريا مسيرات أخرى شبيهة. عبد الرحمان الخالدي الرسالة الموجهة إلى سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية مبادرة دعم العراق بجهة الرباط إلى رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية جورج بوش إن مبادرة دعم العراق بجهة الرباط المكونة من أكثر من 50 هيئة سياسية ونقابية وجمعوية وحقوقية وشبابية ونسائية، وأمام إصرار الإدارة الأمريكية والبريطانية للاعتداء من جديد على العراق وما يحاك ضد الشعوب العربية وعلى الأخص ضد الشعبين الصامدين الفلسطيني والعراقي. تجد نفسها مضطرة إلى مكاتبة الإدارة الأمريكية في شخصك وأنت الذي لا تغمض جفونك ولا تهدأ أعصابك منذ تربعك على رأس تلك الإدارة الإرهابية للبحث عن كل الوسائل لاجتثاث الذاكرة العربية وتحطيم موروثها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتاريخي والثقافي.. قصد توفير كافة الشروط للانقضاض على الخيرات العربية وتغيير الخريطة السياسية للمنطقة على مقاسكم ومقاس حلفائكم الإمبرياليين بما فيها الإدارة البريطانية والصهيونية. لقد أبانت السنوات الإثني عشر الماضية بما لا يدع مجالا للشك، أن إدارتكم وحلفاءها ماضية بعزم وإصرار في مسلسل إرهابي شامل دشنته بالحصار المضروب على الشعب العراقي البطل والذي ذهب ضحيته العديد من الأطفال الأبرياء، ناهيك عن الضربات العسكرية التي استهدفت موارده البشرية والعلمية والتاريخية.. ضدا على كل الأعراف والمواثيق الدولية والمشاعر الإنسانية. فأين نحن من أن لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه وألا ينبغي لأي إنسان أن يعرض للتعذيب ولا للعقوبات أو المعاملات القاسية أو الوحشية أو الحاطة بالكرامة؟ فأساليبكم الإرهابية وأهدافكم الإمبريالية تحجب عنك وعن إدارتك الرؤية لمراعاة ذلك، وأضحيت تبحث عن المطية تلو الأخرى للدوس على إرادة الشعوب التواقة إلى الحرية والاستقلال، والتي لها وحدها الحق في تقرير مصيرها وبناء مستقبلها على الوجه الذي ترتئيه. فها هي لعبة المفتشين الأمميين الذين عادوا مرة أخرى إلى العراق بناء على القرار 1441 المتضمن شروطا غير معهودة الغاية منها اختلاق مبرر لعدوان مبيت.. وهي أساليب تعودت وكالة الاستخبارات (CIA) على ممارستها للتأثير السلبي على مجريات التاريخ. هذا التاريخ الذي علم الشعوب أن المقاومة والمواجهة والصمود هي سبيل الحرية والعيش في كرامة. ولعل سجل التاريخ اليانكي الأمريكي حافل بالأمثلة والدروس والعبر التي ستظل موشومة على مختلف مراحله (الهنود الحمر، هيروشيما، الفيتنام، أفغانستان، فلسطين، العراق...). إن مبادرة دعم العراق إن تدين إرادة العدوان لدى إدارتكم، تطالبكم بالكف فورا عن الممارسات العدوانية ضد الشعوب وإيقاف تطبيق كل المخططات الإرهابية المكشوفة والخفية التي تستهدف شن عدوان عسكري على الشعب العراقي الأعزل. وعاش صمود الشعب العراقي