ذكرت وسائل اعلام أن18 حزبا سياسيا مصريا بينها حزب جماعة الاخوان المسلمين الذي سمي الحرية والعدالة شكلت أول أمس الثلاثاء تحالفا انتخابيا استعدادا لانتخابات تشريعية مزمعة خلال شهور. ومن بين الاحزاب المشاركة في التحالف حزب الوفد وهو حزب ليبرالي وحزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي وهو حزب يساري وحزب الجبهة الديمقراطية وهو حزب ليبرالي والحزب العربي الديمقراطي الناصري. كما ضم التحالف أحزابا حديثة التكوين وأحزابا تحت التأسيس. وكان حكم قضائي صدر بحل الحزب الوطني الديمقراطي الذي هيمن على الحياة السياسية لعشرات السنين برئاسة الرئيس السابق حسني مبارك ومن قبله الرئيس الراحل أنور السادات الذي أسس الحزب. وأطاحت انتفاضة شعبية بمبارك في فبراير . ونقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط عن بيان صدر عقب اجتماع رؤساء وممثلي الاحزاب أن اتفاقا تم التوصل اليه حول مبادئ يتضمنها دستور جديد للبلاد تشمل « حرية العقيدة والعبادة وأن المواطنة أساس المجتمع وأن التعليم والتنمية البشرية والبحث العلمي أساس نهضة هذا المجتمع.» وأضافت الوكالة أن المجتمعين شددوا على « ضرورة تداول السلطة عبر الاقتراع العام الحر النزيه وحق التجمع السلمي في الاحزاب السياسة والجمعيات الاهلية والنقابات المهنية وحرية الرأي والتعبير والاعلام وتداول المعلومات والتظاهر السلمي والاعتصام والتأكيد على أهمية استقلال القضاء. » والمتوقع أن ينافس التحالف الجديد مستقلون ومنتمون للحزب الوطني المحلول يخوضون الانتخابات كمستقلين. وهناك اقتراحات بعزل سياسي يستمر خمس سنوات للاعضاء القياديين في الحزب الوطني المحلول. وقال موقع جماعة الاخوان على الانترنت ان الاحزاب المتحالفة اتفقت على أن يضمن القانون الجديد لمجلس الشعب « تمثيلا أوسع للاحزاب والقوى السياسية جميعا في المجلس ويمنع اختراق المال والعصبيات وفلول النظام السابق للمجلس». وأضاف أن الاحزاب المتحالفة ستقدم مشروع القانون الجديد الى المجلس الاعلى للقوات المسلحة لاقراره. ويدير المجلس الاعلى للقوات المسلحة شؤون مصر منذ اسقاط مبارك. وقال المحلل السياسي أنور الهواري لرويترز مفسرا تحالف17 حزبا مع حزب الحرية والعدالة الذي تأسس حديثا « لا شك أن الاخوان قوة مغناطيسية كبرى بالعمق التاريخي.» وأضاف الهواري الذي سبق ان شغل منصب رئيس تحرير صحيفة حزب الوفد ان الحزب حدث له انقطاع عن العمل السياسي لمدة30 سنة من1954 الى1984 . وتأسست جماعة الاخوان المسلمين عام1928 بعد سنوات من قيام حزب الوفد الذي ناضل من أجل استقلال مصر عن بريطانيا. وألغت ثورة يوليو عام1952 التي قادها ضباط في الجيش الاحزاب السياسية. وكان الضباط ألغوا النظام الملكي وأعلنوا مصر جمهورية في العام التالي لقيام الثورة. وقالت المحللة السياسية هالة مصطفى ان الاحزاب الصغيرة المتحالفة مع الاخوان المسلمين «أكيد يبحثون عن مقاعد في البرلمان الجديد.» وأضافت « معروف أن الاخوان لهم قوة تصويتية كبيرة ومنظمة... يهم الاخوان في هذه الفترة أن يقيموا جسورا مع القوى السياسية غير الاسلامية. هذا يعطي مصداقية أكبر لحزب الاخوان الجديد.» وكان اعلان دستوري خول الاعضاء المنتخبين في مجلسي الشعب والشورى انتخاب جمعية تأسيسية لوضع الدستور الجديد. ومن المتوقع أن تفوز الجماعة بنسبة كبيرة من المقاعد في الانتخابات البرلمانية المقبلة. وعبرت أحزاب كثيرة عن خشيتها من أن ينفرد الاخوان المسلمون وحلفاء اسلاميون لهم بوضع الدستور الجديد. ويقول مراقبون ان التحالف الانتخابي الجديد يهديء مخاوف الاحزاب غير الاسلامية.