في الوقت الذي تجري فيه الولاياتالمتحدة مشاوراتها وتشحد أسلحتها استعدادا لضربة محتملة ضد الشعب العراقي الجريح، ورغم تعاون نظام العراق مع أجهزة الأممالمتحدة المكلفة بتفتيش قصوره بحثا عما يثبت وجود أسلحة دمار بيولوجية أو كيماوية تدينه أمام المنتظم الدولي وأمريكا، ورغم تصاعد الاحتجاجات داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية تصعد إدارة بوش من خطاب الحرب. الشعب الأمريكي تحرك ضد الحرب التي تقرع الإدارة الأمريكية طبولها باسم "نظرة داخلية". و خرج المحتجون منتصف الأسبوع الماضي في مظاهرات ومسيرات في أكثر من 27 ولاية، يقولون فيها إن بلادهم أولى بنظرة داخلية تحقق لهم الأمن والأمان الحقيقيين. التقرير التالي أنجزته إسلام أون لاين من واشنطن يتابع سير تلك الاحتجاجات والمظاهرات. خرج الأمريكيون يوم الأربعاء الماضي عاشر دجنبر في احتجاجات ومظاهرات ضد احتمال شن حرب على العراق، وقد اعتقلت الشرطة مائة متظاهر ممن خرجوا في تلك المسيرات. وقال المنظمون إن مسيراتهم عمت ما يقرب مائة مدينة لتتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان، ويعتقد المحتجون أن رسالتهم بدأت تصل الرئيس جورج بوش، رغم أن الاستفتاءات تظهر أن غالبية الأمريكيين يدعمون العمل العسكري ضد العراق إذا ما رفض نزع سلاحه. وقالت ميديا بنيامين إحدى العضوات في هيئة "نساء يقظات السلم" في مسيرة واشنطن التي انطلقت من مركز للخدمة العسكرية إنها "تعتقد أن هذه الحركة ضد الحرب قد أخرت فعلا الآلة العسكرية"، وأضافت ميديا بنيامين "إن الرأي العام هو الحائل الوحيد الذي يبعدنا من الذهاب إلى الحرب". "إنني أعرف أنه يتوجب علي الإسهام في وقف الحرب، إذا ما شئت توفير السلم لأسرتي"، تقول ميديا وهي أم لاثنين من الأبناء احتجوا كلهم يوميا أمام البيت الأبيض لأسابيع. وقال "بات ألدر" ":إن هذه الحرب ستكون كارثة لو حصلت" وأضافت أن العنف لا يمكن أن يكون جوابا على العنف: والعدالة وحدها يمكن أن تأتي بالسلام". وانتقدت "كارن بوميرانز"، إحدى المشاركات في مسيرة واشنطن، وهي أستاذة جامعية، الجمهوريين والديمقراطيين على السواء، لأنهم أعطوا الأولوية للميزانيات العسكرية على حساب تحسين برامج العمل الاجتماعي لفائدة عموم الأمريكيين". "لقد أمضوا عشرين عاما الأخيرة في إفراغ برامج الإسكان والتربية والصحة العمومية والعيش وبرامج أخرى من مضمونها، والتي يمكن أن تمنحنا الأمن الحقيقي"، تضيف "كارن بوميرانز". وقالت سارة، واحدة من المتظاهرات والتي فضلت عدم ذكر اسمها العائلي: "إننا هنا رغم برودة الطقس، وأظن أن الجميع سيدرك أننا جادون في ما نحن فيه بتواجدنا هنا". "إننا تضيف سارة نحتاج إلى أن نظهر للناس أن الكثير من الأمريكيين لا يوافقون على خيار الحرب، رغم أن الجميع قد لا يسمعون رسالتنا دائما". في نفس الوقت أنشد المتظاهرون: "حرب البترول هذه لا بد وأن تنتهي"، وارتفع صوت أحد المتظاهرين وهو "راي كابلينجر" لنكن وطنيين...ولنسائل وحوش الحرب"، وصرخ راي وهو من قدماء الحرب العالمية الثانية بأنه "عاش جهنم في غينيا الجديدة زمن الحرب العالمية الثانية، ولا يريد أن يرى حربا أخرى تندلع". وبالنسبة له "فجورج بوش" سيء بنفس الدرجة من السوء التي عليها صدام حسين". من جهة أخرى تم اعتقال حوالي مائتين من المتظاهرين من بينهم رجال دين خارج بعثة أمريكية للأمم المتحدة بتهمة الإخلال بسير النظام العام. وعبر بلدة "ساكرا مينتو" و "كاليفورنيا" احتجز تسعة أفراد كذلك بتهمة إغلاق مدخل بناية للأمن الفيدرالي. وقالت "ماريا كورينجيو. 