أقامت جماعة الإخوان المسلمين حفلاً لتشدين حزبها الجديد “الحرية والعدالة” الذي تأسس بعد ثورة 25 يناير وسط حضور لافت من كبار المسؤولين والشخصيات العامة ورؤساء الأحزاب تقدم هؤلاء نائب رئيس الوزراء للشؤون السياسية علي السلمي ووزير الداخلية منصور العيسوي ووزير الثقافة عماد أبو غازي ذو التوجه اليساري. اللافت في الاحتفال حضور وزير الداخلية، والذي يعد حضوره الأول من نوعه لأي نشاط سياسي لجماعة الإخوان المسلمين. وقال رئيس حزب الحرية والعدالة محمد مرسي أمام مؤتمر تدشين الحزب ليلة السبت/الأحد إن حزبه نتاج لثورة 25 يناير والتي تتطلع إلى الحرية والديمقراطية وقدمت الدروس للعالم في كيفية التغيير السلمي. وأوضح أن جماعة الإخوان المسلمين اتجهت إلى العمل السياسي العلني من خلال الحزب الذي يسعى إلى التنافس على سلطة الحكم في تلك المرحلة التي تشهد مناخاً من الحرية، لافتاً إلى أن مجلس شورى الجماعة وقف وراء تأسيس الحزب الذي استقل عن الجماعة مالياً وإدارياً رغم أنهما يحملان ذات الأفكار والأهداف والمرجعية الإسلامية. وأضاف مرسي أن الحزب يستشعر مسؤولية كبيرة تجاه الوطن، الذي يواجه تحديات كبيرة يواجهها المصريون مع القوات المسلحة التي بذلت جهداً في نجاح الثورة وانتقلت إليها السلطة كونها حارس الوطن. وشدد على ضرورة تعاون القوى السياسية كافة حتى يمكن أن تنتقل السلطة إلى شرعية الشعب، لافتاً إلى أن الحزب يسعى لإقامة دولة مدنية قوامها المواطنة والتساوي في الحقوق والواجبات واحترام المواثيق والمعاهدات الدولية واحترام قوى العالم وعدم التصادم والعيش في سلام على أساس العلاقات المتوازنة مع كل الدول، ودعا مرسي إلى أهمية استقرار البلاد والمضي في سبيل التنمية وفق الدستور والقانون. وجدد مرسي تمسك حزبه بمسار المرحلة الانتقالية، كما جدد تمسكه بالتحالف الديمقراطي الذي يضم 30 حزباً، مشيراً إلى أن هذا التحالف في طريقه لأن يصبح تحالفاً انتخابياً في الانتخابات البرلمانية المقبلة. من جانبه، اعتبر السلمي أن حزب “الحرية والعدالة” إضافة في الحياة السياسية، وأنه يسعى لإرساء وتدعيم الحرية والديمقراطية في مصر ويحقق آمال المصريين في أهداف الثورة، فيما قال العيسوي إن تأسيس الحزب تأكيد على أن المرحلة التي تمر بها مصر تختلف عما كانت عليه في عهد النظام السابق، الذي ظل يعتبر جماعة الإخوان المسلمين من الجماعات المحظورة، وأبدى العيسوي أمنياته أن يثري الحزب الحياة السياسية خلال الفترة المقبلة. وأعرب أبو غازي عن سعادته بالتحول الفكري لدى جماعة الإخوان المسلمين وسعيها للعمل السياسي العلني من خلال حزب سياسي، معتبراً تأسيس الجماعة لحزب العدالة والحرية بالنقلة النوعية المهمة في تاريخ الحياة الحزبية المصرية.