41 سنة، أم لأربعة أبناء من ديكسون بكاليفورنيا" هذه أول مرة لي في المظاهرات"، وعقبت "هكذا يكون الأمر على قدر من الأهمية". وحمل المتظاهرون في إحدى مسيراتهم نعوشا عليها صور للضحايا من أطفال العراق. وأحصت المجموعة الموحدة لأجل السلام "أكثر من 120 من تجمعات اليقظين المبرمجة سلفا وأعمال عصيان ومسيرات في 73 ولاية ابتداء من "ألسكا" إلى "فلوريدا". الاحتجاجات هذه نظمها عبر الفاكس وشبكة الأنترنيت مناوؤون للحكومة وشيوعيون وجماعات "الإفنجيليكالز" و "الكويكرز" المعارضة للحرب والعنف. وفي "جماعة مينونايت" "بغوشن" يجمع الناس قطع الصابون والضماد والمنشفات ومواد أخرى قصد إرسالها لفقراء العراق. وحمل "شارون بيكر"، 46 عاما، ثلاث حزمات من الأمتعة ليبعثها عبر لجنة مينونايت إلى العراق. ويقول شارون بيكر: "أنا ضد أي حرب في أي مكان وفي أي زمان، لأن الحرب لن تحل أي شيء". الاحتجاجات التي سطرت الأربعاء الماضية عبر الولاياتالمتحدة من شمال "كارولينا" إلى "ألسكا" نظمتها مجموعة من رجال الدين والأكاديميين ورجال الأعمال ونشطاء حقوق الإنسان والجمعيات النسائية. في نفس الوقت وقع حوالي المائة من نجوم السينما والتلفزيون من بينهم "مات دامون"، "أنجيليكا هاستون" و"مارتن شين" نداء أصدروه الأربعاء ضد حرب قد تقودها الولاياتالمتحدة ضد العراق، محذرين من أن: "حديث الحرب في واشنطن، منذر وغير مجد". وأفادت وكالة "فرانس بريس" في نفس اليوم أن "ممثلين آخرين هم "سامويل ل. جاكسون"، "ميافاراو"، "كيم باسينجر"، "أوما ترومان"، "تيم روبنز"، "وروكرز ريم" وقعوا أيضا على لائحة أسماء المعارضين لمثل الضربة التي قد تقوها الولاياتالمتحدة. ووزع نجوم السينما والتلفزيون النداء على الصحافة بمطعم هوليود الذي يترددون عليه. وسلم النداء "مارتن شين" الذي لعب دور رئيس خيالي للولايات المتحدة في فيلم "الجناح الغربي" على قناة "إن بي سي"، وقال شين: "في واشنطن قرروا ما بخلدهم وذهبوا إلى الحرب على خلفية عداء شخصي، وهذا الذي يقع اليوم جزء منه"، في إشارة إلى حرب الخليج الأولى التي قادها آنذاك جورج بوش الأب والذي لم ينجح في خلع صدام حسين. النداء الذي وقعه أيضا الأميرال المتقاعد "أوجين كارول" و"إدوارد بيك" السفير السابق بدولة العراق، قرئ في مؤتمر صحفي في ضيافة الممثل "مايك فارل"، أحد المؤسسين لمجموعة تدعى "الفنانون المتحدون لأجل الانتصار بدون خسارة". وصرح "فارل" في هذا المؤتمر الصحفي أن "توجه الإدارة يفيد أن أي أحد سيعارضهم هو أقل ولاء ووطنية، وهذا ليس صحيحا" وأكد فارل "أنهم يدعمون التفتيش الأممي القويم عن الأسلحة للتأكد من فعالية نزع أسلحة العراق". "غير أنه يقول الموقعون في ندائهم رغم ذلك، فأي غزو عسكري للعراق انطلاقا من رغبة أمريكا لوحدها سيضر بالشؤون الوطنية الأمريكية"، ويضيف النداء أن "الحرب ستزيد من المعاناة الإنسانية والحقد إزاء بلدنا، واحتمالات الهجمات الإرهابية، والضرر باقتصادنا، وسينسف ذلك مكانتنا الأخلاقية في العالم، إن ذلك سوف يجعلنا أقل وأكد الموقعون على أن "هدف أمريكا والأممالمتحدة في نزع سلاح صدام حسين معقول ويمكن أن يتم عبر وسائل ديبلوماسية قانونية، ولا حاجة لنا في الحرب"، فلنكرس تختم الرسالة مواردنا للرفع من الأمن والأوضاع الحسنة للناس هنا في ديارنا وحول العالم". ع. الهرتازي